فريد حفيض الدين *قمة جدة* هذي فهامتي و هذا جهدي العدد(51) 10/05/2023
لا أعني هنا بجدة المرحومة جدتي. جدة هنا هي مدينة جدة السعودية والتي تبعد فقط عن مكة بحوالي 75 كلم. بهذه المدينة اجتمع اليوم زعماء جامعة الدول العربية في مؤتمرهم الثاني والثلاثون.
حل هؤلاء الزعماء بجدة ، ليجددوا فيما بينهم : أولا صلة الرحم.
ثانيا ، لاحتضان مجرم الحرب بشار الأسد ، هذا المجرم الذي قتل وهجر أكثر من عشرة ملايين سوري منذ 2011.وهو الذي قدم شعبه قربانا لقوى خارجية ، وتنظيمات إرهابية من أجل البقاء في الحكم.
ثالثا ، بدعوة الرئيس الاوكراني زيلينسكي كضيف شرف. هذا الرئيس بدوره هو من رمى بلده وشعبه في حرب مع الجار الروسي بتحريض من أمريكا ، وحلف الناتو ، والدول الأوروبية. والآن وبعد أن اشتد عليه الخناق ، جاء يتسول اموال البترو دولار العربية. قال من دون خجل في كلمته أمام هؤلاء الزعماء أنه في حاجة إلى استثماراتهم لانقاد بلده ، وكأن العرب هم من حرضوه على استفزاز بوتين ، والدخول معه في حرب لم يستبق مخرجاتها ، ظنا منه أنها لن تعدو أن تكون فصلا من إحدى مسرحياته التي كان يمثل بعض ادوارها.
على زيلينسكي أن يترك أموال العرب للعرب ، نحن أولى بها وفي أمس الحاجة إليها. ” واللي دارها بيديه إفكها بسنيه” كما يقول المثل.
بخصوص البيان الختامي لمؤتمر جدة أو إعلان جدة كما روج له ، ولو أني لم اطلع عليه لحدود الساعة ، أكاد أجزم انه لن يخرج عن نسق البيانات السابقة. هذه البيانات لمن لا يعلم بعد ، تكتب وتساغ في كواليس المؤتمرات العربية حتى قبل انطلاق اشغالها. وهذا السلوك سبق للمعتوه القدافي أن فضحه علانية في إحدى المؤتمرات العربية.
بالمختصر المفيد ، وكالعادة ستندد الدول العربية بالعدوان المستمر على الشعب الفلسطيني الأعزل. وستناشد المجتمع الدولي بالتدخل لحماية فلسطين. واعطاء الفلسطينيين حق تقرير مصيرهم وإنشاء دولتهم الفلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية، طبقا لمقررات الأمم المتحدة ، والشرعية الدولية. وعدم التدخل في الشؤون العربية، وحل الخلافات العربية بالطرق السلمية، وكل الشعارات التي عفى عنها الزمن، وأكل عليها الدهر وشرب.
في المقابل، لا تجد هذه المؤتمرات ولا بياناتها أي أثر يذكر لدى الشعوب العربية. والكثير منهم لم يسمع لا بمؤتمر جدة ولا بمؤتمر جدي رحمه الله…
لهؤلاء الزعماء اقول، دعونا نعيش تخلفنا وويلاتنا في صمت، بعيدا عن كاميرات العالم ،وأقيموا مؤتمراتكم أن شئتم داخل صالات مغلقة، وتحت أضواء خافثة حتى لا يراكم ولا يسمع ضجيجكم أحد.
وذلك أضعف الإيمان….
شارك هذا المحتوى:
إرسال التعليق