جاري التحميل الآن

ألم من فاجعة…. أمل في شعب”.

مع الحدث يوسف حسيك

هي تجربة إنسانية اختلط فيها المهني و العاطفي و الوطني …
فبعد أن تلقيت اتصالا هاتفيا من طرف أحد الأصدقاء مشكورا يخبرني بأن قافلة للتضامن ستنطلق يوم الثلاثاء فجرا.

عند نقطة الالتقاء فجرا ؛ انطلقت الرحلة المكونة من 6 سيارات و 15 متطوعا .
عند إحدى باحات الاستراحة بالطريق السيار و في توقف قصير ؛ علمت أن شاحنتين قد انطلقتا ليلا و قد وصلتا إلى تحناوت ..
استأنفنا المسير …

بعد لقاء السائقين بتحناوت ؛ و تجمع السيارات استأنفنا الطريق إلى مركز جماعة اسني عبر منعرجات تيبيدرت الصعبة ؛ هنا تبدأ المعالم الحقيقية لاثار الزلزال : بنايات مهدمة او أيلة للسقوط ؛ شقوق بالمنازل ؛ محلات تجارية مغلقة …. بمركز جماعة اسني ؛ تم تجهيز مستشفى ميداني عسكري للتكفل بضحايا الزلزال.
بعد ذلك ؛ انتقلنا نحو منطقة ويركان عبر امريغا : في هذه البلدة ترى الدمار محيطا بك من كل جانب : شاحنات دعم .. خيام منصوبة مستوصفات متنقلة أطر طبية و تمريضية ؛ رجال درك و قوات مساعدة .. متطوعون …
هنا بالضبط سنتعرف حقيقة حجم الدمار الذي لحق بالمنطقة…

مباشرة بعد ويركان ؛ ستبدأ معاناة أخرى : معاناة الطريق المؤدية إلى تارودانت عبر تيزي ن تست : طريق كانت قبل أشهر فقط في حالة مزرية جراء الأشغال الكبرى (برنامج توسعة و تأهيل) ؛ فزادها الزلزال دمارا : طريق مدمرة تتحمل ما لا يحصى من العربات و الشاحنات والسيارات القادمة من كل أنحاء المغرب اضافة الى سيارات الإنقاد ؛ سيارات الاسعاف ؛ آليات الحفر .. ( في كثير من الممرات ؛ لا يمكن عبور سوى عربة واحدة في الاتجاهين ) .

هذا الدمار الذي لحق بنية الطريق بالإضافة إلى حجم و عدد العربات ؛ يجعل المرور منها مغامرة حقيقة : من جهة ؛ هناك استمرار سقوط الأحجار من فوق الجبال المحادية للطريق ؛ ومن جهة آخرى هناك خطورة الحافة ، الحادة و الهشة، المطلة على واد النفيس.

كل هذا جعل توقيت العبور لمسافة* 35 km فقط* ؛ من ويركان إلى مركز ثلات يعقوب ؛ يتجاوز الثلاث ساعات .

تم التوقف المؤقت بدوار اميضل : بجنبات الطريق هناك أكوام المساعدات و الاعانات موضوعة .. وجوه شاحبة و حيرة تكسو الوجوه.

بعد تفريغ جزء من المساعدات لأهالي هذا الدوار ؛ استأنفنا المسير نحو تلاث ن يعقوب … كل مرة ؛ كان التوقف الاضطراري سيد الموقف .
( قد يصل التوقف إلى 20 / 30 دقيقة ) وصلنا لدوار ” مزوغني و تواصل منظمو القافلة مع جمعتين تشتغلان هناك بوسائلهما الخاصة لإيصال المساعدات إلى أقصى و ابعد الدواير التابعة للمنطقة.

مرة أخرى نتابع المسير نحو : تلاث ن يعقوب ..
مرة أخرى نفس المعاناة : طريق مهترئة و اكتضاض كبير غير مسبوق .
مرورا بإجوكاك ؛ وصلنا حوالي الساعة السادسة مساء إلى تلات ن يعقوب : العنوان الأكبر هنا : الدمار الشامل …
البنايات أضحت أنقاضا و المروحيات تطوف فوق رؤوسنا.
هل هي حرب شاملة على الأرض !

بدأ الشباب في التشاور و التفكير حول طرق التدبير السليم و كيفية مواجهة الاكراهات .. اتصلوا بأحد الأشخاص و الذي يتواجد بالقرب من تلات ن يعقوب .. حمل سيارته و التحق بنا .. النتيجة:
لا يمكن أن يؤمنوا التوزيع في هذا التوقيت :
ليس هناك أي مكان للتخزين ..
وليست هناك اية وسيلة لإيصال المساعدات للقرى و المداشر البعيدة. .
كان المقترح أن يباشروا الاتصال بالقيادة لطلب المشورة.

انطلق الشباب نحو مقر القيادة و استقبلنا السيد الباشا في الساحة المقابلة و نصحنا بالمبيت و من تم مباشرة عمليات التوزيع في اليوم الموالي لان الطريق المقطوعة لجماعة اغبار ( اكثر من 7 دواوير ) ؛ سيتم فتحها صباح الغد.

بعد موافقة السائقين و قبولها بكل التفاصيل التمس المنظمون من السيد الباشا تسهيل مأمورتيهما و التنسيق معهما لعدم معرفتهما بالمنطقة.

للأمانة: كان السيد الباشا و السيد القائد في قمة الرقي و الأدب رغم الضغط الكبير الذي يتحملانه ..
قرر المنظمون بعد ذلك زيارة تفقدية لمركز ثلاث ن يعقوب … العنوان : الدمار و الاسى …

عند العودة مساء ؛ هي نفس المتاعب : خطورة الطريق بين ثلاث ن يعقوب و ويركان ثم الاكتضاض الغير المسبوق .
يوم الاربعاء ؛ أخبرنا السائقان ان الشاحنتين وصلتا إلى أبعد نقطة ممكنة لاقليم الحوز “جماعة أغبار ” ) المتاخمة لاقليم تارودانت )
حسب شهادتهما ؛ فقد تم توزيع المساعدات هناك و أكدا أن دواوير بأكملها تعاني كثيرا من آثار الزلزال (هنا ؛ لا يبعد مركز الزلزال الا ببضع كيلومترات)

عن موفد جريدة مع الحدث إلى اقليم الحوز مرافقا لقافلة مساعدات لضحايا إقليم الحوز :

شارك هذا المحتوى:

إرسال التعليق

ربما فاتك