الكرة الذهبية وإفريقيا: إنجاز يتيم وتهميش مستمر

مع الحدث لحبيب مسكر

منذ تأسيس جائزة الكرة الذهبية، بقيت إفريقيا شبه غائبة عن منصات التتويج، وكأنّ نجومها محكوم عليهم بالبقاء على هامش التاريخ الكروي، رغم بصماتهم الواضحة في الملاعب الأوروبية والعالمية.

جورج ويا… الاستثناء الوحيد

الليبيرى جورج ويا، الرئيس الحالي لبلاده، يظلّ الإفريقي الوحيد الذي فاز بالجائزة عام 1995. يومها، استفاد من تعديل قوانين “فرانس فوتبول” لتشمل لاعبين من خارج أوروبا شريطة احترافهم داخلها، فاستطاع بكامل استحقاق أن يكسر الحاجز ويخلّد اسمه. لكن بعد ثلاثين عامًا، لم ينجح أي إفريقي آخر في تكرار الإنجاز.

تهميش رغم التألق

على مدار العقود الماضية، قدّم الأفارقة مواسم أسطورية مع أنديتهم ومنتخباتهم، لكن أصواتهم غالبًا ما ضاعت بين بريق نجوم أوروبا وأمريكا اللاتينية.

ساديو ماني تُوِّج بكأس إفريقيا للأمم 2022 وقاد ليفربول إلى موسم استثنائي، لكنه اكتفى بالمركز الثاني.

محمد صلاح حطّم الأرقام مع ليفربول، لكنه لم يتجاوز المركز الخامس سنة 2018.

هذه الوقائع تثير تساؤلات: هل معيار التتويج فردي بحت، أم أنّ السياسة والإعلام والسوق التجارية تتحكم في مسار الجائزة أكثر من الأداء فوق العشب الأخضر؟

حكيمي وآمال جديدة

اليوم يبرز أشرف حكيمي كأحد أبرز الأسماء المرشحة، بفضل أدائه الكبير مع باريس سان جيرمان والمنتخب المغربي، إلى جانب استمرار محمد صلاح في القمة. ومع ذلك، يظل الطريق محفوفًا بالعقبات، خصوصًا في ظل هيمنة نجوم أوروبا وأمريكا اللاتينية المدعومين بآلة إعلامية وتسويقية ضخمة.

إنّ غياب التتويج الإفريقي عن الكرة الذهبية طوال هذه السنوات ليس مجرد صدفة، بل يعكس واقعًا من التهميش البنيوي، حيث لا تُقيَّم إنجازات الأفارقة بنفس المقياس الذي يُمنح لغيرهم. ومع ذلك، يبقى الأمل قائمًا أن يطل نجم إفريقي جديد ليكسر القاعدة ويعيد القارة السمراء إلى منصة التتويج العالمية.

 

شارك المقال
  • تم النسخ
تعليقات ( 0 )

اترك تعليقاً

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية)