صمت الحكومة ودموع التماسيح الحزبية أمام أصوات الشباب

مع الحدث : ذ لحبيب مسكر

في وقتٍ تتواصل فيه المظاهرات السلمية لشباب جيل Z، المطالِبة بتعليم جيد وصحة تحفظ الكرامة، يظل الموقف الرسمي للحكومة غائباً، وكأن صرخات الشارع لا تستحق حتى مجرد رد. هذا الصمت غير المبرر يزيد من فقدان الثقة في المؤسسات، ويفتح الباب أمام تأويلات خطيرة حول لامبالاة الحكومة بمستقبل أبنائها.

غير أن الغياب الحكومي لم يمنع بعض الأحزاب السياسية خصوصا المعارضة من محاولة ركوب الموجة. فقد سارعت إلى إصدار بيانات تنديدية، لكنها لم تقدّم أي حلول جذرية، مكتفيةً بدموع تماسيح تُذكّرنا كل مرة بأن هذه القوى السياسية لا تتحرك إلا تحت ضغط الشارع.

الأكثر إثارة للسخرية أن أميناً عاماً لأحد الأحزاب استغل هذه الظرفية للنزول إلى الشارع، ظناً منه أنه سيكسب تعاطف الشباب، لكنه فوجئ برفض واضح: المظاهرة سلمية، مستقلة، لا تقبل المتاجرة السياسية ولا الدعاية الانتخابية. فشباب جيل Z اختار أن يرفع صوته بعيداً عن الشعارات الحزبية، مؤكداً أن معركته هي معركة حقوق اجتماعية قبل أن تكون معركة أصوات انتخابية.

النقابات والجمعيات، بدورها، ما تزال حبيسة بيانات باهتة لا ترقى إلى مستوى اللحظة، بينما الشارع يطالب بإجراءات ملموسة تعيد الثقة في المدرسة العمومية والمستشفى العمومي.

إن ما يحدث اليوم ليس مجرد حراك عابر، بل جرس إنذار حقيقي. فالتاريخ لا يرحم صمت الحكومات، ولا يُسامح الأحزاب التي تستغل غضب الناس لمصالحها الضيقة. ما يطالب به الشباب بسيط: العيش بكرامة في وطن يوفر التعليم والصحة كحقوق أساسية، لا كهبات مؤقتة أو وعود انتخابية.

شارك المقال
  • تم النسخ
تعليقات ( 0 )

اترك تعليقاً

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية)