مع الحدث/ الحسيمة
المتابعة✍️: ذة. مجيدة الحيمودي
هزّ خبر وفاة الفنان الريفي مصطفى أوموسى، المعروف فنّياً باسم “سوليت”، صباح اليوم الأحد، أحد مستشفيات مدينة طنجة، بعد صراع مؤلم مع جروح خطيرة أصيب بها إثر جريمة بشعة ارتكبها شخص أضرم النار في جسده قبل أيام بمدينة الحسيمة.
رحيل “سوليت” لم يكن مجرد خبر وفاة، بل صفعة إنسانية وفنية دوّت في وجدان الريفيين وكل المغاربة الذين تابعوا قصته بقلوب يعتصرها الألم. فالفنان البسيط، الذي حمل قيثارته طيلة سنوات ليغني للحياة والكرامة، غادرنا بنهاية مأساوية لا تليق بفنانٍ أحبّه الناس وبقي صوته صدًى صادقًا للريف وأهله.
وفي أحياء الحسيمة عمّ الحزن والذهول. فـ”سوليت” لم يكن مجرد موسيقي، بل رمزًا للبساطة والمقاومة بالأغنية، وفنانًا جسّد في أعماله هموم الهامش وفرح البسطاء. كثيرون نَعَوه على مواقع التواصل، معتبرين أن رحيله يكشف مرة أخرى هشاشة واقع الفنانين المستقلين، الذين يعيشون بعيدًا عن الأضواء، بلا دعم ولا حماية.
الجريمة التي أودت بحياة “سوليت” أعادت النقاش حول العنف الاجتماعي، والتهميش، وانكسار القيم في مدن الهامش. فكيف يُحرق فنان في الشارع، وسط الناس، دون أن يتحرك الضمير الجمعي قبل فوات الأوان؟
رحم الله “سوليت”… غادر صامتًا كما عاش، تاركًا وراءه أغاني بسيطة بعمقها، وصوتًا سيبقى يذكّر بأن الفن ليس ترفًا، بل صرخة من أجل الكرامة والإنسان.
تعليقات ( 0 )