عماد وحيدال
شهدت مدينة سطات خلال شهر رمضان 1446 هـ تحولًا ملحوظًا في طريقة توزيع قفة رمضان، إذ انتقلت العملية من فوضى التوظيف السياسي والاستغلال الانتخابي إلى منهجية أكثر شفافية وتنظيمًا. فبعدما كانت القفف تُوزَّع في السابق عبر الأحزاب السياسية والجمعيات الموالية لها، بتدخل أعوان السلطة لاستمالة كتل انتخابية في الأحياء ذات الكثافة السكانية، جاءت هذه السنة ببصمة مغايرة تحت إشراف باشا سطات الجديد، هشام بومهراز، الذي أدار العملية وفق معايير الاستحقاق والهشاشة الاجتماعية، تنفيذًا لتوجيهات عامل الإقليم أبوزيد.
باشا سطات الشاب، الذي راكم خبرة واسعة في تدبير شؤون التنمية بعدد من جهات المملكة، حرص على أن تمر عملية التوزيع بسلاسة وانضباط، متابعًا شخصيًا مختلف مراحلها ميدانيًا وعبر الملحقات الإدارية الست بالمدينة. هذا النهج الصارم قطع الطريق أمام أي استغلال سياسي أو خروقات كانت تُمارَس سابقًا. وقد أشادت مصادر جمعوية وفاعلون في المجتمع المدني بهذه الدينامية الجديدة، معتبرين أن تعيين بومهراز مسؤولًا على قيادة مدينة بحجم سطات يعكس توجهًا نحو ترسيخ الحكامة الجيدة وتحقيق التنمية المتوازنة.
إلى جانب ضبطه لعملية توزيع المساعدات الرمضانية، بصم باشا سطات الجديد على تحولات تنموية بارزة، تمثلت في تنظيم المجال العام والتصدي لظاهرة الفراشة، دون المساس بأرزاقهم، عبر توفير بدائل لهم في أماكن مخصصة، ما ساهم في تحرير الملك العمومي من العشوائية التي استمرت لسنوات. هذا التوجه المتكامل يعكس رؤية استراتيجية واضحة تهدف إلى كسر الجمود الذي عانت منه المدينة، ودفعها نحو دينامية عمرانية وتنموية تواكب تطلعات ساكنتها.
نجاح باشا سطات في تدبير قفة رمضان بشكل منظم ونزيه، إلى جانب خطواته الجادة في إرساء نموذج تدبيري عصري، يبرز ملامح مرحلة جديدة في تاريخ تدبير الشأن المحلي بالمدينة. ومع استمرار هذا النهج، تبقى الآمال معلقة على مزيد من الأوراش التنموية التي تستثمر في مقومات سطات وترتقي بها نحو مصاف المدن الحديثة، بعيدًا عن العشوائية التي كبلت نموها لسنوات.
تعليقات ( 0 )