موسم طانطان.. لحظة تاريخية لمدينة عظيمة

من  صفحة عمر خنبيلا
تعتبر مدينة طانطان من أقدم نقاط لقاء مختلف القبائل الصحراوية، فقد كان موقع المدينة سببا في تأهيلها لتكون مركزا يجمع بين القادم من الشرق والشمال والجنوب، وهي أهم مدينة جمعت الصحراويين إبان الاستعمارين الفرنسي والاسباني للمغرب.

فقد إحتضنت المدينة أبناء الصحراء، فشكلت في أحيان كثيرة ملجئا أمنا لهم، ومكانا لتجميع قوتهم ووحدتهم، وصلة لأرحامهم، ما جعلها حضنا دافئا لكل شرائح مجتمع الصحراء من مختلف القبائل.

كانت المدينة ايضا مركزا تجاريا في فترات متفرقة من القرن الماضي، حيث شكلت سنوات الستينيات مرحلة مهمة لظهور أحد أهم محطات تجمع القبائل الصحراوية، من خلال إحداث “أموكار الطانطان”، أو موسم الشيخ محمد لغظف أحد رجالات الصحراء المجاهدين.

و قد شكل الموسم محطة إلتقاء الثقافات والتجار القادمين من دول الساحل والصحراء، لتلتقي على أرض المغرب، كعاصمة حقيقية لثقافات المنطقة.
لعب الموسم أيضا دورا مهما في إبراز الهوية الصحراوية المغربية وثقافتها، وتجسيد تقاليد بدو الصحراء وتعابير الحياة الخاصة بالبيظان، كما كانت فكرة إحداث الموسم متزامنة مع أهمية مدينة الطانطان، ومحورية منطقة وادنون بإعتباره القلب النابض وباب الدخول الى الصحراء، ورغم مناخ التوترات السياسية التي عرفتها المنطقة فقد واصل موسم طانطان صموده إلى لحظة تلقيه ضربة من البوليساريو نهاية السبعينيات.

ومع حلول سنة 2004 وبتعليمات ملكية سامية عاد موسم طانطان ليكتسي حلة جديدة من الظهور، قبل أن يتم تسجيله من طرف منظمة اليونسكو سنة 2008 ضمن القائمة التمثيلية للتراث الثقافي غير المادي للإنسانية.
عن صفحة عمر خنبيلا

اقرأ المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *