مع الحدث متابعة إبراهيم افندي
مازالت الصحف تكتب يومياً عن خيبة حملات الشيشا بمدينة مراكش منذ قرابة أربعة أشهر ، في مطاردة شبه يومية لاماكن تواجد النرجيلات من فنادق مصنفة و ملاهي ليليلة و مطاعم و حانات و مقاهي مفرقة بين الحي الشتوي و جيليز و النخيل و مناطق اخرى سكنية لم تكن استثناءاً .
هذا العمل الأمني الذي كان في البداية يلقى استحساناً من الجميع ، اصبح اليوم موضع تساؤلات حول الغايات ، حتى ان احد الظرفاء قال عن هذا الامر :” واش هادي حصيلة و لا حصلة” ؟ .
الامر و ما فيه ان المواطنين يرغبون بخدمات امنية تخلصهم من شرور الجريمة و السرقة بالنشل ، و مظاهر التسول و التشرد ، و المخدرات و الدعارة الراقية التي تشوه سمعة المدينة ، و الاحتيال و النصب على السياح ، إلا أن التركيز المتزايد على اماكن الشيشا رغبةً في تحصيل الأرقام يجعل الجميع يتساءل ما الذي يقع بمراكش .
فاذا كان القاعدة القانونية تقول :” لا جريمة و لا عقوبة إلا بنص ” ، فإن العمل الأمني اصبح اليوم بمراكش تحت عنوان :” لا جريمة و لا عقوبة إلا بشيشا ” ، فكلما ارادت المؤسسة رفع ارقام حصيلتها تتجه إلى بؤر الشيشا ، بيد ان كل تلك الأرقام تؤكد بشكل ملموس ان ما يتم تحصيله هو عدد النرجيلات و كيلوغرامات قليلة من المعسل المهرب ، بينما حصيلة إيقاف المبحوث عنهم لجرائم خطيرة تتناقص.
و اليوم و مراكش تستعد لإحتفالات راس السنة ، مازالت المؤسسات الامنية تلاحق الشيشا في رحلة يائسة لا اول فيها او اخر ، بينما يسبب هذا الاهتمام المتزايد بالشيشا إلا عدم الإنتباه إلى أمور اكثر خطورة سبق و ان اشرنا اليها في هذا المقال .
Share this content:
إرسال التعليق