مع الحدث تارودانت مجيدة الحيمودي
في مشهد صار مألوفًا يثير علامات استفهام كبرى حول تدبير الممتلكات الجماعية، ترابط منذ أزيد من سنتين سيارة تابعة لجماعة تكوكة (إقليم تارودانت) في أحد أحياء جماعة دراركة التابعة لعمالة أكادير إداوتنان، دون أي تحرك من الجهات المسؤولة، لتتحول من وسيلة لخدمة المواطنين إلى بؤرة للفوضى والانحراف.
2
السيارة، المهملة وسط حي سكني، تحولت بمرور الوقت إلى مأوى للمتشردين ومدمني الكحول والمخدرات، كما أصبحت محيطها يشهد سلوكيات مشينة تقلق راحة السكان، خاصة في فترات الليل. السكان عبّروا عن سخطهم المتزايد من هذا الوضع الذي طال أمده، محذرين من تفاقم تبعاته الأمنية والصحية.
“ما يمكنش سيارة ديال الجماعة تبقى مهملة هنا لعامين وكثر، واش ما كاينش اللي كيسوّل؟ هادي ولاّت خطر علينا وعلى وليداتنا”، يقول أحد السكان المجاورين لمكان السيارة.
أما سيدة أخرى، فتضيف: “كل ليلة كنسمعو الصداع، كيدخلو لها شباب كيشرْبو وكيتخباو فيها، واحنا خائفين يوقع شي كارثة”.
أحد الشيوخ المسنين في الحي علّق قائلا: “إلى كانت الجماعة ما محتاجاش السيارة، خاص يرجعوها ولا يبعوها، ولكن ماشي يخليوها هكّا عرضة للتخريب”.
عدد من الفاعلين المحليين وجمعيات الحي دخلوا على خط الموضوع، حيث وجهوا مراسلات للسلطات المحلية، مطالبين برفع الضرر ومعالجة هذا الوضع غير المقبول، خصوصًا أن السيارة المهجورة قد تتحول إلى خطر داهم في حال اشتعال حريق أو وقوع أعمال تخريب عنيفة
يبقى السؤال المطروح: من يتحمّل مسؤولية هذا الإهمال؟ وهل يعقل أن تظل وسيلة نقل تابعة لمرفق عمومي مهجورة بهذا الشكل دون أي محاسبة أو إجراء قانوني؟ وفي انتظار الجواب، يظل السكان رهائن وضع شاذّ يتطلب تدخلاً فورياً من السلطات المحلية والإقليمية لوضع حد لهذا الإهمال، وصيانة المال العام من الضياع.
تعليقات ( 0 )