عماد وحيدال
في مشهد يختزل كل معاني التضحية والإنسانية، جسّدت أستاذات وأساتذة مجموعة مدارس “تازولت” بدوار أكشيتم التابع لجماعة تويالت بإقليم تارودانت، أسمى صور الوفاء لرسالة التعليم، حين تحوّلوا إلى جسور بشرية، لينقذوا تلميذاتهم وتلامذتهم بعد أن حاصرتهم مياه وادٍ جارف، عقب تساقطات رعدية قوية شهدتها المنطقة.
انقطعت الطرق وتحوّلت المسالك إلى أخاديد موحلة، لكن عزيمة نساء ورجال التعليم هناك كانت أقوى من كل الظروف الطبيعية. فقد حملوا التلاميذ على أكتافهم وعبروا بهم السيول نحو برّ الأمان، ليصلوا إلى ذويهم سالمين، في مشهد أبكى الأهالي ونال إعجاب كل من شاهد الصور والفيديوهات المنتشرة.
ما حدث ليس مجرد قصة بطولية عابرة، بل درس حقيقي في التضحية والإخلاص، يستحق أن يُروى في المناهج التعليمية وأن يُحتفى به في المحافل التربوية. إنه رد بليغ على كل من اختار يوماً أن يشيطن صورة الأستاذ، أو أن يقلل من شأنه، أو أن يختزل دوره في السبورة والطبشور.
اليوم، أساتذة “أكشيتم” قالوا كلمتهم بالفعل لا بالقول، وأثبتوا أن التعليم في المغرب لا يزال بخير ما دام فيه مثل هذه القلوب النبيلة. تحية إجلال وإكبار لجنود الخفاء الذين حملوا الوطن على أكتافهم، قبل أن يحملوا أبناءه.
#أساتذة_الكرامة
#دوار_أكشيتم
#التعليم_رسالة_لا_وظيفة
تعليقات ( 0 )