مع الحدث : ذ لحبيب مسكر
تشهد الساحة السياسية والإعلامية في الولايات المتحدة الأمريكية تصعيداً لافتاً بين الرئيس الأميركي دونالد ترامب والملياردير إيلون ماسك، بعد سنوات من العلاقة التي اتسمت بالدعم والتقارب، والتي يبدو أنها وصلت إلى نقطة الانفجار.
بدأ التوتر يظهر للعلن بعد مغادرة ماسك لمنصب حكومي، حيث أفادت تقارير بأن ترامب هو من أقاله، مما أثار حفيظة رئيس شركة “تسلا” و” إكس”. وعلّق ماسك على الحادثة قائلاً: “من دوني، كان ترامب سيخسر انتخابات 2024، وكان الديمقراطيون سيسيطرون على مجلس النواب”، مؤكداً أن دعمه لترامب كان حاسماً في فوزه.
ترامب لم يتأخر في الرد، معبراً عن خيبته الكبيرة قائلاً: “لطالما أعجبت بإيلون، وقد فوجئت به للغاية. لقد ساعدته كثيراً، لكن يبدو أنه يعاني مما أُسميه متلازمة اضطراب ترامب”. وأضاف: “كنت سأفوز بولاية بنسلفانيا حتى بدون دعمه”.
وتدهورت العلاقة بين الطرفين بشكل حاد بعد تعليق ترامب على مشروع قانون اقتصادي، اعتبره ماسك غير دستوري وتم تمريره “في جوف الليل”، نافياً أن يكون قد اطلع عليه من الأساس. وبلغت الأزمة ذروتها بإعلان ماسك إيقاف تشغيل مركبة “دراغون” الفضائية التابعة لـ”سبيس إكس”، احتجاجاً على تهديد ترامب بإلغاء العقود الحكومية مع شركاته.
في تطور خطير، فجّر ماسك مفاجأة من العيار الثقيل حين نشر تغريدة قال فيها إن اسم ترامب ورد في “ملفات إبستين” المرتبطة بشبكة الاستغلال الجنسي بالقاصرات، وهو ما اعتبره المراقبون محاولة قوية لزعزعة صورة ترامب أمام الرأي العام، مشيراً إلى أن هذا هو السبب الحقيقي وراء حجب تلك الملفات. وسرعان ما تسبب التصعيد في تراجع سهم شركة “تسلا” بنسبة 9.2%.
من جانبه، لم ينفِ ترامب أو يؤكد تلك الادعاءات، لكنه وصف تصريحات ماسك بـ”المخيبة للآمال”، مؤكداً أن الأخير “يفتقد مكانته في الإدارة” و”يبدو أنه لم يتقبل خروجه منها”.
ماسك، من جهته، ذهب أبعد من ذلك، حيث أبدى دعمه لفكرة إنشاء حزب سياسي جديد، ونشر استطلاع رأي عبر منصته “إكس”، ملمحاً إلى احتمال تحوله إلى خصم سياسي واضح لترامب، لا مجرد داعم أو مستثمر مؤثر.
ويرى مراقبون أن هذا الصدام قد يتحول إلى معركة كبرى بين رجل الأعمال الأكثر نفوذاً على منصات التواصل، والرئيس الذي لا يزال يملك قاعدة جماهيرية قوية. وقد بات واضحاً أن هذه المواجهة لا تتعلق فقط بالخلافات السياسية، بل بصراع عميق بين المال والسلطة، وبين النفوذ الشعبي والإعلامي لماسك، والنفوذ السياسي والمؤسساتي لترامب.
ويتوقع البعض أن تستمر إدارة ترامب، في ملاحقة ماسك وشركاته، لا سيما مع اتساع رقعة الخلاف وبدء تبادل الاتهامات العلنية، وهو ما ينبئ بفصل جديد من الصراع الأميركي بين النخبة الاقتصادية والسياسية في البلاد.
تعليقات ( 0 )