بلاغ للجنة الوطنية لطلبة الطب وطب الاسنان والصيدلة

مع الحدث.

في بلاغ للجنة الوطنية لطلبة الطب وطب الاسنان والصيدلة:

سؤال المرحلة: هل صارت السنة البيضاء مشروعا لحكومة التوقيفات ؟

 

استمرارا للمسلسل النضالي العادل والمشروع الذي عرفته كليات الطب والصيدلة خلال هذه السنتين، المتوج بالإعلان عن مقاطعة مفتوحة و شاملة، للامتحانات والدروس النظرية والتداريب الاستشفائية منذ 16 دجنبر 2023، شهدنا فيها تفننا في تنزيل العقوبات الزجرية ذات الطابع الانتقامي في حق مجموعة من ممثلي الطلبة داخل اللجنة الوطنية والمجالس المحلية، بدءا من استدعاء ممثلي الطلبة للشرطة القضائية على خلفية شكايات تقدمت بها رئاسات الجامعة تارة ووزارة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار تارة أخرى؛ وصولا إلى تلقي 15 ممثلا لقرارات تنوعت بين التوقيف لمدة سنتين والإقصاء من الكلية مع الحرمان من التسجيل في المؤسسات التابعة للجامعة لمدة سنتين وصولا للإقصاء الكلي من الجامعة. هذا دون التفصيل فيما عرفته مسيرة الصمود يوم 06 ماي من حالة استنفار وتطويق أمنيين غير مسبوقين.

و في سياق آخر اعتبرنا المبادرة الحكومية الرامية للتوسط في ملفنا، بمثابة تصحيح للمسار وتأسيس للضوابط والمعالم الكبرى للعمل المشترك الرامي لوقف حالة الاحتقان التي تعرفها كليات الطب والصيدلة العمومية، وهو ما تم تثمينه بتقرير اللجنة لتجميد البرنامج النضالي الميداني مرحليا ودعوتها لتأجيل امتحانات الدورة الربيعية تفاديا للتصعيد. وفي احترام تام للديمقراطية الداخلية للجنة الوطنية وأسس عملها تم تنظيم جموع عامة وطنية لمناقشة المقترحات الحكومية والتصويت عليها، حيث نتج عنها بالنسبة لشعبة الطب تباين في الآراء بنسب متقاربة بين مؤيد للمقترح في مضمونه شريطة توفر الشروط الشكلية من إلغاء العقوبات التعسفية وحل مكاتب ومجالس الطلبة وكذا التوافق على جدولة زمنية مناسبة للامتحانات، مع وعد بصياغة كل هذا في محضر اتفاق وهي الأمور التي تمت الموافقة عليها مبدئيا من طرف الوساطة الحكومية آنذاك، وبين من رأى أن المقترحات لا ترقى إلى مستوى تطلعاتهم، أما فيما يخص شعبة الصيدلة فقد تم قبول المقترحات الحكومية بنسب مرتفعة وطنيا.(إذا ما تم الالتزام بالوعود سالفة الذكر)

وفي الوقت الذي كنا نمني النفس للتوصل بأجوبة شافية للتساؤلات التي طرحها الطلبة خلال الجموع العامة والتي بلغناها بأمانة عبر الوساطة الحكومية، فإذا بنا نتفاجأ بخطوة أحادية أخلت بالتزاماتنا المشتركة، تتمثل في إعادة برمجة الامتحانات مباشرة بعد عيد الأضحى في استغلال صريح لتضارب آراء الطلبة ومحاولة لشق الصف الداخلي الذي لم يعرف إلا الوحدة و الصمود.
و تأكيدا منا على حقيقة لا نفتأ نذكر بها -أننا كنا وسنظل الطرف المتمسك بالحوار الجاد والمسؤول وننتظر تفاعلا يليق بمتطلبات المرحلة- تلقينا بروح إيجابية الدعوة لاجتماع وزاري بحضور كل من السادة وزير التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار، وزير الصحة والحماية الاجتماعية والوزير الناطق الرسمي باسم الحكومة- الذي لم ترقى مخرجاته لتطلعات جموع الطلبة بل فيه تراجع مهول عما تم التأسيس له آنفا كأرضية للعمل المشترك والمسؤول وتأكيد على تشبث الوزارتين بنهج مبدأ الحوار الصوري المبني على العرض فقط والوعود الشفوية!
و نخص بالذكر هنا شعبة الصيدلة التي بعد استبشارنا ببوادر إنفراج أزمتها المقرون بالتصويت إيجابا على المقترح بنسبة بلغت 90% نفاجأ أن تهميشها الممنهج يقول كلمته مجددا. فما الجدوى من عرض مقترح إن لم تكن النية تضمينه في محضر اتفاق كتابي ؟ أمماطلة و إطالة لأمد الأزمة أم تضارب في وجهات نظر يقع الطلبة ضحيتها ؟

ولأن محرك نضالنا الأساسي غيرتنا على بلدنا وعلى جودة العرض الصحي بها، نهيب بالذكر أن سيناريو السنة البيضاء الذي نساق له سوقا قرار سياسي محض، كلفته على بلادنا باهظة لما له من تأثير سلبي على التقدم السليم لمشروع إصلاح المنظومة الصحية المرتكزة أساسا على التكوين الطبي والصيدلي من جهة، وعلى الصحة النفسية ل25 ألف طالب وذويهم من جهة اخرى وهم الذين استنفذوا الوسع من أجل تفاديه. والدفع المستمر بهم من طرف المسؤولين من أجل مطالب أكاديمية بحتة بعيدة كل البعد عن التسييس، لا يجعلنا إلا نتساءل عن النية الحقيقة من نهج هذا الأسلوب غير المبرر بتاتا. هل هو البحث عن حل ترقيعي ينأى عن إرادة حقيقية لحلحة الأزمة ولو كلف ذلك خسارة جيل بأكمله من خيرة أبناء الوطن والدفع بهم للهجرة القسرية ؟ أم تكريس الحقد واليأس في صفوف الطلبة بغية اجتثاث النضال الطلابي؟

إننا في اللجنة الوطنية لطلبة الطب و طب الأسنان و الصيدلة، باعتبارنا الممثل الشرعي والوحيد للطلبة، وبعد الرجوع للتواصل والأخذ برأي عموم الطلبة عبر الجموع العامة التقريرية واستمارات التصويت الإلكترونية، ومن باب المسؤولية التاريخية واستشعارا منا لروح المواطنة الفاعلة، نؤكد على ما يلي :
– صمود مسلسلنا النضالي و تجديد الثقة في مطالبنا المشروعة والعادلة.
– استمرار الطلبة في المقاطعة المفتوحة لكل الأنشطة البيداغوجية بما في ذلك الامتحانات والتداريب الاستشفائية و الدروس النظرية.
– تثميننا للوعي العالي الذي أبانت عنه جموع الطلبة ووحدتهم و التحامهم، وإشادتنا بمظاهر الدعم والتضامن اللامشروط التي عبر عنها آباء وأمهات الطلبة منذ بداية نضالنا.
– تشبثنا المطلق بالمكاتب المحلية ومجالس الطلبة القانونية والمشروعة.
– عدم تخلينا عن ممثلي الطلبة الموقوفين وكذا الطلبة المكررين، واعتبار أن كل الطلبة موقوفون ومكررون ويجمعنا نفس المصير.
– تسطيرنا لحملة وطنية تحت شعار ”مواجهة السياسات السلبية بالمواطنة الإيجابية” وذلك عبر دعوتنا للمشاركة في حملة وطنية واسعة للتبرع بالدم، ومبادرة لتنظيف الشواطئ والحدائق العمومية وهذا كله يوم الأربعاء 26 يونيو 2024.
– تسطيرنا لبرنامج نضالي ميداني مباشرة بعد الامتحانات.
– تنظيمنا لندوة صحفية سيعلن عن تاريخها بعد الامتحانات.
– تنظيمنا لحصص دعم عن بعد وطنية يشرف عليها الطلبة كمثال إضافي على روح التآزر والتعاون الطلابي بهدف استدراك الدراسة في ظل اللامبالاة بضياع الزمن الجامعي من طرف باقي المتدخلين.
– تأسيسنا لخليات استماع بمشاركة أطباء نفسيين لتجاوز الضرر النفسي إثر التطورات الأخيرة على الطلبة و ذويهم، بعد كل ما تعرضوا له من حملات ترهيب وتضييق.
– إعلاننا أننا كنا ولا نزال نمد اليد لكل العقلاء من أبناء هذا الوطن للعودة للسكة الصحيحة ودعوتنا المستمرة لتغليب المصلحة العليا للوطن أولا بعيدا عن الحسابات السياسية الضيقة.

اقرأ المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *