مهاجرون من دول الساحل يستفيدون من قافلة طبية
متابعة عبد الحق عبد النجيم
احتضنت كنيسة “نوتردام” بالدارالبيضاء طيلة يوم السبت 28 يناير 2023 نشاطا بصبغة إنسانية واجتماعية، تمثّل في تنظيم قافلة طبية في مختلف التخصصات موجهة لمجموعة من المهاجرين غير الشرعيين من دول جنوب الصحراء، سواء تعلق الأمر بالطب العام أو أمراض الفم والأسنان أو الأمراض الجلدية أو أمراض النساء والرضع والأطفال، مع استعمال الفحص بالصدى، وغيرها من التخصصات الطبية المختلفة، وذلك من تنظيم جمعية صفوف الشرف، التي تأسست منذ أكثر من 20 سنة، والتي عرفت مشاركة أكثر من 40 طبيبا وطبيبة.
التظاهرة التي تنهل من القيم الإنسانية الخالصة المبنية على التآزر والتضامن وتقديم يد المساعدة، التي ظل المغاربة على الدوام يحرصون على التقيّد بها وتقاسم تفاصيلها مع هذه الفئة من الأشخاص الذين اتخذوا من بلادنا نقطة عبور نحو الضفة الأخرى أو الذين استقروا بها ويعانون من ظروف صعبة، استفاد منها بحسب المنظمين، أكثر من 600 مهاجر ومهاجرة من مختلف الأعمار، وضمنهم الرضع والأطفال، فضلا عن توزيع كميات مهمة من الملابس والأغطية والمواد الغذائية، الموجهة عدديا لـ 600 مستفيد ومستفيدة، التي أبى المتبرعون إلا أن يتقاسموها مع هؤلاء المهاجرين، للتخفيف عليهم من وطأة البرد وللإجابة عن الاحتياجات الصحية المختلفة التي قد يكونون في حاجة إليها.
وأكد عدد من المستفيدين الذين ينحدرون من جنسيات مختلفة في تصريحات لهم بمناسبة تنظيم القافلة الطبية والتظاهرة الاجتماعية بشكل عام، على أنهم يثمّنون مثل هذه المبادرات التي تنظمها جمعيات طبية وتطوعية ومؤسسات مختلفة، رسمية ومدنية، مشددين على أن الشعب المغربي شعب مضياف وبأن تعامله بشكل عام يطبعه الكرم ويسوده الاحترام، مبرزين أن هذه الخصوصية تميز المغاربة بشكل كبير وواضح. وأضاف عدد من المستفيدين أن العديد من الخيارات متوفرة في المغرب بالنظر للروح السمحة والطيبة التي يتحلى بها المغاربة وهو ما يخفف عنهم من وقع الاغتراب والبعد عن أقاربهم، موضحين أن مثل هذه المبادرات تعتبر اعتيادية وتشكل قيمة مضافة، خاصة على المستوى الصحي، والتي يكونون في حاجة إليها.
وعرفت التظاهرة التي احتضنتها مرافق الكنيسة تنظيما محكما مكّن المهاجرين المعنيين من الاستفادة من مختلف الفحوصات الطبية بكل سلاسة والانتقال من فضاء إلى آخر بكيفية منظمة للاستفادة من المساعدات الموزعة، سواء تعلق الأمر بالملابس أو الأغذية وهو ما تأتى بفضل تظافر جهود المنظمين والسلطات المحلية التي واكبت العملية وحرصت على توفير شروط النجاح لها.
Share this content:
إرسال التعليق