بين العطش والعراء.. ساكنة بوعروس يبيتون خارج البيوت بحثًا عن الماء

تاونات…محي الدين البكوشي

في ليلة باردة من ليالي أواخر شتنبر، لم تكن الأرض الصلبة على جنبات الطريق مجرد محطة عابرة لساكنة بوعروس بإقليم تاونات، بل تحولت إلى فراش جماعي لعشرات الرجال والنساء الذين اختاروا المبيت في العراء بعد توقف مسيرتهم الاحتجاجية نحو مدينة فاس.

المشهد كان صادمًا: أغطية بسيطة، أجساد مرهقة، وأطفال يغطون في نوم متقطع تحت السماء المفتوحة. لم يكن ذلك نزوحًا ولا محاولة للهجرة، بل تعبير صامت عن عطش مزمن ومعاناة طويلة مع ندرة الماء الصالح للشرب.

تقول فاطمة الزهراء امرأة مسنة..بغينا غير نعيشو بكرامة”

ويقول امحمد .. راحنا واصلا بينا للعضام..

ورغم بساطة المطالب، التي تنحصر في توفير مياه الشرب وتحسين بعض الخدمات الأساسية، يصر السكان على الاستمرار في تحركاتهم إلى حين فتح قنوات حوار جادة معهم.

المبيت الليلي لبوعروس لم يكن مجرد محطة احتجاجية، بل رسالة واضحة مفادها أن العطش يمكن أن يدفع الناس إلى ترك بيوتهم والنوم في العراء، بحثًا عن حق يعتبر أبسط مقومات العيش.

شارك المقال
  • تم النسخ
تعليقات ( 0 )

اترك تعليقاً

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية)