فيصل باغا
بعد مرور ما يقارب السنتين على زلزال الحوز المدمر، لا تزال ساكنة دوار كما، التابع لجماعة تكوكة بإقليم تارودانت، تعيش وضعاً إنسانياً مأساوياً في ظل غياب الحلول العملية وتأخر صرف التعويضات المقررة. الساكنة تناشد جلالة الملك محمد السادس نصره الله للتدخل وإنصافهم بعد ما وصفوه بـ”الظلم الصارخ والتهميش غير المبرر”.
ورغم توجيهات جلالة الملك السامية بضرورة دعم المتضررين من الزلزال وصرف تعويضات قدرها 140 ألف درهم لكل أسرة متضررة، فإن أهالي دوار كما يؤكدون أنهم لم يتوصلوا بأي درهم من هذا التعويض، بل فُرض عليهم إخلاء الدوار بحجة عدم صلاحيته لإعادة الإعمار، دون توفير بدائل سكنية أو دعم اجتماعي يليق بحجم الكارثة التي حلت بالمنطقة.
الساكنة، التي كانت تقيم في خيام منذ الزلزال، فوجئت مؤخراً بأوامر من السلطات المحلية بقيادة تافنكولت بإخلاء تلك الخيام أيضاً، مما اضطرهم للعيش في العراء وتحت رحمة الطبيعة القاسية. ومع دخول فصل الصيف، أصبحت لدغات الأفاعي ولسعات العقارب تهدد حياة الأطفال وكبار السن، إضافة إلى ارتفاع درجات الحرارة وانعدام أي تغطية صحية أو اجتماعية.
قال أحد المتضررين”نعيش وسط الجبال بلا مأوى، بلا ماء، بلا كهرباء، ولا دواء. وعود كثيرة سمعناها، ولكن لم نرَ شيئاً على الأرض. أطفالنا يمرضون ويموتون بصمت، والسلطات تكتفي بالصمت أو التبرير.”
وتطالب الساكنة، من خلال نداء مفتوح موجه إلى جلالة الملك محمد السادس نصره الله، بضرورة فتح تحقيق عاجل ونزيه حول مآل التعويضات المقررة، والعمل على إيجاد حلول إسكانية مستعجلة تحفظ كرامتهم وتؤمن لهم أبسط شروط الحياة.
وتجدر الإشارة إلى أن دوار كما لا يعتبر حالة معزولة، بل هو نموذج لمعاناة عدد من الدواوير الجبلية التي لا تزال تعيش آثار الزلزال وسط تأخر واضح في تنفيذ مشاريع إعادة الإعمار.
ويبقى الأمل معقوداً، حسب الساكنة، على التفاتة ملكية سامية تعيد لهم الثقة وتضمن لهم حقهم في العيش الكريم، بعدما فقدوا منازلهم، ومصادر رزقهم، وكادوا أن يفقدوا الأمل في وعود الدولة.
تعليقات ( 0 )