بقلم: عبد الجبار الحرشي
مانهاتن استيقظت هذا الصباح على رائحة الدم والذهول… أربعة قتلى، بينهم شرطي، في قلب واحدة من أكثر المدن صخباً وحياة. الجاني؟ شاب في السابعة والعشرين من عمره، اسمه “شين تامورا”، قرر أن يُحمّل كرة القدم الأميركية ما لم تستطع روحه تحمّله.
القاتل لم يكن إرهابياً ولا لصاً… بل “ضحية متأخرة” للعبة عنيفة، تحوّلت ضربات رؤوسها إلى ضربة قاضية لحياته وحياة آخرين.
بحسب التحقيقات الأولية، كان شين يبحث عن مقر الرابطة الوطنية لكرة القدم الأميركية. دخل مبنى مكاتب شاهق في مانهاتن، ظنّ أن فيه “المتهم الأول”، لكنه ركب المصعد الخطأ… لتبدأ مأساة بالرصاص والارتباك، سقط فيها أبرياء، قبل أن يُنهيها هو بطلقة أخيرة لنفسه.
الشرطة عثرت إلى جانب جثته على رسالة مشوشة، غاضبة، منكسرة… قال فيها إنه يعاني من “اعتلال دماغي رضحي مزمن”، مرض مرتبط بتكرار ضربات الرأس في الملاعب. كان قد لعب في الثانوية، وكان جسده صغيرًا أمام ضربات اللعبة الكبيرة… فحمل الألم سنوات، ثم انفجر.
شين ليس القاتل فقط. إنه أيضا الضحية… ضحية رياضة تجني المليارات بينما تخلف خلفها مصابين بالألم العقلي والجسدي. هل نلومه؟ هل نبرئه؟
مانهاتن اليوم لا تملك الإجابة. كل ما تملكه هو دماء فوق الإسفلت، وجدل جديد حول لعبة لا تغفر أخطاءها.
نهاية مأساوية… سببها خوذة، وصرخة لم يُسمع صداها إلا بعد فوات الأوان.
تعليقات ( 0 )