مع الحدث متابعة إبراهيم أفندي
يُعد ملعب القرب لكرة القدم بمنطقة المحاميد التابعة لمقاطعة المنارة، من المرافق الرياضية الحيوية التي توفر متنفساً مهماً لشباب المنطقة، حيث يحتضن أنشطة رياضية وتظاهرات محلية، بل وكان سابقاً معقلاً لفريق مارس في القسم الوطني الاحترافي الثاني قبل نزوله لقسم الهواة. غير أن هذا المرفق، ورغم أهميته، يشهد غياباً لافتاً لعلم المملكة المغربية، ما يطرح تساؤلات حول مدى احترام القوانين والمقتضيات الرمزية المرتبطة بهذا الرمز السيادي.
فالعلم الوطني المغربي، بحلته الحمراء ونجمة خضراء خماسية، لا يُعد مجرد زينة أو عنصر ديكوري، بل هو رمز دستوري للسيادة والانتماء، ويُشكل جزءاً لا يتجزأ من الهوية الوطنية. وتنص العديد من التشريعات التنظيمية والإدارية على ضرورة رفع العلم الوطني فوق المؤسسات العمومية، والمرافق الجماعية، بما فيها المنشآت الرياضية التي تُدار أو تُمول من قبل الجماعة الترابية أو الدولة.
وفي هذا السياق يتساءل المواطنون ومرتادو الملعب عن الأسباب الكامنة وراء هذا الغياب، وهل هو مجرد سهو إداري أم تهاون في احترام رمزية سيادية لها قدسيتها ووزنها القانوني والدستوري؟ خصوصاً وأن مثل هذه الملاعب تُعد فضاءات تربوية تُغرس فيها قيم المواطنة لدى الأجيال الصاعدة، ويُفترض أن تكون نموذجاً في احترام الرموز الوطنية.
من هذا المنطلق فإن رفع العلم الوطني في هذا الملعب لا يُعد ترفاً أو تفصيلاً ثانوياً، بل هو واجب قانوني ورسالة رمزية يجب أن تكون حاضرة في كل الفضاءات العمومية، خاصة تلك التي تستقطب فئة الشباب.
وختاماً فإنها دعوة صريحة للسلطات المحلية، والمصالح الجماعية المعنية، للتدخل من أجل تصحيح هذا الوضع، وذلك بتوفير العلم الوطني في مكان بارز يليق بمكانته، احتراماً للقانون وتجسيداً للهوية الوطنية الراسخة في نفوس المغاربة.
تعليقات ( 0 )