مع الحدث بوسكورة فيصل باغا
شهد حي بوليكوما الرميلية بجماعة بوسكورة مساء اليوم، حالة وفاة طبيعية لرجل مسن داخل منزله على الساعة الرابعة زوالا ، ما خلّف حالة من الحزن في صفوف أسرته وسكان الحي. وكما جرت العادة في مثل هذه الحالات، سارع الجيران إلى إشعار المصالح المختصة من أجل مباشرة الإجراءات القانونية اللازمة لدفن الجثمان وفق ما تنص عليه القوانين المعمول بها.
غير أن الحادثة سرعان ما تحولت إلى مصدر استياء واسع، بعدما فوجئ ذوو المتوفى ومعهم عدد من ساكنة الحي، بغياب الطبيب المكلف بمعاينة الجثة، وهي الخطوة الإدارية الأساسية التي لا يمكن بدونها استصدار شهادة الوفاة، وبالتالي مباشرة إجراءات الدفن.
وحسب شهادات متطابقة استقتها الجريدة من عين المكان، فقد اضطر أفراد الأسرة إلى الانتظار لساعات طويلة وسط حالة من الحزن والذهول، دون أي تواصل واضح من الجهات المعنية لتفسير سبب الغياب أو تحديد وقت قدوم الطبيب، وقال أحد الجيران: “ما حدث اليوم أمر غير مقبول. انتظار طويل لحضور الطبيب لليوم الموالي في ظروف إنسانية صعبة، وكل ذلك بسبب غياب طبيب يُفترض أن يكون متاحاً على مدار الساعة في مثل هذه الحالات.” انطلاقا من مبدإ إكرام الميت دفنه.
وقد أعاد هذا الحادث تسليط الضوء على إشكالية تأخر أو غياب الأطر الطبية في حالات الوفيات المنزلية، خاصة في الأحياء الشعبية التي تفتقر أحياناً إلى حضور دائم للمصالح الصحية أو قنوات تواصل فعالة مع السكان.
وطالب عدد من سكان الحي السلطات المحلية والصحية بضرورة إعادة النظر في آليات التدخل، من خلال توفير تغطية طبية استعجالية لمثل هذه الحالات، وتخصيص أرقام طوارئ فعالة لضمان التكفل السريع بالجوانب القانونية والإدارية المرتبطة بالوفاة، وذلك صوناً لكرامة المتوفين وتيسيراً على أسرهم.
يُذكر أن شهادة المعاينة الطبية للوفاة تُعد وثيقة أساسية قانونياً، ولا يمكن دفن أي جثمان من دونها، وهو ما يجعل توفر الطبيب المكلف أمراً حيوياً في مثل هذه الحالات.
تعليقات ( 0 )