الدكتور “خالد أقزة” يشخص ظاهرة الإعتداء الجنسي على الأطفال “الواقع، التحديات، الحلول”. 

مع الحدث

المتابعة ✍️: ذ. عزالدين بلبلاج

 

من فترة لأخرى تعود إلى الواجهة أخبار صادمة عن تعرض قاصرين، ذكورا وإناثا، لحوادث الاغتصاب والاعتداءات الجنسية، وهي وقائع تهز الرأي العام لما تنطوي عليه من بشاعة وخطورة على المجتمع عامة، وعلى الضحايا بشكل خاص.

 

في هذا الصدد أثير جدل حول تعرض طفل ينحدر من مدينة اليوسفية لهتك عرض جماعي داخل خيمة بموسم مولاي عبد الله أمغار بإقليم الجديدة خلال هذه السنة من طرف أشخاص يختلف عددهم بحسب الروايات (بين 5 و14 شخصا)، وهو ما أعاد النقاش حول الآثار النفسية العميقة التي تخلفها مثل هذه الجرائم في نفوس الضحايا، وحاجتهم الملحة إلى الرعاية النفسية لإستعادة حياتهم الطبيعية في أقصر وقت ممكن.

 

ويقول الدكتور خالد أقزة الأخصائي النفسي بمدينة الدار البيضاء بأنه لا يخفى على أحد أن الشخص أو الأشخاص الذين يغتصبون الأطفال هم أشخاص غير أسوياء بإعتبار أن الاغتصاب هو أقصى درجات العنف، فالذي يقدم على هذا الفعل المشين تحكمه دينامية لاشعورية تجعله يقدم على ارتكاب الفعل بغير وعي بأضراره لأنه يريد إشباع رغبات مكبوتة لديه.

 

ويضيف “أقزة” بأن هناك العديد من العوامل التي أدت إلى الإنتشار المهول لظاهرة الإعتداء الجنسي على الأطفال بكلا النوعين؛ سواء من طرف عدة جهات “الآباء؛ العائلة، الغرباء، الأصدقاء…”، لأن الواقع الإجتماعي في بعض الأحيان يفتقر للوعي والثقافة الأسرية والأخلاقية؛ وتغيب روح المسؤولية وتغلب روح الكبث العاطفي الذي يظهر كلما سمحت له الظروف بالظهور، ولعل ما زاد من انتشار “ظاهرة الإعتداء الجنسي” هو التعاطي السلبي مع وسائل التواصل الإجتماعي والإنفتاح على تقاليد أجنبية ليس لها محددات أخلاقية أو دينية؛ وكذلك على بعض المحتويات والمواقع و عدم وجود رقابة على مثل هذه البرامج أو المنصات أو الوسائل المخلة بالحياء.

 

ويرى الدكتور “خالد أقزة” بأن المجتمع المغربي يحتاج إلى ترسيخ ثقافة “الرعاية النفسية” وتعميمها على أوسع نقاط مثل “المؤسسات التعليمية، دور الشباب، المخيمات التربوية، مراكز الحماية الإجتماعية، الإصلاحيات، فضاءات الألعاب الترفيهية…”؛ وكذلك يجيب أن تنخرط وسائل الإعلام سواء الرسمية أو الإلكترونية والورقية في تقديم برامج و منشورات وكبسولات تساهم في الحد من ظاهرة الإعتداء الجنسي أو التحرش أو الإعتداء على الأطفال.

 

وينبه الدكتور “أقزة” إلى ضرورة التعامل الإيجابي مع الأطفال ضحايا الإعتداء الجنسي؛ وذلك بتقديم الدعم اللازم والإهتمام والبرامج التي من شأنها كذلك أن تساهم في إخراجه من مرحلة الإحباط والشعور بالإنهزام؛ وأيضا وضع برنامج صحي ونفسي لدعمه على الخروج من الأزمة والعودة للعيش بشكل طبيعي ومحاولة نسيان الحادث والإنخراط الإيجابي داخل المجتمع بكل روح العزيمة؛ ولا ننسى في هذه المرحلة الإهتمام الأسري الذي يشكل اللبنة الأساس في هذا البروطوكول العلاجي.

شارك المقال
  • تم النسخ
تعليقات ( 0 )

اترك تعليقاً

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية)