اجتاحت أعمال شغب عددا من الدول الأوروبية على خلفية فرض إجراءات لمكافحة فيروس كورونا والتطعيم الإلزامي في محاولة من الحكومات الأوروبية لوقف الموجة الخامسة من تفشي الوباء.
ففي هولندا، استمرت السبت أعمال الشغب لليلة الثانية على خلفية قيود مكافحة كوفيد-19، خصوصا في مدينة لاهاي، ونجم عنها إصابة عدد من رجال الشرطة أثناء الصدامات مع المتظاهرين الرافضين لإجراءات مكافحة كورونا.
ووقعت أحداث الشغب هذه في لاهاي، التي تضم مقر الحكومة الهولندية، غداة أعمال عنف في روتردام الواقعة جنوب غربي البلاد.
واشتبك عناصر الشرطة، في لاهاي، التي تضم أيضا مقر المحكمة الجنائية الدولية، مع مجموعات من المتظاهرين الذين ألقوا حجارة وأشياء مختلفة عليهم في أحد الأحياء الشعبية.
كما اندلعت أعمال عنف في مدينة أورك الصغيرة في وسط البلاد، وفي مناطق عدة في مقاطعة ليمبورغ بجنوب البلاد، فيما تسبب مشجعون محبطون من الإجراءات المفروضة لمكافحة كورونا في تعطيل مباراتان لكرة القدم لبضع قائق في ألكمار وألميلو وفقا لما تداولته وسائل إعلام محلية.
وأعادت هولندا الأسبوع الماضي فرض إغلاق جزئي للتعامل مع تفشي حالات كوفيد-19، واتخذت مجموعة قيود صحية تؤثر خصوصا على قطاع المطاعم الذي بات يتوجب عليه إنهاء أعماله بحلول الساعة 8 مساء.
وتسعى الحكومة الآن إلى منع غير الملقحين من دخول بعض الأماكن، خصوصا الحانات والمطاعم، في محاولة لوقف موجة الإصابات، في وقت سجلت البلاد أكثر من 21 ألف حالة جديدة بكوفيد-19 الجمعة.
وكانت التظاهرات احتجاجا على الإغلاق بدأت السبت بهدوء في مدن عدة في البلاد مثل أمستردام وبريدا حيث سار 1000 شخص يحملون لافتات كتب عليها “لا للإغلاق”.
وتعتزم سلطات فرنسا إرسال قوات شرطة خاصة إلى مقاطعة غوادلوب لاحتواء أحداث العنف واستعادة النظام إثر أحداث شغب وأعمال نهب وسط احتجاجات على القواعد الصحية لمواجهة جائحة كوفيد-19، بحسب ما ذكر وزير الداخلية الفرنسي جيرالد دارمانان يوم السبت.
وقال دارمانان للصحفيين، بعد عقد اجتماع أزمة بشأن الوضع في غوادلوب مع وزير أراضي ما وراء البحار سيباستيان لوكورنو: “الرسالة الأولى هي أن الدولة ستتعامل بحزم”، وفقا لرويترز.
وكان حاكم غوادلوب ألكسندر روشات، الذي يمثل الحكومة الفرنسية في الأرخبيل، فرض يوم الجمعة حظر تجول من السادسة مساء وحتى الخامسة صباحا بعد 5 أيام من الاضطرابات بالمنطقة شهدت إضرام النيران في حواجز بالشوارع، بينما يضرب رجال إطفاء وأطباء عن العمل.
وفي عاصمة النمسا فيينا، تجمع نحو 40 ألف متظاهر، وفق الشرطة، أمس السبت، للاحتجاج على الحجر والتطعيم الإجباري الذي أعلنته الحكومة في اليوم السابق لمكافحة جائحة كوفيد-19.
ورفع الحشد تظاهرة قرب مقر المستشارية في فيينا، لافتات تندد بـ”دكتاتورية كورونا” أو كتب عليها “لا لتقسيم المجتمع”، بحسب فرانس برس.
وبعد أسبوع من فرض إجراءات صارمة ضد الذين لم يتلقوا اللقاح أعلن المستشار المحافظ ألكسندر شالنبرغ الجمعة فرض حجر على 8.9 ملايين نسمة حتى 13 ديسمبر.
واعتبارا من الاثنين، لن يتمكنوا من مغادرة منازلهم إلا للتسوق أو الرياضة أو الرعاية الطبية.
ووفقا للوكالة الفرنسية، فإن الحكومة ستعد أيضا قانونا لفرض التطعيم على السكان البالغين في الأول من فبراير 2022، وستفرض عقوبات على المخالفين.
وتجمع الآلاف في عاصمة كرواتيا زغرب احتجاجا على إجراءات الحكومة الكرواتية الخاصة بفيروس كورونا.
وعبر المحتجون عن استيائهم من قرار الحكومة منع الأشخاص الذين لا يحملون جوازات كوفيد-19 من دخول المباني الحكومية والعامة في البلاد. واعتبر المتظاهرون أن جوازات كوفيد-19 تمثل تمييزا بين الكرواتيين وتقسيما لهم.
وفي كوبنهاغن، خرج المئات في مسيرة ليلية في العاصمة الدنماركية، تعبيرا عن رفض الإجراءات الحكومية المرتقبة لمواجهة تفشي فيروس كورونا.
وجاب المحتجون شوارع العاصمة رافعين شعارات مناهضة لفرض السلطات اعتماد الجواز الصحي، وذلك عقب تسجيل ارتفاع في حالات الإصابة بفيروس كورونا.
وتأتي الإجراءات الحكومية الجديدة بعد أقل من شهرين من رفع الضوابط والإجراءات الاحترازية.
Share this content: