نادي الرجاء البيضاوي نسر فوق القمة الشماء !
الصادق بنعلال
بقدر ما أننا نهنئ فريق الرجاء البيضاوي على إحرازه على درع البطولة للمرة الثانية عشرة عن جدارة و استحقاق، في ليلة من ألف ليلة، بقدر ما أننا نعتز بأن يكون لدينا في البطولة الوطنية هذا النادي الكروي الذي ملأ الدنيا و شغل الناس، يضاهي فرقا دولية رفيعة، من حيث النتائج و الأداء و الفرجة و التأثير بالغ الوقع.
لئن كانت الرياضة الوطنية قد شهدت و مازالت عبر تاريخ مديد من العطاء، عددا غير قليل من الأندية الكروية المتألقة والمثقلة بالمنجزات الرفيعة، فإن فريق الرجاء البيضاوي يظل بدون منازع علامة فارقة ونجما ساطعا في سماء الرياضة المغربية، ولعل تتويجه الأخير وللمرة الثانية بكأس الاتحاد الإفريقي تذكير بما تحفل به خزانة الفريق الأخضر ذائع الصيت وطنيا و دوليا، قد يتراجع أداؤه الفني أحيانا قليلة، لكنه قطعا يعود إلى سابق عهده في التوهج غير المحدود، كما هو شأن النوادي الكروية الدولية العملاقة. و الحقيقة التي لا مجال للشك فيها أننا، و نحن نتكلم عن الرجاء، إنما نتكلم عن تجربة رياضية نوعية، طالما مثلت ببراعة المملكة المغربية في مناسبات مفصلية عديدة، ولسنا بحاجة إلى التذكير بأمجاد النادي المتلألئة،إذ بنقرة واحة على جهاز الكومبيوتر نحصل على كم هائل من الألقاب الوطنية والإفريقية والدولية، التي تعكس المكانة الاستثنائية للعش الأخضر. لكن ما يهم صاحب هذه الأسطر هو الإجابة على هذا السؤال، ما الذي يجعل الرجاء قادرة على هذا الإبداع المتجدد و التفوق غير المنقطع؟
ومن تحصيل الحاصل الإقرار بأن الفريق الكروي الناجح على المستوى الدولي يستند إلى مجموعة من المقومات الأساسية، أقلها ماض مشرق وراهن بالغ الحيوية والإشعاع، و جمهور مزلزل يقدر تعداده بالملايين داخل الوطن و خارجه. و غني عن البيان الـتأكيد على أن تاريخ الرجاء نار على علم، ومسار من النجاحات المدوية: البطولة المغربية ( 12 )، كأس العرش ( 8 )، دوري أبطال إفريقيا ( 3 )، كأس الاتحاد الإفريقي ( 2 ) والقائمة طويلة .. أما حاضره فهو امتداد لهكذا تاريخ موسوم بالجلال والسؤدد، حيث الاعتماد على أبناء المدرسة بالمقام الأول، وانتداب بعض اللاعبين الدوليين المستعدين للبصم على الإضافة النوعية و الجوهرية. و تظل الجماهير الخضراء متفردة وطنيا وربما عالميا في مساندتها غير المشروطة لناديها في الضراء قبل السراء، ولا أشك مطلقا في أن هذا الجمهور الأسطوري، هو الذي انتشل الرجاء من السقوط في لحظات الأسى و الألم، وهو الذي رافقه أينما حل وارتحل في أوقات الانتشاء والحبور، و إيماننا راسخ بأن النادي الأخضر مستمر في منجزه الرياضي المشع، مادام يحمل معه ثروته الرمزية بالغة الأهمية، و يظل السؤال المشروع والأساسي، هل ستقتفي باقي الأندية الوطنية الطموحة بمدرسة الرجاء، و تتخذها نبراسا تستنير بها في بحثها المشروع عن التميز؟ في انتظار الجواب، هنيئا للنادي الأخضر بكل ما حققه من ألقاب رفيعة إلى حد الآن، و مزيدا من الإشراق و التألق المتواصلين.
شارك هذا المحتوى:
إرسال التعليق