مع الحدث يوسف الجهدي
على خلاف الأخبار الزائفة التي تناقلتها وسائل الإعلام الجزائرية، والأبواق الموالية لها، بجردان البوليساريو الانفصالية، بدأت تظهر للجميع أدق تفاصيل اللقاء الذي جمع بين الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، بمقر منظمة الأمم المتحدة بنيويورك، وابن بطوش زعيم الكيان الوهمي، بحضور السيد ستافان دي ميستورا، المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة بالصحراء.
وفي هذا الشأن كشفت مصادر مطلعة أن اللقاء لم يتجاوز في حيزه الزمني حوالي نصف ساعة، وتم ترتيبه في يونيو الماضي، على هامش لقاء الأمين الأممي مع أحمد عطاف، مع وزير خارجية الجزائر، الدولة الحاضنة للميلشيا البوليساريو الإرهابية.
وأردفت ذات المصادر مبرزة أن الاجتماع فرصة، لتنبيه زعيم الرابوني، بضرورة تجاوز الخطابات البالية من قبيل الحديث عن تنظيم الاستفتاء بالصحراء، والعمل على تجويد مبادرة مقترح الحكم الذاتي، الذي قدمه المغرب خلال سنة 2006، كحل لإنهاء النزاع المفتعل حول الصحراء المغربية.
وفي معرض تعليقه عن الخبر،صرح السيد محمد سالم عبد الفتاح، رئيس المرصد الصحراوي للإعلام وحقوق الإنسان، أن الأمين العام الأممي وبقية المتدخلين في الملف سجلوا تعاون الجانب المغربي مع الجهود والمساعي الأممية الرامية في الشق المتعلق بتأييد المغرب لقرارات مجلس الأمن، والتي تتقاطع مع المبادرة المغربية للحكم الذاتي، والخطاب المغربي الرسمي المتسم بالرزانة والمقرون بسياسةاليد المغربية الممدودة لمحو كافة الخلافات السياسية مع الجزائر، ولطي شكليات هذا الملف ، على عكس المواقف التي يبديها خصوم المغرب وأعداء وحدته الترابية والمتسم بالتشنج، والتي تقوض الوساطة الأممية وجهود المبعوث الشخصي للأمين العام الأممي، خاصة العراقيل التي سبق أن نصت عليها تقارير الأمين العام لعرقلة جبهة البوليساريو المحظورة ، وقف إطلاق النار في المنطقة العازلة عل عكس الجانب المغربي الذي تشيد بتعاونه الدائم حسب ما جاء في مضامين تقارير الأمين العام الأممي.
وأضاف أن استقبال غوتيريش لابن بطوش يأتي في سياق دعم جهود مبعوثه الشخصي دي ميستورا، الرامية إلى تنزيل قرارات مجلس الأمن ذات الصلة بقضية الصحراء لاسيما القرارين الأخيرين 26/02 الصادر في أكتوبر 2021 والقرار 26/54 الصادر في أكتوبر 2022 وهما القراران اللذان أكدا على أولوية وأسبقية المبادرة المغربية للحكم الذاتي باعتبارها حلا وحيدا للنزاع حول الصحراء، والذي كرس المقاربة الأممية التي تعترف بواقع السيادة المغربية على الصحراء، وتقر بكونها سقف أي حل سياسي منشود.
وأردف موضحا:” أن الأمين العام الأممي آثار بعض الهواجس إزاء الوضع الأمني المتدهور في مخيمات تندوف سيما، مع تجدد الاصطدامات القبلية والانتشار الواسع لعصابة الجريمة المنظمة فيها، فضلا عن تغلغل الجماعات المسلحة وانتشار الخطاب الديني المتطرف، الأمر الذي يكرس دور البوليساريو كعامل تهديد للاستقرار في المنطقة سيما في ظل ارتباطاتها ببؤر التوتر المستعرة في بعض دول الساحل، حيث تسجل علاقاتها الوطيدة بالجماعات المسلحة المنتشرة هناك.
وذكر أن غوتيريش سجل في تقاريره الإشادات الدولية بالانتصارات الدبلوماسية التي بات يحققها المغرب، والدعم الدولي المتزايد لمبادرة الحكم الذاتي، الصادرة عن مختلف القوى الدولية الوازنة، فضلا عن حالة الأمن والاستقرار التي يحققها المغرب بالأقاليم الجنوبية للمملكة، وكذا المنجزات التنموية والانخراط الواسع لساكنة الأقاليم الجنوبية في العملية السياسية واختيارهم لممثليهم الشرعيين من خلال المحطات الانتخابية التي تشهدها الأقاليم الجنوبية للمملكة.
وتوقف المتحدث عند الاعتراف الأمريكي بمغربية الصحراء إلى جانب تغير الموقف الاسباني فضلا عن المواقف العديدة للدول الوازنة، المشيدة بالمبادرة المغربية للحكم الذاتي، كلها مواقف تصب في حسم معركة الاعتراف الدولي لصالح المغرب وتجاوز المجتمع الدولي لكافة المقاربات والطروحات الانفصالية الراديكالية التي يعكف عليها المغرب لحماية وحدته الترابية.
وفي هذا الإطار قال إن التطورات الميدانية والسياسية والدبلوماسية التي شهدها ملف الصحراء المغربية، كرست حالة الحسم التي قررها المغرب، وتجاوز دور البوليساريو ضمن لعبة بالوكالة، والتي تشنها بعض الأطراف ضد الوحدة الترابية ومصالح المملكة.
Share this content:
إرسال التعليق