الشريف مول الحكمة
في الوقت الذي تستعد فيه بلادنا لاحتضان تظاهرتين رياضيتين كبيرتين يُطرح أكثر من سؤال حول واقع التنمية المحلية في بعض المناطق، وعلى رأسها إقليم النواصر، الذي يضم خمس جماعات ترابية تعاني منذ سنوات من غياب رؤية واضحة، وتسيير يوصف بـ”العشوائي”، وركود تنموي يثير استياء الساكنة.
ورغم مرور سنوات على وعود انتخابية متكررة، وعلى ميزانيات توصف بـ”الضخمة”، فإن واقع الحال في هذه الجماعات لا يعكس أي تغيير نوعي، بل يكشف عن تهميش بنيوي ونقص حاد في المرافق الأساسية. فالأحياء السكنية الجديدة تُنجز دون التفكير في البنية التحتية من قنوات الصرف الصحي أو الطرق المعبدة، ناهيك عن غياب مؤسسات تعليمية وصحية كافية، مما يُثقل كاهل المواطنين ويُعمّق الإحساس بالتهميش.
وإن كانت التنمية الحضرية والاقتصادية تتصدر الشعارات التي تُرفع خلال الحملات الانتخابية، فإن ما يتحقق على أرض الواقع يبدو بعيدًا عن تطلعات المواطنين. مشاريع تنجز بسرعة دون دراسة كافية، وتُفتقر للربط بالبنية التحتية، ما يجعلها غير ذات نفع حقيقي للسكان.
في المقابل، يلاحظ المواطنون صمتًا لافتًا من قبل عدد من المنتخبين المحليين، الذين يُفترض فيهم تمثيل الساكنة والدفاع عن مصالحهم، غير أن البعض منهم يبدو أكثر انشغالًا بمصالحه الشخصية ومشاريعه الخاصة.
وفي سنة 2025، لا يزال إقليم النواصر، على الرغم من موقعه الجغرافي القريب من العاصمة الاقتصادية، يعيش على إيقاع اختلالات تنموية صارخة، ويفتقد إلى العدالة المجالية التي من شأنها أن تضمن للمواطن الحق في العيش الكريم.
وعليه، فإننا نرفع نداءً مستعجلًا إلى السيد عامل إقليم النواصر، قصد التدخل العاجل من أجل تفعيل آليات الرقابة، وتتبع المشاريع التنموية المتعثرة، وإعادة هيكلة الأولويات التنموية، بما يضمن قفزة نوعية تستجيب لحاجيات الساكنة، وتُخرج الجماعات الخمس من دوامة التهميش والعشوائية إلى مسار التنمية المستدامة والمسؤولة.
تعليقات ( 0 )