مع الحدث
المتابعة ✍️ : ذ لحبيب مسكر
مع تزايد حوادث السير الناتجة عن اصطدام المركبات بالحيوانات الضالة، خاصة خلال فترات الليل، بات مستعملو الطريق السيار في المغرب يواجهون تهديداً حقيقياً لسلامتهم. جثث القطط والكلاب والسلاحف وحتى القنافذ أصبحت مشهداً مألوفاً على جنبات الطرق، ما يُحول المسارات المفترض أن تكون آمنة وسريعة إلى فضاء محفوف بالمخاطر.
السيد محمد، أستاذ جامعي، اختار سلوك الطريق السيار ليلاً أثناء عودته من بني ملال إلى الجديدة بحثاً عن الأمان، لكنه فوجئ بحادث كاد أن يُغير مجرى حياته. فقد اصطدم بسيارته كلب ضال بشكل مفاجئ، مما أدى إلى تضرر سيارته بشكل بالغ. يقول محمد: “كُدتُ أفقد السيطرة على السيارة بالكامل”، مضيفاً أنه اضطر لقضاء ليلة ممطرة داخل سيارته في انتظار فرق الإنقاذ.
حوادث مشابهة لم تعد نادرة، إذ تتكرر بشكل مقلق، خصوصاً في الفترات الليلية التي تقل فيها الرؤية. والنتائج تتراوح بين خسائر مادية جسيمة وإصابات بشرية، في وقت ترفض فيه شركات التأمين تعويض المتضررين، معتبرة هذه الحوادث “غير متوقعة” وخارج نطاق التغطية.
إذا كانت الطرق السيارة تمثل فضاءً مؤدى عنه، فمن يتحمل مسؤولية حماية السائقين من هذه الأخطار؟ هل هي الجهات المكلفة بصيانة الطرق التي تتقاعس عن تركيب السياجات أو وضع إشارات تحذيرية؟ أم الجماعات الترابية التي لا تقوم بواجبها في جمع الحيوانات الضالة؟ أم شركات التأمين التي ترفض تعويض الأضرار رغم جسامتها؟
السؤال الأبرز الذي يطرحه مستعملو هذه الطرق هو: من يعوضهم عن الأضرار الجسيمة التي يتكبدونها؟
في ظل استمرار هذا الوضع، بات من الضروري التحرك الفوري من أجل:
تعزيز عمليات مراقبة محيط الطرق السيارة.
إزالة الحيوانات الضالة بشكل دوري ومنتظم.
تركيب سياجات واقية ذات تصميم محكم وسمك صغير يمنع تسلل الحيوانات الصغيرة مثل القطط، الكلاب وحتى القنافذ، التي كثيراً ما تكون سبباً في حوادث خطيرة.
إلزام شركات التأمين بتغطية هذه الحوادث.
إطلاق حملات توعية لفائدة السائقين حول كيفية التصرف في حال ظهور حيوانات على الطريق.
سلامة المواطنين فوق كل اعتبار. فهل تتحرك الجهات المعنية قبل فوات الأوان؟
تعليقات ( 0 )