مع الحدث
المتابعة ✍️: مجيدة الحيمودي
في تظاهرة فنية راقية تجمع بين شغف الرياضة وروح الإبداع التشكيلي، افتتح الفنان المغربي عبد الله فنينو معرضه الجديد بالمكتبة الوسائطية لمسجد الحسن الثاني بالدار البيضاء، بدعم من مجموعة رحال ونادي رحال، على أن يستمر المعرض إلى غاية 14 من الشهر الجاري.
وُلد فنينو سنة 1957 بالعاصمة الاقتصادية، حيث يقيم ويبدع شارك خلال مسيرته الطويلة في معارض داخل المغرب وخارجه، إلى جانب أسماء راسخة في المشهد التشكيلي. تميزت أعماله بلمسة إنسانية وتاريخية، مستحضرة محطات بارزة من تاريخ المغرب، خاصة فترة التحرير والانعتاق، وموثقة لمشاهد نابضة من الأسواق الشعبية، الأزقة، الساحات العامة، والمواسم التراثية.
يعرف الفنان بلقبه المميز “مبدع فضاء الناس”، إذ جعل من الشارع معرضه المفضل، مؤمناً بأن الفن يجب أن يكون قريباً من الناس وفي قلب حياتهم اليومية. وقد تأثر كثيراً بأعمال الراحل البدوي خلافة، الذي وثّق بريشته تفاصيل الحياة المغربية الأصيلة، وظل فنينو وفياً لروح هذا النهج الإبداعي.
ومن المحطات الفارقة في مسيرته، لقاؤه في الثمانينيات مع المغفور له الملك الحسن الثاني، حين توقف موكب جلالته أمام لوحاته في أحد شوارع الدار البيضاء. كان ذلك اللقاء حافزاً قوياً دفعه لمواصلة مساره الفني، الذي تُوج بعدة جوائز تقديرية ومشاركات وطنية ودولية.
آخر إبداعاته تمثل في لوحة فنية كبرى تحمل أدعية وآيات قرآنية، كتحية روحية وفنية في آن واحد. ويؤكد فنينو أن هذا المعرض، الذي حظي بدعم الحاج عبد الواحد رحال السلامي ومجموعة رحال، هو استمرار لرحلة وفاء للفن والوطن.
واختتم الفنان بتوجيه شكره لإدارة المكتبة الوسائطية بمسجد الحسن الثاني ومجموعة رحال على جهودهم في إنجاح هذا الحدث، الذي جمع بين حرارة الميدان الرياضي وجمال الريشة، ليخلق لحظة فنية استثنائية في قلب الدار البيضاء.
تعليقات ( 0 )