مع الحدث
المتابعة ✍️: ذ لحبيب مسكر
لا يزال الغموض يلف مصير المركب التجاري والسياحي لتاغبالوت بمدينة القصيبة، الذي شُيّد في إطار إعادة هيكلة الفضاءات العشوائية للمقاهي الموسمية، وتحسين جاذبية المنطقة التي تُعد من أبرز النقط السياحية بإقليم بني ملال خنيفرة. غير أن المشروع، الذي كان من المفترض أن يُمثل بارقة أمل لـ30 مستفيدًا من أبناء المنطقة، تحوّل إلى مصدر توتر واستياء وسط أرباب المقاهي، الذين يشتكون من الإقصاء، وسوء التوزيع، وظروف العمل القاسية، بل ويتحدث بعضهم عن “خرق للاتفاقات الأولية” وتجاهل تام لمطالبهم الأساسية.
مشروع على الورق فقط؟
وفق ما أفاد به عدد من المستفيدين، فإن السلطات المحلية أشرفت قبل سنوات على تنظيم قرعة علنية بإشراف مباشر من باشا المدينة، تم بموجبها تسليم كل مستفيد محلاً تجاريًا داخل المركب، بمساحة 9 أمتار مربعة. وكان من المنتظر أن يحصل كل شخص على محلين اثنين، وفق ما أكده المكتب المسير لجمعية “أرباب مقاهي تاغبالوت” التي تأسست آنذاك لتأطير العملية.
لكن الواقع، حسب تصريحاتهم، جاء مخالفًا تمامًا لما وُعدوا به. إذ تم تسليم محل واحد فقط لكل مستفيد، وبدون ربط بشبكتي الماء والكهرباء، وهو ما فرض عليهم الاعتماد على جلب المياه من عين “تاغبالوت” المجاورة، في ظل غياب العدادات والمرافق الصحية الأساسية.
فضيحة دكاكين “مدفونة”
أكثر ما أثار غضب المستفيدين هو ما جرى صيف سنة 2021، حينما تفاجأ أصحاب أربعة دكاكين (من الرقم 1 إلى 4) بإزالة محلاتهم بالكامل ليلاً، بعدما كانوا قد أعدّوها للعمل وجهزوها على حسابهم الخاص. ولم يتبقَّ منها أثر في صباح اليوم التالي، مما أثار موجة من السخط والاستنكار في أوساط المهنيين.
وفي اتصالهم برئيس الجمعية، تم إبلاغهم بأن “الوالي تدخل شخصيًا وأمر بتخصيص ذلك المكان لدكاكين خاصة بالصناعة التقليدية”. وقد تقبل المتضررون الأمر رغم شعورهم بالحيف، وتم تعويضهم بمحلات هامشية لا تليق بأنشطة المقهى، نظراً لبعدها عن المدخل الرئيسي وانعدام الرواج فيها.
غير أن المفاجأة الكبرى، حسب ذات المصادر، تمثلت في تشييد ستة دكاكين جديدة في نفس المكان، وتسليمها لأشخاص لا تربطهم أي علاقة بالصناعة التقليدية، بل إنهم قاموا بفتح مقاهٍ منافسة، استولت على المكان والزبائن.
وفي هذا السياق، أكد رئيس جمعية ثقافية وفنية محلية أن أعضاء الجمعية وُعدوا بدكان داخل المركب لاستعماله في أنشطة الصناعة التقليدية، غير أن تسليمه ظل يتأجل مرارًا، وسط مماطلة وتهرب من قبل المسؤولين المحليين، إلى أن طويت القضية دون أي تبرير. المفاجأة، حسب تعبيره، كانت هذا الموسم، حين فوجئ الجميع بتحويل نفس الدكان إلى مقهى لشخص “لا تربطه علاقة بالمشروع، ولا يتوفر على شروط الاستفادة”، مما اعتُبر “تجاوزًا صارخًا لمبدأ الشفافية وتكافؤ الفرص”.
مخطط مجمّد وتجهيزات غائبة
ويؤكد أرباب المقاهي أن ما تم التنصيص عليه في دفاتر المشروع لم يُطبق على أرض الواقع. فحسب التصميم الأصلي، كان المجمع يتضمن ساحة عامة تتوسطها نافورة، ومجموعة من الكراسي المثبتة للجلوس، وبلاطًا مناسبًا للراجلين، إلى جانب واجهات دكاكين مغطاة بما يُعرف محليًا بـ”الضالة كيت” وهي أسقف إسمنتية بسيطة لتوفير الظل والحماية من العوامل الجوية.
لكن، وبحسب شهادات المهنيين، لم يُنجز أي من هذه العناصر الأساسية، مما حول المجمع إلى مجرد فضاء إسمنتي يفتقر لأدنى مقومات الجاذبية السياحية أو الراحة التجارية.
مطالب عاجلة وتلويح بالتصعيد
في هذا السياق، يناشد المهنيون عامل جهة بني ملال خنيفرة، بالتدخل العاجل من أجل فتح تحقيق في الخروقات التي طالت عملية الاستفادة والتوزيع، ومعالجة مشاكل الماء والكهرباء، وتوفير المرافق الصحية، بالإضافة إلى تهيئة الفضاء وفقًا للتصميم الأصلي.
وفي ظل تماطل الجهات المعنية، يهدد المهنيون بتنظيم وقفات احتجاجية والدخول في إضراب مفتوح عن العمل، مع إغلاق شامل للمقاهي المتضررة، إذا لم تتم الاستجابة لمطالبهم المشروعة.
تعليقات ( 0 )