مع الحدث
المتابعة ✍️: ذ لحبيب مسكر
في زمن تهيمن فيه أسماء المهاجمين على الجوائز الفردية، يخرج نجم مغربي ليقلب المعادلة: أشرف حكيمي، أفضل ظهير في العالم بلا منازع، بشهادة الفيفا، خبراء التحليل، والأرقام التي لا تكذب.
لا يتعلق الأمر بمجرد لاعب متألق في أوروبا، بل بنجم ينافس على الكرة الذهبية العالمية إلى جانب كبار مهاجمي العالم، مثل عثمان ديمبيلي ولامين يامال. فهل يُعقل أن يُطرح أي نقاش حول أحقيته بلقب أفضل لاعب في إفريقيا؟
وجود حكيمي ضمن المرشحين للكرة الذهبية العالمية يُسقط أي ذريعة للتشكيك في أحقيته قاريًا. فعندما يُصنف كأفضل ظهير أيمن في العالم، يصبح تتويجه في إفريقيا مسألة منطق، لا مجالًا للمجاملة أو النقاش.
لكن في قارة لا تُمنح فيها الجوائز دومًا للأجدر، بل أحيانًا للأكثر دعمًا، لا بد من التحرك. التجارب السابقة علمتنا أن التصويت الإفريقي كثيرًا ما يخضع للحسابات السياسية والمجاملات، وليس للمنطق الفني الخالص.
الأرقام لا تكذب… حكيمي يتحدث بلغة الأثر
في موسم 2024/2025، شارك حكيمي في 60 مباراة، لعب خلالها 4040 دقيقة، سجل 13 هدفًا وصنع 12 تمريرة حاسمة، منها:
4 أهداف و5 تمريرات في دوري أبطال أوروبا
4 أهداف و6 تمريرات في الدوري الفرنسي
أداء قوي في كأس فرنسا
ونجومية بارزة في كأس العالم للأندية، حيث سجل هدفين وساهم بشكل مباشر في تأهل فريقه للأدوار النهائية
وفي مباراة نارية أمام بايرن ميونيخ ضمن كأس العالم للأندية، خطف الأنظار مجددًا حين راوغ خمسة لاعبين بلمسة واحدة حاسمة، وقدّم تمريرة حاسمة رائعة إلى عثمان ديمبيلي الذي سجل الهدف الثاني، ليقود فريقه باريس سان جيرمان إلى نصف النهائي في مواجهة مرتقبة مع ريال مدريد.
لقطة تلخص لاعبًا لا يكتفي بالدفاع، بل يُغير مجرى المباريات الحاسمة.
تقييمه العام بلغ 7.38، وهو معدل لا يحققه إلا النجوم من أصحاب النزعة الهجومية.
تمريراته قوية
تمريراته الحاسمة دقيقة
مراوغاته ناجحة
سيطرته على الرواق مذهلة
هذه لغة لا تقبل التأويل… بل تُظهر لاعبًا بحجم نجم عالمي.
الإعلام لا بد أن يتحرك… لا يكفي أن ننتظر
لا نحتاج لاحتفالات سابقة لأوانها، بل لحملة إعلامية وطنية ذكية، تشتغل على الملفات، تُبرز المنجزات، وتدافع عن الأحقية.
في المقابل الإعلام المصري يتحرك منذ مدة خلف محمد صلاح، بمنطق منظم ومؤثر.
فهل نظل ننتظر؟ أم ندخل ساحة المعركة الإعلامية كما ينبغي؟
لا نريد مفاجآت… نريد شفافية مسبقة
جوائز الكاف كثيرًا ما خذلت التوقعات. لا نريد أن نُفاجأ مجددًا.
نريد وضوحًا، تحركًا وضغطًا مشروعًا يُواكب أداء حكيمي المذهل.
أشرف حكيمي لا يحتاج إثباتًا… الجائزة تحتاج إنصافًا
ما قدمه ويقدمه حكيمي يكفي لإقناع العالم. لكننا لا نثق دائمًا في كواليس التصويت.
لهذا، نقولها مجددًا:
اللقب لا يُنتظر… بل يُنتزع.
والتتويج لا يأتي فقط من الملعب… بل من يقظة خارج الملعب أيضًا.
تعليقات ( 0 )