وجد المئات من المهاجرين غير النظاميين القاصرين الذين دخلوا إلى مدينة سبتة خلال شهرماي الماضي، “النعيم” الذي كانوا ينتظرونه ويحلمون به وهم يقبلون على مغامرتهم، تحول إلى الجوع والاحتجاز وسوء المعاملة، حيث وجد عدد منهم أفنسهم مجبرين على البقاء داخل مستودعات، الأمر الذي دفع بعضهم إلى محاولة الفرار أو تسلق أسطحها تعبيرا عن احتجاجهم.
وقد تجدد ويوم أمس الجمعة هذه الاحتجاجات، حين تسلق 5 قاصرين مغاربة سطح مستودع كانوا يقيمون فيه بالقرب من البوابة الحدودية “تارخال” حاملين معهم أكياسا يرجح أن فيها أمتعتهم، حيث كانوا يحاولون الفرار من هذا المكان الذي وضعتهم فيه السلطات الإسبانية بحكم أنهم مصابون بفيروس كورونا، قبل أن تحل عناصر الشرطة والوقاية المدنية بالمكان ليجري إنزالهم من هناك بواسطة رافعة بينما كانوا هم يحتجون على منعهم من الخروج.
وليست هذه هي المرة الأولى التي تشهد فيها سبتة مثل هذه التصرفات، فقد أكد الإعلام المحلي أن اثنين من القاصرين المغاربة كانوا قد أصيبوا إصابات خطيرة في واقعة مماثلة حين سقطوا من أعلى مخزن، أحدهما تعرض لإصابات في الجمجمة ورضوض في أنحاء جسده ما فرض نقله إلى المستشفى بمدينة قادش، أما الثاني فتعرض لكسر في ساقه وأدخل إلى المستشفى الجامعي لسبتة، وكلاهما كانا رافضين للاحتجاز الذي تعرضا له.
كما نفذ العشرات من القاصرين في 22 ماي الماضي، محاولة الفرار من المستودعات التي خُصصت لإيوائهم، وبرروا ذلك بأنهم يعانون من عدم الاهتمام حيث ظلوا بدون طعام لمدة 5 أيام، فيما أورد آخرون أنهم يتعرضون لسوء المعاملة وأنهم يفضلون المبيت في الشارع حيث يمكنهم الحصول على المال والأكل.
وقد وزعت سلطات سبتة أكثر من 1000 قاصر مغربي من الذين دخلوا المدينة الشهر الماضي على 3 مستودعات حولتها إلى مراكز مؤقتة للإيواء وذلك بعدما عجزت الفضاءات المتخصصة في استقبال عددهم الكبير.
Share this content:
إرسال التعليق