متابعة سيداتي بيدا
في الوقت الذي يتباهى فيه المغرب بكونه من أكثر الدول أمانًا واستقرارًا، ووجهة سياحية عالمية، لا تزال بعض الأحياء تعيش في ظل واقع مظلم ومخيف. حيث انقلبت الموازين، وأصبح المنحرفون هم من يفرضون قوانينهم الخاصة، بينما يكتفي السكان بالصمت خوفًا من الانتقام.
في حي أناسي بمدينة الدار البيضاء، لم يعد الليل وحده ما يبعث على الرعب، بل أصبح النهار أيضًا جحيمًا لا ينتهي. أمام إحدى العمارات، يتجمع عدد من المدمنين الذين يتعاطون المخدرات بلا خجل أو خوف، وينتهكون القانون بأفعالهم، ويقذفون كلمات نابية في الهواء، ويحدثون فوضى تُزعج الجميع، وسط روائح خانقة حولت المكان إلى مستنقع اجتماعي.
من يرفع صوته… يختفي صوته!
المشكلة لم تعد تقتصر على وجود هؤلاء المدمنين، بل امتدّت إلى تحولهم إلى سلطة موازية تفرض على السكان قانونًا جديدًا: “إما الصمت… أو العقاب!”. كل من يحاول الاعتراض على سلوكهم يتعرض للتهديد المباشر. البعض تعرضوا للابتزاز، وآخرون اضطروا للرحيل خوفًا على أطفالهم.
أحد السكان، الذي فضل عدم ذكر اسمه، أفاد قائلاً: “أصبحنا غرباء في بيوتنا. لا نستطيع النزول إلى الشارع بسلام. النساء يخشين المرور من تحت العمارة، والأطفال محاصرون داخل المنازل. عندما حاول بعض الجيران التحدث معهم، جاءهم الرد: ’سير ولا…!‘”
أين القانون؟ أم أن الخوف أصبح سيد الموقف؟
القانون المغربي واضح وصارم في هذا الشأن: تعاطي المخدرات، الإخلال بالنظام العام، التجمهر غير المشروع، والتهديد، كلها أفعال مجرّمة بموجب الفصل 8 من الظهير الشريف لسنة 1974 والفصل 21 من قانون الحريات العامة، بالإضافة إلى الفصول 308، 425، 429، 570، و467 من القانون الجنائي. لكن ماذا يفيد القانون إذا ظل حبرًا على ورق؟
هل يُعقل أن يصبح السكان سجناء في بيوتهم، بينما المدمنون يسرحون ويمرحون دون خوف من العقاب؟
رسالة مفتوحة: أنقذوا الحي قبل أن ينفجر!
ما يحدث في حي أناسي ليس مجرد ظاهرة عابرة، بل هو ناقوس خطر اجتماعي يهدد نسيج الحي بأسره. السكان لم يعودوا يطالبون فقط بالراحة، بل بحمايتهم من التهديد والترهيب، وحقهم في العيش بأمان.
إن استمرار هذا الوضع لا يمس فقط كرامة الساكنة، بل يؤثر بشكل كبير على صورة المغرب: كيف نتحدث عن الأمن والاستقرار، بينما هناك أحياء يحكمها الخوف؟
الكرة الآن في ملعب السلطات الأمنية: هل ستتدخل لاستعادة النظام في الحي وتطهيره من هذه البؤرة السوداء؟ أم سيستمر الصمت حتى ينهار الحي بالكامل؟
تعليقات ( 0 )