حين تصرخ الشوارع و يصمت العالم

صرخة الشوارع و صمت العالم «غزة»

هند بومديان

“حين تصرخ الشوارع ويصمت العالم: غزة تحترق والضمير الإنساني في غيبوبة”

في كل زاوية من هذا العالم، تُرفع الأعلام الفلسطينية، تتعالى الهتافات، وتُرسم الكلمات على الجدران: “أنقذوا غزة”، “كفى قتلًا”، “أوقفوا الإبادة”. لكن في المقابل، تظل طائرات القصف تُحلّق، والأرض ترتجف تحت أقدام الأطفال، والموت يحصد أرواح الأبرياء في صمت دولي مريب.

الاحتجاجات لم تعد مجرّد تعبير عن التضامن، بل تحوّلت إلى محاولة يائسة لإنقاذ ما تبقى من إنسانيتنا. صارت الشعوب أكثر وعيًا، وأكثر جرأة في كشف تواطؤ الأنظمة وصمتها المفضوح. ومع ذلك، يستمر هذا العالم المُدّعي للتحضر في تقديم صكوك الغفران للمجرمين، دون خجل أو مساءلة.

ما يحدث في غزة ليس صراعًا بين قوتين، بل عملية تطهير عرقي ممنهجة، تُرتكب على مرأى ومسمع الجميع. الصور التي تصلنا من هناك ليست مشاهد عابرة، بل جراح في الضمير الإنساني، لن تندمل بسهولة.

فما جدوى الصراخ إذا لم تُرافقه خطوات فعلية؟
وما قيمة التضامن إذا لم يُترجم إلى قرارات حاسمة، ضاغطة، ومؤثرة؟

غزة تنزف، وأرواح الشهداء تنادي.
فإما أن نكون في صف العدالة، أو نصمت ونشارك في الجريمة دون أن ندري.

الوقت ليس للحياد، بل للانحياز للحق، ولو بكلمة.

 

شارك المقال
  • تم النسخ
تعليقات ( 0 )

اترك تعليقاً

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية)