جمعية أنوار تستنفر كل إمكانياتها لدعم منكوبي الزلزال استعدادا لفصل الثلوج
متابعة أفندي إبراهيم
لم يكن الحاج المهدي ذو 76 عاما القاطن بدوار الظلمة دائرة آسني ، يتصور يوما أن يعيش لحظات هذا الدمار الهائل الذي أتى على كل منازل الدوار و أزهق أرواحا كثيرة و أخرس مكانا كان يعج بالحياة . يقول الحاج المهدي :” ظننت أنه يوم القيامة ، في رمشة عين كل شيء هوى ، و عم صمت رهيب بالدوار عدا بعض الصرخات من هنا و هناك للناجين من الزلزال . إنه قدر الله .”
بدأت رحلتنا ضمن قافلة من قوافل المساعدات التي تنظمها جمعية أنوار للتنمية و التضامن لفائدة الساكنة المتضررة من تداعيات زلزال الحوز بأعالي جبال الأطلس الشاهقة .
من مستودعات الجمعية حيث و انت تلج هذه المستودعات تلاحظ استنفارا غير عاديا في صفوف متطوعي الجمعية و أعضاء مكتبها كل واحد يؤدي المهمة التي اوكلت إليه . بعد شحن الخيام و التجهيزات و المواد الغذائية اجتمع الكل حول رئيس الجمعية و أعضاء مكتبها التنفيذي ليتم توضيح وجهة القافلة و التي ستحط الرحال اليوم بدوار الظلمة بدائرة مولاي ابراهيم إقليم الحوز . كما تم عرض كل الترتيبات اللازمة و مدى إنجاز المطلوب . انطلقت القافلة التي تتكون من سبع سيارات رباعية الدفع و ثلاث شاحنات متوسطة الحجم ممتلئة عن آخرها بالخيام و الافرشة و الأغطية و مستلزمات الطبخ إضافة لمصابيح شمسية و ملابس و غاز الطبخ .
بعد انطلاق القافلة و انت تتوغل نحو أعالي جبال الأطلس تنهال عليك الذاكرة لتستحضر العمق التاريخي و الحضاري لهذه المناطق ذات التاريخ العريق . مسالك جبلية وعرة كلما اقتربت من مناطق مركز الزلزال إلا و زادت صعوبة التنقل على هذه الطرقات نظرا للانهيارات الصخرية الناتجة عن قوة الزلزال . ما أن وصلت القافلة للوجهة المستهدفة حتى بدأت تدب في الدوار حركة غير عادية . للاعائشة المرأة السبعينية هي أول من جاء لاستقبال القافلة حيث بدأت ترحب بالجمعية و متطوعيها و حرصت أن يتناول المتطوعون الشاي قبل الشروع في إنشاء المخيم . بعد ذلك مباشرة اتفق مسؤولو الجمعية مع أهل الدوار على البقعة الأرضية التي ستحتضن هذا المخيم .
بدأ المتطوعون بمعية بعض الشباب من المنطقة ينصبون الخيام بطريقة بديعة و يجهزونها بكل المستلزمات المذكورة أعلاه . ليبدأ بعد ذلك توزيع الخيام على الأسر . و في حديثنا مع السيد محمد الدقاق رئيس الجمعية و المشرف على القافلة أكد أن عملية دعم و مساعدات الأسر المنكوبة لازالت مستمرة حيث قال :” لقد بلغنا الأهداف التي سطرناها منذ الإعلان عن زلزال الحوز حيث نصبنا لحد الساعة ما يزيد عن 600 خيمة ب 19 مخيما تتوزع على كل المناطق المنكوبة بإقليم الحوز للاستفادة من هذه المبادرة الإنسانية .” كما لم يفته أن نوه بكل الفاعلين المساهمين في إنجاح هذه المبادرة من سلطات محلية و محسنين و ساكنة هذه المناطق . و أكد أن العملية لازالت سارية المفعول .”
شارك هذا المحتوى:
إرسال التعليق