مع الحدث مجيدة الحيمودي
في عملية أمنية سريعة وحاسمة، تمكنت مصالح الدرك الملكي بالقيادة الجهوية في تطوان مساء الثلاثاء، من فك لغز الحريق المهول الذي اندلع بغابة “كرانخا” بإقليم شفشاون، حيث تم توقيف المشتبه الرئيسي في وقت قياسي.
وبحسب مصادر موثوقة، أعطى وكيل الملك بالمحكمة الابتدائية بتطوان تعليماته بوضع الموقوف رهن الحراسة النظرية، في انتظار تقديمه أمام النيابة العامة فور استكمال البحث القضائي.
التحقيقات الميدانية، المدعومة بالخبرة التقنية، أسفرت عن تحديد هوية الشخص المشتبه به، الذي تبيّن أنه أشعل النار في كمية من النفايات دون اتخاذ الاحتياطات اللازمة، ما أدى إلى انتشار ألسنة اللهب بشكل خارج عن السيطرة. وساهمت الرياح القوية التي شهدتها المنطقة في تسريع وتيرة تمدد الحريق، مخلّفة دماراً بيئياً واسعاً أتى على هكتارات من الغطاء الغابوي.
منذ اللحظات الأولى لاندلاع الحريق، استنفرت السلطات المحلية والأجهزة الأمنية فرقها الميدانية، حيث شاركت فرق الإطفاء بدعم من طائرتي “كنادير” تابعتين للقوات الجوية الملكية، في عمليات مكافحة النيران. غير أن وعورة التضاريس والظروف الجوية الصعبة شكّلت تحديات كبيرة أمام جهود الإخماد.
من المنتظر أن تُحال القضية على أنظار النيابة العامة، للنظر في التهم الموجهة للمشتبه فيه واتخاذ الإجراءات القانونية المناسبة، خاصة أن الواقعة أثارت حالة من القلق في أوساط الساكنة وأعادت إلى الواجهة النقاش حول مخاطر الإهمال في التعامل مع النيران بالمناطق الغابوية.
ويعيد هذا الحادث التأكيد على ضرورة تعزيز الوعي البيئي وتشديد المراقبة على الممارسات التي قد تفضي إلى كوارث طبيعية، حفاظاً على الثروة الغابوية التي تشكل رئة الإقليم ومصدراً لتنوعه البيولوجي.
تعليقات ( 0 )