نداء من بوسكورة: شباب المدينة في قبضة “الهرواسة” وسط صمت قاتل

بقلم: فيصل باغا

تحوّلت مدينة بوسكورة، التابعة لإقليم النواصر، من فضاء هادئ إلى بؤرة قلق اجتماعي حاد، نتيجة الانتشار المقلق لحبوب “الهرواسة” في أوساط الشباب. هذه المادة المخدرة، الرخيصة والخطيرة، باتت تنتشر كالنار في الهشيم، مستهدفة عقول فئة عمرية هشة، ومعرضة مستقبلها للضياع.

الشارع البوسكوري اليوم يئن تحت وطأة هذه الآفة، حيث أضحت مظاهر العنف، الهيجان، والانحراف السلوكي مشهداً مألوفاً في الأحياء. صيد سهل لمروجي السموم، شباب تتقاذفهم الهشاشة الاجتماعية، وضعف التوعية، وتراخي الرقابة.

وسط هذا الوضع الخطير، يتوجه المواطنون وفعاليات المجتمع المدني بنداء استغاثة مباشر إلى المركز القضائي للدرك الملكي ببوسكورة، مطالبين بتكثيف الحملات التمشيطية، وتجفيف منابع ترويج هذه السموم، وضرب الشبكات المتورطة بيد من حديد.

كما يطالب السكان بإطلاق برامج تحسيسية وتوعوية داخل المؤسسات التعليمية وفضاءات القرب، للحد من هذا النزيف الصامت، وإنقاذ ما يمكن إنقاذه من شباب أصبح مهدداً في حياته وصحته ومستقبله.

بوسكورة لا تحتاج فقط إلى مقاربة أمنية، بل إلى تدخل شامل يستحضر الجانب الاجتماعي، النفسي، والتربوي. فهل تستفيق الجهات المسؤولة قبل فوات الأوان؟ أم أن “الهرواسة” ستواصل نهشها في صمت قاتل؟

شارك المقال
  • تم النسخ
تعليقات ( 0 )

اترك تعليقاً

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية)