الشباب العاطل عن العمل بين مطرقة الاقصاء وسندان المحسوبية ببوجدور
محمد ونتيف
وأنت تمر بشارع الحسن الثاني بإقليم بوجدور تظهر لك الحشود من الشباب الجالسة بالمقاهي تتقاسم اباريق الشاي بعد أن اتفق كل ثلاثة منهم أن “يتفارضو فبراد ديال أتاي” والذي ثمنه عشرة دراهم بدون قنينة ماء.
هذا المشهد الدرامي يُجسد يومياً بكل المقاهي عندما تخطف عيناك نظرة صوبها وكأن مدينة التحدي تتحدى البطالة من خلال الانتظار على تلك الكراسي البلاستيكية التي تسبب مرض “البواسير” بسبب كثرة الجلوس.
فشباب مدينة بوجدور الذكور منهم يعاني من مشكل الحصول على فرصة عمل بالمنطقة الصناعية التي لا تبعد عن وسط المدينة سوى ب أمتار قليلة لكن الوصول إلى هذه الفرصة بإحدى وحداتها يتطلب “فورمة عدائي المسافات الطويلة”.
إبان احداث هذه الوحدات الصناعية والتي وجدت كل الظروف الملائمة لاشتغالها وضعت داخل دفاتر تحملاتها الأولوية لأبناء مدينة بوجدور ونسائها للولوج إلى سوق الشغل لكن مع مرور الأيام اشتغلت النساء اللواتي ليس لهن دخل آخر يعني “صابرات وصافي على ظروف المعيشة” في “السمطة يعني الكرفي” بوحدات تصبير وتعليب السردين، يشتغلن بمبدأ الساعات مقابل الأجر.
أما الشباب فيجد أمامه شروطا تعجيزية ولا يقبلها بحكم العنفوان وعدم تقبله حكم “خدم وسكت”، لكن الغريب في الأمر أن هناك شباب آخرين يشتغلن في بعض الوحدات بعقود يعني “خدامين فالإدارة والسكيرتي وحاجات أخرى” والاهم أنهم ليسوا من أبناء المنطقة وهو ما يضرب في عرض الحائط لما جاء في دفاتر تحملاتها.
فالشباب الطامح للعمل بين مزدوجتين يعاني أبشع مظاهر الفقر والبؤس أمام وعود لم تفي بها بعض الوحدات الصناعية وعكس ما روج له بعض مسؤولي الشأن المحلي اللذين يزورون بين الفينة والأخرى بعض هذه الوحدات في إطار المقولة الغير معروفة مصدرها ” الا وهي ” تدشين المدشن”. يتبع…..
شارك هذا المحتوى:
إرسال التعليق