هل تعلم أن هناك مدينة اسمها “فاطمة” في البرتغال؟

مع الحدث

المتابعة ✍️: مجيدة الحيمودي 

 

مدينة فاطمة (Fátima) في البرتغال، والتي تُعد واحدة من أبرز المدن الهادئة ذات الطابع الروحي والتاريخي العربي

تقع مدينة فاطمة في مقاطعة سانتاريم (Santarém)، على بُعد نحو 130 كيلومترًا شمال العاصمة لشبونة، ويمكن الوصول إليها بسهولة عبر الطرق السريعة والسكك الحديدية. تتميز المدينة بطبيعة جميلة ومناخ معتدل، وتحيط بها التلال والمزارع، ما يجعلها مكانًا مثاليًا للراحة والتأمل.

السبب الرئيسي في شهرة المدينة يعود إلى ما يُعرف باسم “ظهورات فاطمة”، وهي سلسلة من الأحداث الدينية التي وقعت عام 1917، حين قالت ثلاثة أطفال رعاة إنهم رأوا السيدة العذراء مريم في موقع يُعرف اليوم بـ”مزار فاطمة” أو Sanctuary of Our Lady of Fátima.

ادّعى الأطفال أن العذراء مريم ظهرت لهم عدة مرات، ووجهت إليهم رسائل تتعلق بالإيمان والسلام والتوبة. ومنذ ذلك الحين، أصبحت المدينة وجهة للحج، حيث يزورها الملايين من المؤمنين كل عام، وخاصة في يوم 13 مايو و13 أكتوبر.

رغم أن فاطمة تستقبل أعدادًا هائلة من الحجاج، إلا أنها مدينة هادئة بطبيعتها. لا توجد فيها ضوضاء المدن الكبرى ولا صخب الحياة العصرية السريعة. الشوارع نظيفة، والأجواء يغلب عليها الطابع الديني والروحي. يمكن للزائر أن يشعر بالطمأنينة والسلام، سواء كان مؤمنًا كاثوليكيًا أو مجرد باحث عن لحظة هدوء وتأمل.

1. مزار السيدة العذراء (Sanctuary of Our Lady of Fátima)

أحد أهم المزارات الدينية في أوروبا، ويضم كنائس وساحات ضخمة تقام فيها الصلوات والاحتفالات.

2. كنيسة الرعاة الصغار (Basilica of Our Lady of the Rosary)

حيث دفن الأطفال الثلاثة الذين شهدوا الظهورات، وتُعد من أجمل المعالم المعمارية في المدينة.

3. كنيسة الثالوث الأقدس (Basilica of the Holy Trinity)

كنيسة حديثة ذات تصميم معماري مميز، تم افتتاحها في عام 2007 وتتسع لأكثر من 8,000 شخص.مسار تأملي يمتد عبر التلال القريبة، ويجسد مراحل درب الآلام، ويُعد من أروع الأماكن لمحبي الهدوء والروحانية.

الاسم “فاطمة” له جذور عربية، وهو اسم ابنة النبي محمد ﷺ، وقد دخل إلى الثقافة البرتغالية والإسبانية أثناء فترة الحكم الإسلامي لشبه الجزيرة الإيبيرية. تقول بعض الروايات إن المدينة سُميت بهذا الاسم نسبةً إلى أميرة عربية اعتنقت المسيحية في العصور الوسطى، ويُقال إنها دُفنت في تلك المنطقة.

مدينة فاطمة لا تزال محافظة على طابعها الهادئ والديني، وهي تُعد نموذجًا لمدينة تجمع بين الإيمان العميق، والتاريخ الثقافي، والبُعد الجغرافي عن صخب العالم. إنها ملاذ للباحثين عن السلام الداخلي، وفرصة لاكتشاف وجه آخر للبرتغال بعيدًا عن المدن الكبرى مثل لشبونة وبورتو

مدينة فاطمة في البرتغال ليست مجرد مدينة دينية، بل هي رمز للسكينة والتأمل والسلام. هي مكان يذكّرنا أن في هذا العالم المزدحم، لا تزال هناك بقع هادئة تنبض بالإيمان والتاريخ، وتدعونا لزيارة روحانية فريدة من نوعها.

 

 

 

 

 

 

شارك المقال
  • تم النسخ
تعليقات ( 0 )

اترك تعليقاً

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية)