المتابعة:محي الدين البكوشي
في حادثة مأساوية هزّت جماعة ساحل بوطاهر بإقليم تاونات، لقي طفل مصرعه بعد أن تُرك داخل سيارة مغلقة كانت تقله إلى مدرسته، ما استنفر السلطات القضائية وفتح الباب أمام تحقيقات موسعة لكشف ملابسات الواقعة.
النيابة العامة بمحكمة الاستئناف بفاس لم تتأخر في إصدار بلاغ رسمي تؤكد فيه فتح تحقيق دقيق للوقوف على أسباب الوفاة. وحسب المعطيات الأولية، فإن الطفل نُقل صباحًا كعادته إلى المؤسسة التعليمية عبر سيارة خاصة، قبل أن يُعثر عليه لاحقًا جثة هامدة داخلها، بعد أن نسيه السائق وأغلق الأبواب.
تحقيقات الشرطة القضائية، التي أمرت بها النيابة العامة، رجّحت فرضية الاختناق بسبب بقاء الطفل لفترة طويلة داخل السيارة دون تهوية، في انتظار نتائج التشريح الطبي الذي سيحدد بدقة الأسباب العلمية للوفاة.
الحادث أعاد إلى الواجهة النقاش حول أمن وسلامة النقل المدرسي ومسؤولية السائقين والمؤسسات التعليمية في حماية أرواح التلاميذ، خاصة في المناطق القروية التي تفتقر غالبًا للرقابة الصارمة والمواكبة التربوية والإدارية اليومية.
النيابة العامة شددت في بلاغها على ضرورة مواصلة الأبحاث والاستماع إلى كل الأطراف المعنية، من أجل تحديد المسؤوليات وترتيب الجزاءات القانونية في حال ثبوت أي تقصير أو إهمال.
هذه الفاجعة المؤلمة تفتح جراحًا قديمة وتدعو إلى مراجعة شاملة لأنظمة النقل المدرسي، وفرض إجراءات صارمة تضمن عدم تكرار مثل هذه الكوارث، التي يدفع ثمنها الأبرياء.
تعليقات ( 0 )