Categories
أخبار 24 ساعة متفرقات

والي جهة الدار البيضاء-سطات يترأس حفل تكريم التلميذات والتلاميذ المتفوقين في امتحانات البكالوريا – دورة يونيو 2025

مع الحدث الدار البيضاء 

الدار البيضاء – نظمت ولاية جهة الدار البيضاء – سطات، صباح اليوم الثلاثاء، حفلاً رسمياً لتوزيع جوائز التفوق الدراسي، لفائدة التلميذات والتلاميذ الحاصلين على أعلى المعدلات في امتحانات البكالوريا – الدورة العادية لسنة 2025، وذلك بشراكة مع الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين.

وترأس هذا الحفل السيد محمد امهيدية، والي جهة الدار البيضاء – سطات، إلى جانب حضور كل من السيد محمد ديب، مدير الأكاديمية الجهوية، والسيد عبد اللطيف معزوز، رئيس مجلس الجهة، والسيدة مليكة مزور، نائبة رئيسة مجلس جماعة الدار البيضاء، والسيد عبد القادر بودراع، رئيس مجلس عمالة الدار البيضاء.

وقد تم خلال الحفل تكريم 11 تلميذة وتلميذاً يمثلون مختلف الشعب التعليمية، من بينها: العلوم الرياضية، والعلوم التجريبية، وعلوم الاقتصاد والتدبير، والآداب والعلوم الإنسانية، والعلوم والتكنولوجيا، حيث تسلموا جوائز رمزية وشهادات تقديرية، في أجواء احتفالية تعكس الاعتراف بقيم الاجتهاد والتميز.

وفي كلمة له بالمناسبة، عبّر السيد محمد ديب عن اعتزازه الكبير بما تحقق من نتائج مشرفة خلال هذه الدورة، مثمناً الدور الفعال الذي تضطلع به الأطر التربوية والإدارية، ومساهمة الأسر في مواكبة تمدرس التلاميذ، كما أشار إلى أن هذا الحفل يأتي تجسيداً للتوجهات الوطنية في إطار تنزيل خارطة الطريق من أجل مدرسة ذات جودة للجميع، وتشجيعاً لقيم التميز والاستحقاق.

وأوضح السيد ديب أن عدد الناجحين في الدورة العادية من امتحانات البكالوريا على صعيد الجهة بلغ 53.180 مترشحة ومترشحاً، بنسبة نجاح بلغت 61,49 في المائة، مضيفًا أن ما مجموعه 28.554 من الناجحين حصلوا على ميزة، بنسبة 53,7 في المائة، وهو ما يعكس أداءً دراسيًا متميزًا ومؤشرًا إيجابيًا على جودة التكوين.

وفي تصريحات على هامش الحفل، أعربت أميمة الطاهري، المتفوقة على صعيد الجهة في شعبة العلوم التجريبية، بمعدل 19,53، عن سعادتها الكبيرة بهذا التتويج، معتبرةً أنه ثمرة مجهودات متواصلة ودعم دائم من أساتذتها وعائلتها.

بدوره، عبّر إلياس سريح، المتفوق في شعبة العلوم الاقتصادية والتدبير بمعدل 19,33، عن اعتزازه بهذا الإنجاز، مهدياً نجاحه لوالديه ومعلميـه، ومؤكداً أن هذا التتويج سيكون دافعاً للاستمرار في مسار التميز والتحصيل.

ويأتي تنظيم هذا الحفل التربوي في إطار ترسيخ ثقافة التقدير والتحفيز، وتعزيز مكانة المدرسة المغربية كفضاء لصقل الكفاءات وإعداد الأجيال الصاعدة للمساهمة في مسيرة التنمية المستدامة.

 

Categories
أخبار 24 ساعة متفرقات

عامل النواصر يعطي انطلاقة الدورة الثانية من “منتدى النواصر للتربية والتوجيه المدرسي والمهني والجامعي 2025”

مع الحدث بوشعيب مصليح 

أشرف السيد جلال بنحيون عامل إقليم النواصر رفقة وفد مهم يومه الثلاثاء 29 أبريل 2025، على أشغال انطلاق واختتام الدورة الثانية من”منتدى النواصر للتربية والتوجيه المدرسي والمهني والجامعي” الذي ينظم يومي 29 و 30 أبريل 2025 في إطار المبادرة الوطنية للتنمية البشرية بمقر الصفاء ببوسكورة تحت شعار: “التوجيه السليم أساس النجاح”، وذلك بشراكة مع المديرية الإقليمية للتربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة والأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين الدار البيضاء السطات، وكذا جمعية أجيال للتربية والتنمية.
ويستفيد من هذا المنتدى حوالي ستة الاف متعلمة ومتعلم بالسنة الثانية باكالوريا، من جميع الثانويات بالإقليم البالغ عددها تسعة عشر ثانوية موزعة عل كل من جماعة بوسكورة، جماعة النواصر، جماعة اولاد صالح، جماعة اولاد عزوز وجماعة دار بوعزة.


وتجدر الإشارة إلى أن الهدف من هذا المنتدى هو منح المستفيدات والمستفيدين خدمات إعلامية واستشارية وتوجيهية وتقنية حتى يتسنى لهم تحقيق أقصى درجات نجاحهم الأكاديمي واندماجهم الاجتماعي والمهني مستقبلا.


ويندرج هذا المنتدى في إطار المحاور التي يتبناها البرنامج الرابع للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية المسمى ب” الدفع بالتنمية البشرية للأجيال الصاعدة” في محوره المتعلق بدعم التمدرس ومحاربة الهدر المدرسي .

Categories
أخبار 24 ساعة أعمدة الرآي الواجهة طالع مجتمع

الآثار السلبية لظاهرة العنف المدرسي

د. عبد الله بن أهنية

The negative effects of school violence

مما لا شك فيه أن ظاهرة العنف بكل أشكاله ستظل ظاهرة ينبذها المجتمع برمته ويلفظها بفطرته السليمة المعهودة التي تسعى دوماً وعلى مر العصور إلى السلم والتعايش بسلام، ناهيك عن إذا ما كان ذلك العنف يتعلق بالمدرسة ومحيطها. فالمجتمع المغربي الأصيل ينبذ ذلك ويحاربه بشتى الوسائل، بل تكرس الوزارة المعنية العديد من الورشات التحسيسية والبرامج الهادفة إلى توعية الطلبة والمجتمع بالدور المنوط بهم كي تمر العملية التعليمية في أجواء مريحة وهادفة. ولذلك، فقد أصبح الهدف المنشود الآن هو العمل بشكل مكثف وسريع نحو خلق فضاء مدرسي بدون عنف، والحد من الهدر المدرسي وضرورة مراجعة المناهج كي تسمو بأخلاق رواد المؤسسات التعليمية، وتعمل على تحقيق مخرجات تليق بتطلعات آباء وأمهات التلاميذ، وتخدم المجتمع ككل. لكن واقع الأمر قد أظهر بأن تلك الطموحات لازالت تواجه تحديات كبرى تقف كعائق أمام مشروع إصلاح منظومة التربية والتعليم بصفة عامة، ولم تنجح بعد في إيقاف تنامي ظاهرة العنف المدرسي وكذلك الهدر المدرسي، وهما يشكلان في حقيقة الأمر انتكاسة لابد من إيجاد حلول عاجلة لاستئصالها ومعالجتها. ومما لا شك فيه أيضاً أن مثل هذه الظواهر تكون لها انعكاسات سلبية على مردودية الطلاب الأكاديمية ونتائج التمدرس والتحصيل بصفة عامة.

تأثير العنف المدرسي على نتائج التحصيل المدرسي: 

وللإفادة، فقد أوضحت الباحثة مونيكا برافو سانزانا من التشيلي في أحد مقالاتها تحث عنوان: ” التأثير السلبي للعنف المدرسي على الأداء الأكاديمي للطالب: تحليل متعدد المستويات” (31 أكبوير 2021م) بينت من خلال نتائجه أن العنف المدرسي بأشكاله الثلاثة (العنف المباشر والتمييز والتسلط عبر الإنترنت) كان له أثر سلبي على الأداء الأكاديمي. وحسب قولها فقد كانت الكفاءة الذاتية للطلاب والتوقعات التعليمية والرضا عن العلاقات الشخصية مع معلميهم مهمة في تقليل التأثير السلبي للتعرض للعنف. كما أن الأدوار النسبية لسياق المدرسة وعوامل الطالب الفردية تعتبر ذات أهمية خاصة للمعلمين في قياس الأداء الأكاديمي. وحسب رأي الباحثة، فإنه لا يُعرف سوى القليل عن تأثير العنف المدرسي على الأداء الأكاديمي للطالب ورفاهيته. ومن جهة أخرى فقد أكدت نتائج دراسة علمية أخرى قام بها كل من الباحث دانيال ك كورير (Daniel K. Korir) وفليكس كيبكوكومبوا (Felix Kipkemboi) قسم علم النفس التربوي بجامعة موا (Moi University ) بمقاطعة فيهيجا بكينيا، تم نشرها بالمجلة الدولية للعلوم الإنسانية والاجتماعية (مجلد 4، عدد 5 (1) سنة 2014م، أكدت الدراسة وأظهرت أن البيئة المدرسية وتأثير الأقران لهما تأثير بالغ على الأداء الأكاديمي للطلاب. وتُعتبر نتائج هذه الدراسة في حقيقة الأمر مفيدة للمعلمين ومديري المدارس والآباء والأمهات للحصول على مزيد من التبصر في العوامل النفسية والاجتماعية التي تؤثر على الأداء الأكاديمي للتلاميذ والطلاب. كما خلصت الدراسة أيضاً إلى أن النجاح الأكاديمي للتلميذ أو الطالب مرتبط بشكل كبير بنوع المدرسة التي يلتحق بها. وتشمل العوامل المؤثرة للمدرسة كلًا من هيكلها وشكلها الهندسي، ومنظرها الخارجي ومدخلها وفضاءها ومرافقها وحجراتها الدراسية وساحتها وملاعبها وقاعاتها الرياضية وحالة التدفئة أو التكييف وكذا أغراس ونباتات الحديقة والممرات والمناخ المدرسي العام داخل وخارج المدرسة.

وتعتبر ظاهرة العنف المدرسي بشقيه: العنف اللفظي والعنف الجسدي بين الطلاب والمعلمين أيضاً، بالإضافة إلى ظاهرة الهدر المدرسي وكذلك التحرش بشقيه (أي من كلا الطرفين: أساتذة وطلاب وطالبات) أيضاً وقضية المناهج عوائق خطيرة تقف في وجه مشروع إصلاح منظومة التعليم العمومي في مراحله المتقدمة، أي الإعدادي والثانوي والجامعي وبشكل فعال، أما التعليم الابتدائي والتعليم الأساسي فلازالا يعيشان تعثرا مستمرا رغم تغيير المسئولين والوزراء بين الفينة والأخرى. وإذا ما لم يتصدى المجتمع والمسئولين عن هذا القطاع إلى تلك الظواهر والمشاكل المتراكمة بكل مسئولية وصرامة وحزم، فإن نتائج التربية والتعليم في تلك المراحل ستكون لها انعكاسات سلبية على التعليم في كل تلك المراحل وبالخصوص في المرحلة الجامعية، بل قد تكون لها انعكاسات سلبية على المجتمع ككل.

أما فيما يخص قضية المناهج فلا زال الكثير يحن إلى مناهج مقتضبة تفي بالغرض وتتماشى مع متطلبات سوق الشغل مع اكتساب المعرفة اللازمة والمتطورة. ويرى أحد الباحثين على موقع القيادة الإدارية، تطوير المناهج، التعليم المتطور، رؤى المعلم (Admin Leadership, Curriculum Development, Evolving Education, Teacher Insights) بأن هنالك سبعة أسباب تجعل المناهج أكثر أهمية مما تعتقد وهي كالتالي:

1. تخلق المناهج وتعكس الثقافة والهوية.

2. إنها تواكب العالم المتغير.

3. تجعل المناهج القوية التعلم (والتدريس) متسقًا.

4. تفتح المناهج القوية أبواب التعاون.

5. توفر المناهج القوية المال للمدارس.

6. تساعد المناهج القوية المعلمين على التوافق.

7. توفر المناهج القوية أهدافا قابلة للقياس.

ويمكن أن نستخلص من كل ما ذكر بأننا عندما نتحدث عن المناهج القوية، فإن العبرة في الكيف وليست في الكم. وبعبارة أخرى، فإن معاناة الصغار اليوم من كثرة الكتب والدفاتر والمقررات التي لا يسمح الوقت بإتمامها في معظم الأحيان قد أصبح أمرا مؤرقاً، وأن ذلك لم يعد يطاق، أضف إلى ذلك الأسعار الملتهبة والتي هي في تصاعد شبه دائم.

العنف المدرسي والهدر المدرسي: هل ثمة أي علاقة؟:

مما لا شك فيه أن العنف المدرسي هو نتيجة لتراكمات اجتماعية ونفسية وليدة مجتمع قد تفشت فيه اختلالات جوهرية فيما يخص السلوك السوي ومكارم الأخلاق وبات الكلام النابي والشتم علانية يمر على مرأى ومسمع الجميع وكأنه أمر عادي. والمتتبع للشؤون التربوية والتعليمية منذ أوائل الاستقلال، قد يلاحظ هذا التراجع أو التقهقر فيما يتعلق بالأخلاق، إذ لم تعهد الأجيال السابقة تدني في الأخلاق والسلوك بهذا المستوى. فهل كان أحد ما يجرأ على تعنيف أستاذه فيما مضى؟ بل هل كان يقدر على تعنيف حتى أحد زملائه بهذا الشكل الوحشي الذي نشهده اليوم؟ قد تكون هناك مناوشات محدودة هنا وهناك بين الأقران أو أبناء الحومة أو الدرب، لكنها لم تكن تصل إلى تلك الدرجة من العنف والقساوة أو البشاعة كما نراه اليوم. وتفيد دراسات متعددة ومختلفة بأن هنالك عدد من حالات مغادرة الدراسة كان السبب المباشر فيها أحياناً هو العنف، فقد يغادر المدرسة من قام بالتعنيف أو من وقع عليه ذلك. ويبقى الخوف والتخوف هما السائدان في مثل تلك الحالات. ورغم معالجة بعض الحالات بتدخل من الوالدين أو المؤسسة، فهنالك إمكانية استمرار التبعات والآثار النفسية المترتبة عن ذلك، بل هناك من أضطر إلى مغادرة المدرسة وظلت تلك الآثار السلبية ترافقه طوال حياته بحيث لربما كانت هي السبب المباشر في انقطاعه عن الدراسة وعدم حصوله على وظيفة لائقة ومناسبة، ناهيك عن ضعف في المستوى المعرفي. قد تبدو هذه المقاربة غريبة شيئاً ما، لكنها حقيقة لا بد من الإشارة إليها، إذ نرى اليوم عدداً كبيراً من الأسر غير راضية عن مخرجات هذه المنظومة، بل قد تصل بها إلى درجة السخط خاصة لما ترى تلك الأعداد المهولة من أبناء وبنات المجتمع تغادر عالم التمدرس في سن مبكرة، إذ تشير الدراسات إلى أن 13% فقط من أولئك الذين حصلوا على شهادة البكالوريا يصلون إلى مرحلة إنهاء التعليم الجامعي. رقم مخيف حقاًّ مقارنة مع الأموال الطائلة التي تُصرف على هذا القطاع. وعلينا أن نستوعب حقيقة لا بد من ذكرها وهي أن المدرسة تعتبر البيئة المؤسسية التي تُحدد من خلالها معالم تجربة التعلم لدى الطالب، ولذلك فهي تواجه المزيد من المساءلة العامة حول الأداء الأكاديمي للطالب، إذ يُفترض أن تحافظ على مستوى انجاز عالي لجميع الطلاب كي تضمن سمعتها وبقائها وكذلك رضا المجتمع. وقد أجريت بحوث كثيرة حول العوامل المؤثرة في أداء التلميذ أو الطالب بما في ذلك مهارات التدريس والمناخ والفضاء المدرسي، والحالة الاجتماعية والاقتصادية لأسرة المتعلم، مثل ما ورد في أعمال هوي، كوتكامب، و رافيرتي،(2003). وقد أكد الباحثان أنه اعتمادا على تلك العوامل، يمكن للمدارس أن تفتح أبوابها أو تغلقها أمام الجمهور، لأن هذا الأخير لا يقتنع إلا بالأداء الأكاديمي الجيد. أما باري،(2005)، وكذلك كروسنو،(2004)، وآخرون، فيرون أن القطاع المدرسي (العام أو الخاص) يعتمد على مقومات أو مكونات المدرسة من حيث الإعتمادات المادية. وهكذا نرى مثلا أن المدارس الخاصة تميل إلى الحصول على تمويل أفضل رغم أن لديها في بعض الأحيان أحجاما أصغر من المدارس الحكومية مما قد يجعلها متميزة، وتنجح في جلب المزيد من الزبناء. كما أن التمويل الإضافي للمدارس الخاصة يؤدي إلى تحسين الأداء الأكاديمي لديها وزيادة فرص الحصول على الموارد مثل الحواسيب التي يرى إيمون،(2005) بأنها قد أثبتت أنها تعزز بالفعل التحصيل الأكاديمي، إلى جانب المعلم والخبرة اللذان يُعتبران مؤشرين آخرين على الأداء الأكاديمي الناجع للطلاب. فعلى سبيل المثال، هنالك دراسات أثبتت أن الطلاب الذين يلجون المدارس التي تتوفر على أعلى عدد من المعلمين الذين لديهم مؤهلات كاملة وعالية، يميلون إلى أداء أفضل والعكس بالعكس (بالي، وألفيرز،2003). ووفقاً لكروسنو وآخرون (2004)، فإن الفضاء المدرسي يرتبط ارتباطا وثيقا بالعلاقات الشخصية بين الطلاب والمعلمين، ونحن نقول أيضاً أن بناء تلك العلاقة الطيبة من شأنه أن يحد من ظاهرة العنف في المدارس، والتي تعتبر ظاهرة دخيلة على كل المجتمعات وبدون استثناء. فالفضاء أو المناخ العام المدرسي هو في حقيقة الأمر الجو العام للمدرسة، وهو مؤشر السعادة أو الإحباط لدى رواد المدرسة وذويهم. وهكذا إذا فإن بناء الثقة بين التلاميذ أو الطلاب والمعلمين هو اللبنة الأولى للعملية التعليمية ومؤشر نتعرف من خلاله -وبكل سهولة- عما إذا كانت المدرسة تشجع العمل الجماعي بداخلها وتخطو نحو بناء الثقة بين المعلمين والتلاميذ والمجتمع أيضاً.

 المحيط الخارجي السيئ أحد أسباب تفشي ظاهرة العنف المدرسي والتحرش:

المدرسة ليست بمعزل عن باقي مكونات المجتمع، بل هي جزء لا يتجزأ من ذلك الفسيفساء الذي يميز شوارع أحيائنا عن غيرها. فبناية المدرسة لها مكانتها داخل نفوس أهل الحي وهي معلمة ومرجعية للمجتمع تهوي إليها أفئدة أبنائنا منذ نعومة أظافرهم وتربطها بآبائهم وأمهاتهم وأولياء أمورهم روابط وطيدة لأنها هي التي ترسم معالم توجهاتهم وتحدد مساراتهم المستقبلية. والمحيط الخارجي للمدرسة لا يضم فقط الشكل الهندسي الخارجي لها، ولا البوابة الكبيرة ذات السلاسل الضخمة والأقفال النحاسية الكبيرة والمخيفة، بل هو ذلك المحيط الذي يضم النباتات والأغراس والرصيف والشارع والفضاء الواسع أمام المدرسة وعلم بلادنا، والرسوم الجميلة على سور المدرسة، ويضم العنصر البشري (من المجتمع المدني) المتواجد أمام وعلى حافة أسوار المدرسة وقارعة الطريق أيضاً.

خلاصة:

يمكننا القول بأن المجتمع المغربي ككل، بما في ذلك الشق المدني والعسكري أو السلطات المحلية بزيها الرسمي تساهم في تشكيل المحيط الخارجي للمدرسة، كما أن جميع السلطات المحلية بما في ذلك الإدارة العمومية والسياسيون والمنتخبون ورجال ونساء الأمن الوطني والقوات المساعدة والدرك الملكي والوقاية المدنية وجمعيات المجتمع المدني هي جزء من ذلك المحيط، فإن هي تدخلت وساهمت بقوة (وبمقاربة تشاركية) في الحفاظ على سلامة ونظافة المحيط المدرسي من كل أنواع السلوك المشين والقضاء على ظاهرة بيع المخدرات والحبوب المهلوسة والسجائر وساعدت في محو كل مظاهر انتشار المخدرات والعنف والتحرش والجريمة والسرقة وكل أنواع الموبقات، وكذلك القضاء على ظاهرة التلفظ بالكلام الفاحش علانية والمشاحنة والسب والقدح وقلة الحياء، وإن هي تدخلت بجميع الوسائل والسبل المتاحة وبشكل علني، فلاشك أن ذلك من شأنه أن يبعث بالشعور بالارتياح والطمأنينة لدى كل شرائح المجتمع، ويرفع من جمالية ونقاء المحيط المدرسي. ومن جهة أخرى، يجب ألا ننسى الدور الإيجابي الذي كانت تقوم به الكتاتيب القرآنية في تهذيب نفوس الأطفال منذ الصغر، وكذلك دورها الفعال في صقل شخصية المتعلم منذ الصغر وحثه على الأخلاق الحميدة وتدريبه على السلوك السوي منذ نعومة أظفاره، ناهيك عن تنشئته في رحاب جو روحاني وتدريبه على الطهارة والصلاة منذ الصغر، وصقل مهاراته اللغوية من خلال تحفيظ القرآن الكريم. وقد أكدت دراسات كثيرة أن من تربى في كنف دور تحفيظ القرآن الكريم قد لا يجد صعوبة في التعامل مع العلوم الأخرى أو اللغات الأجنبية نظراً لضبطه مخارج الحروف العربية الصحيحة في سن مبكر. ومما لا شك فيه أيضاً أن من تربى في الكتاتيب القرآنية قبل سن التمدرس القانوني، غالباً ما يكون مواطناً صالحاً متشبثا بمبادئ دينه وهويته وتراثه الثقافي واللغوي والاجتماعي، كونه قد تعود على مكارم الأخلاق والسلوك السوي ونبذ كل أشكال العنف والفوضى منذ الصغر.

والله ولي التوفيق،،،

باحث في مجال التربية والتعليم والثقافة

 

Categories
أخبار 24 ساعة أعمدة الرآي الواجهة ثقافة و أراء

من رحم “المنطقة السوداء” إلى بريق الإبداع: شهادة حية على نور الثقافة والفن

✍ حسيك يوسف – أحد أبناء المنطقة، وصنيعة دار الشباب مولاي رشيد

في قلب الدار البيضاء، هناك أحياء لطالما حُمّلت بأوصاف قاسية، مناطق وُصفت بالسواد، بالفقر، بالتهميش، لكنها في الحقيقة لم تكن سوى مهدٍ لمواهب حقيقية، لنقاء فكري، لروح أدبية تشع من بين الجدران، وتجد لها منفذًا نحو النور.

المسيرة 2، مولاي رشيد 04 “حمارة”، تلك “المنطقة السوداء” كما أُطلق عليها، لم تكن يومًا مظلمة لمن عرف عمقها الحقيقي. ففي ظل ما قد يراه البعض ظلامًا، وُجدت مؤسسات صنعت جيلاً واعيًا، مثقفًا، قادرًا على الإبداع والتميز. كانت دار الشباب مولاي رشيد نموذجًا حيًا لهذا التحول، حيث لم تكن مجرد فضاء للترفيه، بل مدرسة حقيقية للتكوين الفكري، منصة للالتقاء بالأدب والفن والصحافة والسينما، وفضاء لصناعة الوعي والقدرة على النقد والتحليل.

كيف يمكن لحي شعبي أن يُنجب أجيالًا من المثقفين؟ الجواب كان في الأيدي التي امتدت، في العقول التي آمنت بأن لكل طفل وشاب في هذه المنطقة نصيبًا من النور. هؤلاء الأساتذة والمثقفون، الأدباء والدكاترة، لم يكونوا مجرد مؤطرين، بل كانوا بُناة، غرسوا فينا قيمة الإنصات والتفكير، علمونا أن الاحترام هو أساس كل علاقة إنسانية، وأن الثقافة ليست ترفًا، بل هي حياة يجب أن تُعاش بكل تفاصيلها.

في حلقات النقاش، في قراءة الأفلام وتحليلها، في الكتابة الصحفية والنقدية، في الورشات المسرحية والفنية، تعلمنا كيف نحول أي واقع إلى فرصة، كيف نحفر في الصخر لنخلق لأنفسنا هويات أدبية وفكرية مميزة. من هنا، خرجت أقلام، تشكلت رؤى، وصُنعت أحلام تحققت على أرض الواقع، وسط مجتمعات كانت تجهل أن هذا الحي الشعبي، الذي بدا معزولًا عن الضوء، كان في الحقيقة مصنعًا لمبدعين حملوا اسم منطقتهم بفخر، لا كوصمة، بل كوسام على صدورهم.

اليوم، وأنا أرى هذا الحي بعين أخرى، لا أراه كما أراده الآخرون أن يكون، بل كما هو فعلاً: حيٌ مليء بالبياض الناصع، بالثقافة العميقة، بالإبداع الذي لا ينضب.

حيٌ لم يكن يومًا مظلمًا، بل كان دائمًا مشعًا بأرواح أولئك الذين آمنوا بأن النور يُصنع، حتى في أكثر الأماكن التي تبدو معتمة.

Categories
متفرقات

حفل التميز لتكريم التلاميذ بدار الأطفال الوطية

عابدين الرزكي

نظمت مؤسسة الرعاية الاجتماعية في دار الأطفال الوطية حفل التميز لتكريم التلاميذ المتفوقين والأساتذة الذين قدموا دعمًا متميزًا في المواد الأساسية، وذلك في إطار تعزيز التحفيز والتميز في العملية التعليمية. جاء هذا الحدث ثمرة جهود مشتركة بين جمعية الوطية للتنمية الاجتماعية والكونفيدرالية الديمقراطية للشغل – قطاع التعليم بالوطية، بدعم فعّال من أعضاء المجلس البلدي الوطية.

انطلق الحفل يوم الجمعة الموافق 28 فبراير 2025 في الساعة السادسة مساءً، بحضور ممثلين عن المجلس البلدي، أعوان السلطة المحلية، جمعيات وفعاليات المجتمع المدني، مدراء المؤسسات التعليمية، المسؤولين التربويين، وأولياء أمور المستفيدين. وتضمن الحفل كلمة لرئيس الجمعية، السيد “ماء العينين لمزوكي”، أكد فيها على أهمية التحفيز والتميز كركيزة أساسية لبناء مستقبل واعد. كما ألقى الكاتب المحلي للكونفيدرالية الديمقراطية للشغل – فرع الوطية، السيد رشيد الأملد، كلمة استعرض خلالها التجارب الناجحة في دعم المتعلمين وتحسين البيئة التربوية، من خلال تقديم دروس الدعم والمواكبة التربوية والأنشطة التنشيطية داخل المؤسسة.

شكّل الحفل منصة مثالية لتبادل الخبرات والرؤى بين مختلف الفاعلين في القطاع التعليمي، مما عزز روح التعاون والتكامل بين الشركاء، وساهم في وضع أسس متينة لضمان استمرارية التميز والتحفيز للأجيال القادمة، بما يخدم مستقبلًا تعليميًا مشرقًا.

في الختام، تم تقديم الشكر لجميع الحاضرين على مشاركتهم الفاعلة في الحفل، مع التقدير الخاص للكونفيدرالية الديمقراطية للشغل – قطاع التعليم بالوطية، على مبادرتها التطوعية التي قدمها الأساتذة الكرام في مجال الدعم التربوي للأطفال. كما تمت الإشادة بدور المجلس الجماعي كداعم رئيسي للمؤسسة في تحقيق أهدافها التربوية والاجتماعية.

Categories
متفرقات

● المغرب وصيف بطل كأس العالم للتايكواندو للفرق مختلط بدولة كوريا الجنوبية?●

مع الحدث كوريا الجنوبية

حقق المنتخب الوطني المغربي نتيجة جد إيجابية بحصوله على الرتبة الثانية في منافسات كأس العالم للفرق مختلط ذكور وإناث و التي نظمت بمدينة كويانغ الكورية أيام 14-15-16 نونبر 2023 حسب نظام الفرق إناث،ذكور حيث كانت المنافسة قوية بين مجموعة من الدول العتيدة في مجال التايكواندو
وقد تمكنت النخبة الوطنية من احتلال الرتبة الثانية بعد تفوقها على المكسيك في في دور ربع النهائي بجولتين لصفر و تفوقت في الدور النصف النهائي على ساحل العاج بجولتين لصفر فيما إنهزمت العناصر الوطنية في لقاء النهاية ضد البرازيل بجولتين لصفر،هي منافسة عالمية قوية عرفت مشاركة ألمع نجوم الدول التي حضرت لهذه البطولة و أقوى الدول في هذا الإختصاص منها كوريا الجنوبية،إيران،الصين، المكسيك، البرازيل…..

للإشارة المنتخب الوطني المغربي للتايكوندو المشارك في الدورة كان يتكون إناثا من : صفية صالح ، أميمة بوماح ومريم خولال و ذكورا من خالد الداودي، سفيان العصبي و عبد الحميد عبدوني تحت إشراف المدربين بدر سماعيلي و فوزي الراشدي و زيادة عن كأس الرتبة الثانية فاز الفريق المغربي بمنحة عشر آلاف دولار.

Categories
متفرقات

حفل تتويج الفائزات والفائزين بالنسخة الخامسة لجائزة أستاذ(ة) السنة برسم سنة 2023 تثمين، تحفيز، و تكريم !

مع الحدث عبد الحق عبد النجيم

ترأس السيد حسين قضاض، المفتش العام للشؤون الإدارية بالوزارة، نيابة عن السيد شكيب بنموسى، وزير التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، بمتحف محمد السادس لحضارة الماء بالمغرب، بمدينة مراكش، حفل تتويج الفائزات والفائزين بالنسخة الخامسة لجائزة أستاذ(ة) السنة، برسم سنة 2023.
وقد افتتح هذا الحفل بزيارة معرض “لنرسم الحوز!” الذي يضم لوحات فنية للتلميذات والتلاميذ المنحدرين من المناطق المتضررة من زلزال الحوز، والذين تم استقبالهم في المؤسسات التعليمية بمدينة مراكش لمواصلة دراستهم بعد الزلزال الذي ضرب المنطقة، حيث تمت مواكبتهم في مسارهم الإبداعي من قبل فنانين تشكيليين مراكشيين مشهورين.
وتنظم جائزة أستاذ(ة) السنة من طرف وزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، بشراكة مع مؤسسة الزهيد وبتنسيق مع جمعية أصدقاء المدرسة العمومية بهدف تكريم الأطر التربوية المشاركة وتثمين الممارسات البيداغوجية المبدعة ذات الأثر الإيجابي على التعلمات في إطار مشروع القسم. وتتنافس ثلاث فئات من أساتذة السلك الابتدائي في هذه المسابقة:
• التعليم الابتدائي العمومي؛
• التربية الدامجة؛
• معاهد الترقية الاجتماعية والتعليمية (IPSE).
وتوج بجائزة أستاذ(ة) السنة برسم سنة 2023، في نسختها الخامسة:
عن فئة “التعليم الابتدائي العمومي”:
• الجائزة الأولى: السيد عادل الزدكي، عن الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين لجهة طنجة تطوان الحسيمة؛
• الجائزة الثانية: السيد محمد ثابت، عن الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين لجهة سوس ماسة؛
• الجائزة الثالثة: السيد الصديق بن فقير، الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين لجهة العيون الساقية الحمراء.
عن فئة “معاهد الترقية الاجتماعية والتعليمية (IPSE)”:
• الجائزة الأولى: السيدة مريم كريم، عن الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين لجهة مراكش آسفي؛
• الجائزة الثانية: السيد عمر كيلاني، عن الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين لجهة بني ملال خنيفرة؛
• الجائزة الثالثة: السيد سعيد لشكر، عن الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين لجهة بني ملال خنيفرة.
عن فئة “التربية الدامجة”:
• الجائزة الأولى: السيدة كوثر سامي، عن الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين لجهة طنجة تطوان الحسيمة؛
• الجائزة الثانية: السيدة فاطمة تاعلي، عن الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين لجهة درعة تافيلالت؛
• الجائزة الثالثة: السيدة كوثر هابيل عن الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين لجهة درعة تافيلالت.
وتجدر الإشارة أنه تم تخصيص جوائز تشجيعية منذ النسخة الرابعة لجائزة أستاذ السنة، لفائدة المبادرات المتميزة على المستوى الجهوي في فئة التعليم الابتدائي العمومي، وتم تسليمها هذا العام ل 18 من الفائزات والفائزين موزعين على الأكاديميات المعنية، والذين يمكنهم تقديم طلب ترشيحهم للنسخة التالية لمحاولة الفوز بالمراكز الأولى على المستوى الوطني.
وقد أصبح حفل جائزة أستاذ السنة حدثا سنويا لا يمكن تفويته ومنتظرا كل سنة من قبل المجتمع التربوي. ويعتبر فرصة سانحة للاحتفال بمهمة نبيلة، يقوم بها نساء ورجال، يتميزون بروح المواطنة والالتزام، يؤمنون بقوة التربية والتعليم في بناء أفضل الأشخاص في عالم مليء بالتحديات، ويعد كذلك تجسيدا نموذجيا للتعاون بين الوزارة والمجتمع المدني، وأمرا أساسيا لخدمة هذه القضية الوطنية ألا وهي التعليم.

Categories
متفرقات

يوم دراسي حول موضوع التعبئة المجتمعية مدخل أساسي للارتقاء بالتربية الدامجة من تنظيم الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين لجهة بني ملال-خنيفرة

مع الحدث: توهامي

نظمت الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين لجهة بني ملال-خنيفرة يوما دراسيا حول موضوع “التعبئة المجتمعية مدخل أساسي للارتقاء بالتربية الدامجة”، يوم الثلاثاء 14 نونبر 2023.
افتتح أشغال هذا اليوم الدراسي السيد مصطفى السليفاني، مدير الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين لجهة بني ملال-خنيفرة، بكلمة تأطيرية أكد فيها على الأهمية البالغة للتربية الدامجة باعتبارها إحدى الرافعات الأساسية للرقي بمنظومة التربية والتكوين، والارتقاء بالفرد والمجتمع، من خلال ترسيخ تعليم دامج وشامل، يتأسس على مبادئ الإنصاف والمساواة، وتكافؤ الفرص، والعدالة الاجتماعية، يمكن كافة الأطفال والتلاميذ ذوي الإعاقة من الالتحاق بمؤسسات التربية والتعليم منذ مرحلة التعليم الأولي، مع توفير ظروف وشروط النجاح اللازمة من خلال تأهيل وتوسيع بنيات الاستقبال، وتكييف التعلمات، وطرائق وتقنيات العمل، والمراقبة المستمرة والامتحانات الإشهادية، وقدراتهم وخصوصيات كل صنف من أصناف الإعاقة. وركز على أهمية التقائية السياسات العمومية، وتجويد الحكامة وآليات التنسيق والعمل المشترك بين مختلف القطاعات الحكومية المعنية، والشركاء، ونسيج المجتمع المدني في إطار من التكامل الهادف إلى توحيد المقاربات، وتقديم خدمات ذات جودة سواء كانت تربويةـ، أو اجتماعية، أو صحية… كما أبرز أهمية التعبئة المجتمعية من أجل مواصلة تغيير التمثلات والأحكام المسبقة المتعلقة بمجال الإعاقة. ليختتم كلمته بضرورة العمل على مناقشة كافة المواضيع المرتبطة بمجال تمدرس الأطفال والتلاميذ في وضعية إعاقة بشفافية مطلقة وتجرد تفضي إلى تشخيص واقعي، وتقديم مقترحات وتوصيات لترصيد ما تم تحقيقه وتجاوز النواقص المسجلة

في الجلسة الافتتاحية لهذا اليوم الدراسي، قدمت السيدة فرح الدريبكي، رئيسة قسم التربية الدامجة بمديرية المناهج، عرضا تحت عنوان “تمدرس التلميذات والتلاميذ في وضعية إعاقة: مكتسبات وآفاق”، تطرقت خلاله إلى الأطر المرجعية المؤطرة لتمدرس الأطفال والتلاميذ في وضعية إعاقة، انطلاقا من المرجعيات الحقوقية الكونية، والمرجعيات الوطنية، والمرجعيات التربوية، والتطور الحاصل في مقاربة هذا المجال، حيث تم تبني مقاربة تربوية حقوقية دامجة لهؤلاء الأطفال والتلاميذ في المؤسسات التعليمية، وهو ما تجلى في مقتضيات القانون الإطار 51.17 المتعلق بمنظومة التربية والتكوين والبحث العلمي، والتزامات خارطة الطريق 2026- 2022، وخصوصا الالتزام الثالث المتعلق بالتتبع والمواكبة الفردية للتلميذات والتلاميذ لتجاوز صعوبات التعلم، والبرنامج 13 للإطار الإجرائي الهادف إلى تقوية شبكة المؤسسات الدامجة، والنتائج الرئيسية المنتظرة من خلال تنزيله. كما تطرقت إلى مبررات اختيار التربية الدامجة؛ ومرتكزات هندسة التعلمات وفق منطق الدمج؛ وخدمات التصحيح والتقويم والتطوير؛ وملاءمة المنظومة التربوية مع متطلبات التربية الدامجة؛ وتطوير وملاءمة النموذج البيداغوجي لمتطلبات وخصوصيات الأطفال في وضعية إعاقة؛ وتهيئة بنيات الاستقبال المدرسية لتتلاءم مع خصوصيات هؤلاء المتعلمين؛ وملاءمة التدبير الميزانياتي لأخذ مكون الإعاقة بعين الاعتبار؛ وملاءمة الإطار القانوني والتنظيمي كأساس لبلورة رؤية موحدة؛ وتعزيز التعبئة المجتمعية عبر التواصل والتحسيس لصالح تمدرس هذه الفئة من الأطفال والتلاميذ؛ وتقوية قدرات الأطر الإدارية والتربوية في هذا المجال؛ ودمج مكون الإعاقة والتربية الدامجة في منظومة مسار.
وقدم السيد رشيد العلالي، المنسق الجهوي للتعاون الوطني لجهة بني ملال-خنيفرة، عرضا مفصلا حول “صندوق دعم الحماية الاجتماعية والتماسك الاجتماعي، برنامج تحسين ظروف تمدرس الأطفال في وضعية إعاقة”، تطرق خلاله إلى الإطار المرجعي، والتعريف بالفئة المستهدفة، ومجالات دعم الصندوق وعلى الخصوص الخدمات التربوية، والتأهيلية، والعلاجية… وسلة الخدمات القابلة للدعم: التربية الخاصة، والعلاجات شبه الطبية، وخدمات النقل المدرسي، والتكوين المهني، والدعم النفسي، وخدمة المطعمة …، ومسطرة تقديم الدعم، والشروط والمعايير المعتمدة في الانتقاء والمصادقة على طلبات الدعم للجمعيات العاملة في المجال، والتتبع والتقييم. كما عرض حصيلة برنامج دعم التمدرس 2030-2015 بجهة بني ملال-خنيفرة، وعدد المستفيدين من برنامج رفيق برسم سنة 2023، وعدد الحاصلين على شهادات الإعاقة منذ إعطاء الانطلاقة للمنصة الرقمية khadamaty.social.com.
واستعرض السيد ممثل المندوبية الإقليمية للصحة والحماية الاجتماعية في كلمته المجهودات المبذولة في إطار تفعيل الشراكات المبرمة بين قطاعي التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة وقطاع الصحة والحماية الاجتماعية في مجال الصحة المدرسية. واعتبر أن مرحلة الرصد والكشف المبكرين للتلاميذ في وضعية إعاقة يعتبر أهم مرحلة لتلبية حاجياتهم، وتكييف الخدمات الصحية والتربوية المقدمة لهم.
وشهدت الجلسة الثانية من هذا اللقاء الدراسي تقديم أربع مداخلات: مداخلة الدكتور حوسى أزارو، أستاذ باحث في علم الاجتماع بجامعة السلطان مولاي سليمان، تحت عنوان “الإعاقة وقضايا التربية الاجتماعية الدامجة نحو مأسسة ثقافة الاعتراف”، ومداخلة الأستاذ عبد الفتاح احميداني، باحث في سلك الدكتوراه، تحت عنوان “التمثلات والاتجاهات الاجتماعية نحو التلميذ في وضعية إعاقة-من الاقصاء إلى الدمج-مقاربة نفسية اجتماعية”، ومداخلة الدكتور جمال عزمي، مفتش تربوي للتعليم الثانوي بالمديرية الإقليمية ببني ملال، تحت عنوان «اضطرابات التعلم الخاصة: التعريف، التشخيص وتحدي التعامل معها”، ومداخلة السيد عثمان بوتشيش، أخصائي نفسي حركي بالمستشفى الإقليمي ببني ملال، تحت عنوان “التكييفات الممكنة للمشاكل السلوكية والاضطرابات النفسية الحركية في الوسط التعليمي”.
كما تميز هذا اللقاء بمناقشة مستفيضة، تبلورت على إثرها مجموعة من المقترحات والتوصيات لترصيد المكتسبات، وتطوير الأداء وتجويد الخدمات.
هذا، وحضر هذا اللقاء كل من السيدات والسادة فرح الدريبكي، رئيسة قسم التربية الدامجة بمديرية المناهج، رشيد العلالي، المنسق الجهوي للتعاون الوطني لجهة بني ملال-خنيفرة، والمديرين الإقليميين، وممثل المندوبية الإقليمية للصحة والحماية الاجتماعية، وممثل اللجنة الجهوية لحقوق الإنسان، وممثل قسم العمل الاجتماعي بعمالة إقليم بني ملال، وممثلة وكالة التنمية الاجتماعية، وممثل التكوين المهني، ورؤساء الأقسام والمصالح بالأكاديمية والمديريات الإقليمية المعنيين، والمفتشين المكلفين بتنسيق التفتيش الجهوي، وأعضاء اللجنة الجهوية للتربية الدامجة، والمفتشين التربويين، والأساتذة الباحثين والخبراء، ورئيسات ورؤساء مكاتب التربية الدامجة بالمديريات الإقليمية، وممثلات وممثلي مديرات ومديري المؤسسات الدامجة، وممثلات وممثلي الأطر التربوية، وممثلات ومثلي الجمعيات الشريكة في مجال التربية الدامجة.

Categories
متفرقات

مشروع إصلاح المدرسة العمومية من منظور علماء التربية

عبد الله بن أهنية

Public school reform project from the perspective of educational scientists

لقد أصبح جليا بأن مشروع اصلاح المدرسة العمومية تواجهه تحديات كبرى مثل السياسات التي تؤطر لمنظومة التربية والتعليم، والاكراهات البيداغوجية واشكالية تحديد وفهم العلاقة بين عناصر الثالوث الذي تمثل زواياه “المدرسة، والأسرة، والشارع”، وكذلك إشكالية العنف المدرسي والهدر المدرسي والمناهج.  تلك إذاَ عوائق متداخلة لا زالت تعيق مشروع اصلاح المدرسة العمومية التي هي إرث يعتز به كل المغاربة والتي تعتبر الحجر الأساس لكل نهضة تنموية واجتماعية وفكرية، وربما هي المعيار الحقيقي الذي يقاس به مدى تقدم الحضارات ونضجها وذلك من خلال مخرجاتها. فرقي المجتمعات وسموها يعتمد على مدى اهتمامها بتعليم أجيالها ومدى اعتنائها بمرافق تعليم أبنائها. ومما لا شك فيه أن اهمال هذا القطاع الحيوي وعدم الاعتناء به وبمتطلباته قد يكون أحد الأسباب المباشرة في تقهقر المجتمع وسببا في افشاء الجهل والتخلف بين أفراده. ومما لا شك فيه أيضاَ أن عدم الاهتمام بالمدرسة العمومية وبرجال ونساء التعليم والاحتفاء بإنجازاتهم، والاهتمام بالتلميذ أو الطالب وجعله في صلب مشروع الإصلاح، من شأنه أن يدفع بهذا الأخير إلى التخلف عن الركب بين الأمم. 

 

ضرورة التصدي لظاهرة العنف المدرسي:

إضافة إلى ذلك، فإن العنف المدرسي ما هو إلا ظاهرة غالباً ما تكون بالدرجة الأولى وليدة المجتمع المدرسي المتدهور والمتقهقر، وبالتالي قد تأدي إلى انقطاع البعض عن الدراسة والدخول في متاهات أخرى لا تقل حدة وخطورة. وفي هذا الصدد، فقد أوضحت الباحثة مونيكا برافو سانزانا من التشيلي في أحد مقالاتها تحث عنوان: ” التأثير السلبي للعنف المدرسي على الأداء الأكاديمي للطالب: تحليل متعدد المستويات” (31 أكبوير 2021م) بينت من خلال نتائجه أن العنف المدرسي بأشكاله الثلاثة (العنف المباشر والتمييز والتسلط عبر الإنترنت) كان له أثر سلبي على الأداء الأكاديمي. وحسب قولها فقد كانت الكفاءة الذاتية للطلاب والتوقعات التعليمية والرضا عن العلاقات الشخصية مع معلميهم مهمة في تقليل التأثير السلبي للتعرض للعنف. كما أن الأدوار النسبية لسياق المدرسة وعوامل الطالب الفردية تعتبر ذات أهمية خاصة للمعلمين في قياس الأداء الأكاديمي. وحسب رأي الباحثة، فإنه لا يُعرف سوى القليل عن تأثير العنف المدرسي على الأداء الأكاديمي للطالب ورفاهيته. ومن جهة أخرى فقد أكدت نتائج دراسة علمية أخرى قام بها كل من الباحث دانيال ك كورير (Daniel K. Korir) وفليكس كيبكوكومبوا (Felix Kipkemboi) قسم علم النفس التربوي بجامعة موا (Moi University ) بمقاطعة فيهيجا بكينيا، تم نشرها بالمجلة الدولية للعلوم الإنسانية والاجتماعية (مجلد 4، عدد 5 (1) سنة 2014م، أكدت الدراسة وأظهرت أن البيئة المدرسية وتأثير الأقران لهما تأثير بالغ على الأداء الأكاديمي للطلاب. وتُعتبر نتائج هذه الدراسة في حقيقة الأمر مفيدة للمعلمين ومديري المدارس والآباء والأمهات للحصول على مزيد من التبصر في العوامل النفسية والاجتماعية التي تؤثر على الأداء الأكاديمي للتلاميذ والطلاب. كما خلصت الدراسة أيضاً إلى أن النجاح الأكاديمي للتلميذ أو الطالب مرتبط بشكل كبير بنوع المدرسة التي يلجها. وتشمل العوامل المؤثرة للمدرسة كلًا من هيكلها وشكلها الهندسي، ومنظرها الخارجي ومدخلها وفضاءها ومرافقها وحجراتها الدراسية وساحتها وملاعبها وقاعاتها الرياضية وحالة التدفئة أو التكييف وكذا أغراس ونباتات الحديقة والممرات والمناخ المدرسي العام داخل وخارج المدرسة. 

وتعتبر ظاهرة العنف المدرسي بشقيه: العنف اللفظي والعنف الجسدي بين الطلاب وبين الطلاب والمعلمين أيضاً، بالإضافة إلى ظاهرة الهدر المدرسي وكذلك التحرش بشقيه (أي من كلا الطرفين: أساتذة وطلاب وطالبات) أيضاً وقضية المناهج عوائق خطيرة تقف في وجه مشروع إصلاح منظومة التعليم العمومي في مراحله المتقدمة، أي الإعدادي والثانوي والجامعي وبشكل فعال. أما المدرسة العمومية على وجه التحديد أو التعليم الابتدائي والتعليم الأساسي فلازالا يعيشان تعثرا مستمرا رغم تغيير المسئولين والوزراء بين الفينة والأخرى. وما نلاحظه مؤخرا من إضرابات متتالية ومطالبات بالتراجع عن بعض القرارات التي يراها البعض أنها لا تفيد الطبقة الشغيلة بهذا الميدان، ما هي إلا ردة فعل، وإذا ما لم يتصدى المجتمع والمسئولين عن هذا القطاع إلى تلك الظواهر والمشاكل المتراكمة بكل مسئولية وصرامة وحزم، فإن نتائج التربية والتعليم في تلك المراحل ستكون لها انعكاسات سلبية على التعليم في كل تلك المراحل وبالخصوص في المرحلة الجامعية لاحقاَ، بل قد تكون لها انعكاسات سلبية على المجتمع ككل.

 

البيئة المدرسية من منظور علماء التربية:

من احدى مساهمات جون ديوي (John Dewey) الرئيسية في مجال التربية والتعليم، تأكيده على أهمية بيئة التعلم. فقد أعرب عن اعتقاده بأن البيئة المادية والاجتماعية التي يتعلم فيها الطلاب يمكن أن تؤثر بشكل كبير على قدرتهم على التعلم ودوافعهم للقيام بذلك. ومن أجل خلق بيئة تعليمية داعمة وجذابة، أوصى ديوي بأن يتم تصميم الفصول الدراسية مع أخذ احتياجات الطلاب في الاعتبار، وأن يعمل المعلمون على بناء علاقات إيجابية مع طلابهم. ومن أجل تحقيق نتائج ملموسة، لابد من مراعاة جمالية المكان ومدى تلائمه مع رغبات المتعلم وميوله الطبيعي. وبعبارة أخرى، فإن البيئة النظيفة المتكاملة والخالية من كل الشوائب، من شأنها تفريخ عقول نابغة وأجسام يافعة لها رغبة جامحة في التعلم والتحصيل الفكري. وإذا كان الأمر ذلك، فيمكن الجزم أن المتعلم تربطه أواصر المحبة مع مؤسسته قد تستمر إلى ما بعد التخرج. 

أما ماريا مونتيسوري (Maria Montessori)، فقد اعتقدت بدورها، مثل ديوي، أن التعليم يجب أن يكون تجربة عملية وجذابة للطلاب. ومع ذلك، فقد اقتربت من هذا الهدف بطريقة مختلفة، مع التركيز على رغبة الطفل الفطرية في التعلم والتطور. وبهذا تعتقد مونتيسوري أن الأطفال فضوليون بطبيعتهم ومندفعون لاستكشاف بيئتهم، وأن هذا الدافع الفطري للتعلم يمكن تسخيره لمساعدة الطلاب على التغلب على صعوبات التعلم نفسها. ولذلك نلاحظ أنه من خلال نهجها التعليمي، قد أكدت مونتيسوري على أهمية السماح للطلاب بالاستكشاف والاكتشاف بأنفسهم، مع قيام المعلم بدور الميسر والدليل (Monitor). وأعربت أيضًا عن اعتقادها بأنه يجب منح الطلاب الحرية في العمل بالسرعة التي تناسبهم ومتابعة اهتماماتهم الخاصة، من أجل بناء ثقتهم بأنفسهم وزيادة دافعيتهم للتعلم في بيئة نظيفة ومرتبة وسليمة.

ويرى بعض المنظّرين التربويين المعاصرين أن وجهات النظر حول تقليل صعوبات التعلم لدى الطلاب متجذرة في نهج أكثر شمولية للتعليم مع مراعاة جودة البيئة التعليمية بكل جوانبها. ويعتقد بعظهم أن التعليم يجب أن يكون أكثر من مجرد اكتساب المعلومات والمهارات، ولكن يجب أن يهدف أيضًا إلى تطوير الشخص ككل، بما في ذلك قدراته العاطفية والاجتماعية والمعرفية. ويؤكدون على أهمية خلق بيئة تعليمية داعمة وشاملة تعترف وتقدر نقاط القوة والاحتياجات الفريدة لكل طالب.

ولتحقيق هذا الهدف، يوصي بعض هؤلاء المنظّرين بأن يستخدم المعلمون مجموعة متنوعة من أساليب التدريس التي تشرك الطلاب بطرق مختلفة وتسمح لهم باستكشاف اهتماماتهم وشغفهم. كما يؤكدون على أهمية إتاحة الفرص للطلبة للعمل بشكل تعاوني وتطوير مهاراتهم الاجتماعية والعاطفية، بالإضافة إلى قدراتهم المعرفية. كما يؤكد البعض على ضرورة الحفاظ على المظهر الجميل للمدرسة العمومية من الناحية المعمارية، وضرورة توفير كل المرافق (بما في ذلك المراحيض اللازمة)، والساحة المدرسية، والمرافق الرياضية، والمختبرات المدرسية، وأدوات الإسعاف الأولية. أما المظهر والفضاء الخارجي للمدرسة، فيجب أن يكون نظيفا وجميلا وسليما من كل أتواع العنف أو الموبقات الأخرى الضارة بصحة التلاميذ والمجتمع.

 

جودة المناهج سند المدرسة العمومية الحديثة:

أما فيما يخص قضية المناهج فلا زال الكثير يحن إلى مناهج مقتضبة تفي بالغرض وتتماشى مع متطلبات سوق الشغل مع اكتساب المعرفة اللازمة والمتطورة. ويرى أحد الباحثين على موقع القيادة الإدارية، تطوير المناهج، التعليم المتطور، رؤى المعلم (Admin LeadershipCurriculum DevelopmentEvolving EducationTeacher Insights) بأن هنالك سبعة أسباب تجعل المناهج أكثر أهمية مما نعتقد وهي كالتالي:

  1. المناهج القوية تعكس ثقافة وهوية المتعلم.
  2. إنها تواكب العالم المتغير.
  3. تجعل المناهج القوية التعلم (والتدريس) متسقًا.
  4. تفتح المناهج القوية أبواب التعاون في وجه المتعلمين.
  5. تقوم المناهج القوية بتوفير المدفوعات المالية (بحيث لا يتم استبدالها كل سنة).
  6. تساعد المناهج القوية المعلمين على التوافق فيما يخص طرق التدريس.
  7. توفر المناهج القوية أهدافا قابلة للقياس.

ويمكن أن نستخلص من كل ما ذكر بأننا عندما نتحدث عن المناهج القوية، فإن العبرة في الكيف وليست في الكم. وبعبارة أخرى، فإن معاناة الصغار اليوم من كثرة الكتب والدفاتر والمقررات التي لا يسمح الوقت بإتمامها في معظم الأحيان قد أصبح أمرا مؤرقاً، وأن ذلك لم يعد يطاق، أضف إلى ذلك الأسعار الملتهبة والتي هي في تصاعد شبه دائم. ومن الملاحظ أنه في المغرب، كما هو الحال في العديد من البلدان الأخرى، تواجه المدارس العمومية تحديا كبيرا أمام التطور المضطرد الذي يشهده عالم التكنولوجيا، مما قد يهدد مستقبل العديد إذا ما تأخروا عن سير الركب.  ولذلك فإن الإبقاء على مناهج دراسية قديمة أو غير كافية، سيشكل عائقاَ أمام تنمية البلد من جميع المناحي وفي جميع المجالات. وتسلط مثل هذه الحالات الضوء على الكيفية التي يمكن أن يساهم بها المنهج السيئ في ارتفاع معدلات التسرب من المدارس، مما يجعل من الضروري على السلطات إصلاح نظام التربية والتعليم لتأمين مستقبل أكثر إشراقا لشبابها.

 لابد من العودة إلى مسألة المناهج الدراسية الحالية في المدارس العمومية المغربية وضرورة تقييمها والتأكد من أنها تتماشى مع المشهد العالمي المتغير. يمكن أن يؤدي هذا النقص في الملاءمة إلى نقص الاهتمام بين الطلاب، مما يجعلهم غير مندمجين وأكثر عرضة للتسرب. وكما ورد في العديد من البحوث، فإن التلميذ اليوم أصبح يعيش في عالم سريع الخطى، وتبعاَ لذلك، فقد أصبح هذا الأخير يحتاج إلى التعليم الذي يزوده بالمعرفة والمهارات الحديثة لتحقيق النجاح في سوق العمل التنافسي. وما نخشاه هو أن يظل المنهج الحالي قابعاَ في مكانه، وألا يشهد سوى تغيير طفيف على مر السنين، وألا يتمكن من إعداد الطلاب لمتطلبات القوى العاملة الحديثة.

 

علاوة على ذلك، غالبا ما تفتقر المناهج الدراسية في البلدان التي تسعى إلى النمو إلى التنوع والشمولية، مما قد يؤدي إلى تنفير مجموعات معينة من الطلاب. ويمكن أن يساهم ذلك في ارتفاع معدلات التسرب أو الهدر المدرسي بين المجتمعات المهمشة، مثل الفتيات والطلاب من المناطق الريفية. ولذلك ينبغي للمناهج المجددة أن تكون حديثة وشاملة وجذابة، وتعكس الخلفيات الثقافية والعرقية واللغوية المتنوعة للطلاب المغاربة، وبالتالي خلق بيئة يشعر فيها جميع الطلاب بالتقدير والتمكين من التعلم وكسب المعرفة. أما الجانب الآخر الحاسم هو التخوف من غياب المهارات العملية والمهنية والحياتية في المناهج الدراسية (لا قدر الله)، وبذلك تكون هنالك فجوة ما بين المنهج الدراسي وما يتطلبه سوق الشغل أو العمل، بحيث يجب أن يدمج تجديد المناهج الدراسية الموضوعات والمهارات التي يمكنها إعداد الطلاب للعالم الحقيقي والصعوبات التي قد ستنتظرهم في الحياة العملية. ولذلك، يجب أن تكون المدرسة العمومية هي الأرضية أو القاعدة التي يتم من خلالها إعداد الأجيال للمراحل الدراسة المتقدمة. وإذا تمكن جل التلاميذ من تحقيق ذلك المبتغة، قيمكم إعدادهم وتدريبهم لاحقاَ وذلك من خلال تقديم دورات عملية في مجالات مثل ريادة الأعمال، ومهارات الاتصال، ومحو الأمية المالية، والتفكير النقدي، إذ سيكون لدى الطلاب المزيد من الفرص للعثور على شغفهم وتطوير مهارات قيمة يمكن أن تؤدي إلى حياة مهنية ناجحة. ومن ناحية أخرى، فإن عدم دمج التكنولوجيا في المناهج الدراسية الحالية في المراحل المبكرة قد يمنع الطلاب من مواكبة العصر الرقمي الذي تتسابق فيه ومن أجله الأجيال الحالية. ومما لا شك فيه، فإنه في عالم اليوم، أصبح محو الأمية التكنولوجية ضرورة حتمية لا مفر منها (انظر إلى استخدامات الهاتف على سبيل المثال). ولذلك، يجب أن يشتمل المنهج الحديث على المعرفة الرقمية والبرمجة، مما يضمن عدم تخلف الطلاب عن الركب في الاقتصاد الرقمي العالمي.

 

وكما يقول البعض، فإن عواقب المناهج السيئة وخيمة، حيث تعد معدلات التسرب المرتفعة واحدة من أبرزها. يؤدي المنهج الذي يفشل في إشراك الطلاب وإعدادهم إلى الإحباط وعدم الاهتمام ونقص الحافز لمواصلة تعليمهم. وهذا بدوره يزيد من احتمالية تسرب الطلاب من المدارس، مما يحرم المغرب من القوى العاملة الماهرة والمتعلمة.

 

حاجة المدرسة العمومية لمحيط خارجي سليم:

المدرسة ليست بمعزل عن باقي مكونات المجتمع، بل هي جزء لا يتجزأ من ذلك الفسيفساء الذي يميز شوارع أحيائنا عن غيرها. فبناية المدرسة لها مكانتها داخل نفوس أهل الحي وهي معلمة ومرجعية للمجتمع تهوي إليها أفئدة أبنائنا منذ نعومة أظافرهم وتربطها بآبائهم وأمهاتهم وأولياء أمورهم روابط وطيدة لأنها هي التي ترسم معالم توجهاتهم وتحدد مساراتهم المستقبلية. والمحيط الخارجي للمدرسة لا يضم فقط الشكل الهندسي الخارجي لها، ولا البوابة الكبيرة ذات السلاسل الضخمة والأقفال النحاسية الكبيرة والمخيفة، بل هو ذلك المحيط الذي يضم النباتات والأغراس والرصيف والشارع والفضاء الواسع أمام المدرسة وعلم بلادنا، والرسوم الجميلة على سور المدرسة، ويضم العنصر البشري (من المجتمع المدني) المتواجد أمام وعلى حافة أسوار المدرسة وقارعة الطريق أيضاً. 

فالمجتمع المدني بما في ذلك حتى الشق العسكري أو السلطات المحلية بزيها الرسمي تساهم في تشكيل المحيط الخارجي للمدرسة، كما أن جميع السلطات المحلية بما في ذلك الإدارة العمومية والسياسيون والمنتخبون ورجال ونساء الأمن الوطني والقوات المساعدة والدرك الملكي والوقاية المدنية وجمعيات المجتمع المدني هي جزء من ذلك المحيط، فإن تدخلت وساهمت بقوة (وبمقاربة تشاركية وعطاء دورات تحسيسية داخل المدرسة العمومية) في الحفاظ على سلامة ونظافة المحيط المدرسي من كل أنواع السلوك المشين والقضاء على ظاهرة بيع المخدرات والحبوب المهلوسة والسجائر، وساعدت في محو كل مظاهر العنف والتحرش والجريمة والسرقة وكل أنواع الموبقات، وكذلك القضاء على ظاهرة التلفظ بالكلام الفاحش علانية والمشاحنة والسب والقدح إلى غير ذلك، فإنها سوف تساهم وبشكل إيجابي في ترسيخ القيم والمبادئ والأخلاق النبيلة في المجتمع وبين الطلاب. 

 

والله ولي التوفيق،،،

*كاتب وباحث في مجال الشؤون التربوية والثقافية

أحد مؤسسي منصة 3B Golden Gate لتعليم اللغة الإنجليزية عن بعد

https://www.3b2gelearning.net

 

Categories
متفرقات

مدرسة سيدي بن سليمان تنظم لقاء علميا تواصليا

متابعة افندي إبراهيم

تنفيذا للمقرر الوزاري رقم 019/23 بتاريخ 20/06/2023 وتنزيلا للبرنامج السنوي للمؤسسة احتضنت مدرسة سيدي بن سليمان لقاء تواصليا مع أمهات وآباء وأولياء التلاميذ حضره:
الدكتور الزاهير عبد السلام طبيب فضاء الصحة بسيدي يوسف بن علي.والاخصائية في الحمية والتغذية الدكتورة مريمة لبيد والكوتش خديجة غرزان والاستاذ محمد العلوي الصوصي نائب رئيس جمعية الوصال للتربية والثقافة بمراكش.

ومدير المؤسسة رشيد المازوني وقد كان اللقاء فرصة لطرح مجموعة من المواضيع التي تساعد أولياء الأمور في التعامل مع ابنائهم لضمان تعليم ذا جودة من استشارة طبية وتغدية سليمة وتنمية ذاتية تحترم خصوصية كل متعلم وقد حضر اللقاء مجموعة من الأولياء وتفاعلوا بشكل إيجابي مع تدخلات المدعويين لتأطير اللقاء