ترامب والأمير تميم: هل كان اللقاء على الطائرة مناورة دبلوماسية أم ترتيب عملي؟ - m3aalhadet مع الحدث
قالب مع الحدث |أخبار 24 ساعة

ترامب والأمير تميم: هل كان اللقاء على الطائرة مناورة دبلوماسية أم ترتيب عملي؟

Screenshot_20251025_195712_com_twitter_android_GalleryActivity_edit_2833329957108571

 

 

أثار لقاء الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بالأمير تميم بن حمد في قطر تساؤلات حول سبب عقد اللقاء على متن الطائرة الرئاسية الأمريكية بدل النزول إلى أرض المطار. هل كان هذا الإجراء رسالة دبلوماسية متعمدة، أم مجرد ترتيب عملي يتوافق مع جدول السفر؟

 

يشير بعض المراقبين إلى أن الاستعدادات على الأرض كانت مكتملة، من سجادة حمراء وحرس شرف وفرقة موسيقية، وحضور الأمير والشخصيات القطرية في انتظار استقبال رسمي. في هذا السياق، قد يُفسر تحويل اللقاء إلى الطائرة على أنه خرق بروتوكولي محتمل، حيث يمكن اعتباره تقليلاً من شأن المضيف، أو رمزاً للهيمنة من جانب ترامب، مع التأكيد على أن اللقاء يتم وفق شروطه وعلى “أرضه الرمزية”. وقد يُرى أيضاً كرسالة للجمهور الأمريكي، تعكس صورة الرئيس القوي الذي لا ينتقل إلى الآخرين بل يستقبلهم.

 

كما تظهر إحدى الصور الملتقطة أمام الصحافة شاشة تلفاز كبيرة تعرض مباراة مصارعة يظهر فيها شخص فوق آخر، يمكن تفسيرها بعدة طبقات من الرمزية. مشهد المصارعة قد يرمز إلى الصراع والغلبة، ويتماشى مع رسالة رفض النزول من الطائرة وإظهار القوة. كما أن تشغيل التلفاز بمحتوى ترفيهي أثناء لقاء رسمي قد يقلل من جدية اللقاء مقارنة بعادات الضيافة العربية التي تركز على الاحترام الكامل للضيف، مما يضيف بعداً نفسياً بصرياً للحدث. يمكن قراءة الثلاثية الرمزية للقاء: رفض النزول كرسالة “لن أتعب نفسي للمجيء إليكم”، وإجبار الأمير على الصعود إلى الطائرة كرسالة “أنتم من يأتي إلى أراضيي الرمزية”، والمصارعة على الشاشة كرمز أن “السياسة صراع ونحن الأقوى فيه”.

 

من ناحية أخرى، يشير التقرير إلى أن اللقاء جاء خلال توقف فني لطائرة ترامب في قاعدة العديد الجوية لتزويدها بالوقود أثناء جولة آسيوية. في هذا السياق، يمكن اعتبار عقد اللقاء على متن الطائرة إجراء عملي يهدف إلى تسهيل جدول السفر، كما أن استضافة الأمير على متن إير فورس وان غالباً ما يُنظر إليها كنوع من التكريم والثقة وليس كإهانة، وقد وصف ترامب قطر بأنها “حليف عظيم”، ما يعكس تقديراً للعلاقة الثنائية.

 

العلاقات بين الولايات المتحدة وقطر شهدت تحولات، من توتر خلال أزمة الخليج في 2017 إلى شراكة استراتيجية قوية تشمل التعاون الدفاعي والدبلوماسي. اللقاء على متن الطائرة قد يعكس هذا المستوى المتقدم من العلاقة، ويتيح لقاءً شخصياً بين الأمير والرئيس في مكان يرمز إلى السلطة الأمريكية.

يبقى السؤال مفتوحاً، فمن الصعب التأكد بشكل قاطع إن كان عدم نزول ترامب رسالة متعمدة لإظهار الهيمنة، أم كان اختياراً عملياً لوجستياً. كما أن مشاهدة مشهد المصارعة على الشاشة، فهي تضيف بعداً بصرياً ونفسياً للقاء، لكنها لا تؤكد النية بشكل قاطع، ويبقى تفسير الحدث مفتوحاً بين الرمز العملي والرسالة السياسية.

أضف تعليقك

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية)

‫من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم.

تعليقات

0
الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي m3aalhadet مع الحدث