مجزرة تحكيمية لا تخدم سمعة المغرب كبلد لكرة القدم

حسم التعادل الايجابي هدفان لهدفين مباراة الديربي البيضاوي بين الرجاء و ضيفه الوداد، في مباراة شهدت ندية كبيرة من الطرفين.

النتيجة النهائية للمواجهة، ساهم في تحقيقها ضعف حكم الوسط رضوان جيد، الذي لم يكن في مستوى التطلعات، و تسببت عديد قراراته الخاطئة في إشعال شرارة الاحتجاجات على رقعة الملعب و في المدرجات.

للأسف الشديد المهزلة التحكيمية التي رافقت الديربي، أسالت مدادا كثيرا، حيث تناقلتها وسائل إعلام محلية و خارجية، في قالب استهزائي يضرب التحكيم المغربي في مقتل.

جيد لم يكن كذلك في قيادته للمباراة، و فقد السيطرة على مجريات اللقاء، كما هو الحال بالنسبة لحكام الفار الذين لم يقدموا المساعدة المطلوبة في بعض الحالات المؤثرة.

صرخة رئيس العصبة قبل اسابيع و انتقاده الحاد للتحكيم لم تكن عبثية، بل بناء على التقارير و المتابعة الدقيقة، حيث تم الوقوف على حقيقة أن التحكيم المغربي به خلل و اختلال كبير، و هو ما زكاه حكم الديربي بأدائه الضعيف، لنستنتج أن الفيفا كانت صادقة و منصفة بعدم الاستعانة بأي حكم مغربي لقيادة مباريات مونديال قطر الأخير.

نؤمن بأن الأخطاء التحكيمية جزء لا يتجزأ من لعبة كرة القدم، و لكن حين تكون بتلك السذاجة و التهور فالأمر يطرح أكثر من علامة استفهام، كيف ؟ و لماذا ؟

IMG 20230406 WA0021

تدريب جديد على تقنية الفار من يتحمل مسؤولية ما وقع خلال التدريب ؟

الرعدودي عبدالله

لا جدال في كون الآليات التكنولوجية التي أدخلتها الفيفا في ممارسة كرة القدم ، يؤشر على الرغبة في تطوير كرة القدم ، و قد عملت الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم على مسايرة هذه النقلة النوعية بتفعيل تقنية الفار منذ الموسم الماضي ، و رغبة منها في الاستفادة الأكبر من هذه التقنية ، عمدت إلى تنظيم تدريب جديد يخص تقنية خط التسلل الافتراضي ، و الذي سهر عليه بعض أعضاء المديرية الوطنية للتحكيم تحت تأطير خبير دولي .
التدريب نظم بمدينة الرباط بفندق فرح خضع خلاله 21 حكما و 21 حكما مساعدا لتمرين خاص على هذه التقنية التي ستعمم في البطولة الوطنية بعد إخضاعها للتجربة في أربع مباريات من الدورة ال 28 بالنخبة الأولى . استغرق هذا التربص ثلاثة أيام ، تم خلاله تقسيم الحكام إلى ثلاث مجموعات كل مجموعة تضم سبعة حكام و سبعة مساعدين . الجميع حضر حصة نظرية تتعلق بموضوع مستهلك يتعلق بالتداخل في اللعب بأنواعه خلال عملية التسلل . بعدها استفادت كل مجموعة من حصة تطبيقية تخص التقنية الجديدة الخاصة بالخط الافتراضي لم تتجاوز ساعتين .
هذا التدريب خصصت له ثلاثة أيام في حين كان بالإمكان إنجازه في يوم واحد لو كان التدبير معقلنا ، ذلك أن الحصة التطبيقية ـ التي تعد الأهم ـ لا يتجاوز إنجازها ساعتين . إذ في الوقت الذي تحضر فيه مجموعة الحصة التطبيقية بقية الحكام يقضون الوقت في مقهى أو خارج الفندق لقتل طول فترة الانتظار . انتاب الحكام شعور بالملل خاصة أن بعضهم انتظر حتى آخر يوم ليشارك في الحصة المعلومة يومه السبت ، بل منهم من كان عليه أن يسافر مباشرة بعد التدريب لقيادة مباراة معينة. و هنا علينا أن نتصور حجم الضغط الذي سيعيشه هؤلاء الحكام و هم مطالبون بأداء تحكيمي يفي بالغرض بل سيحاسبون على أدنى عثرة يقعون فيها .
التدريب لم يخل من بعض النقط السوداء التي ابتذلت قيمته ، و جعلته ينحرف في لحظات معينة عن التنظيم الجاد . و لعل غياب مدير المديرية الوطنية للتحكيم في أغلب فترات هذا التربص يجسد بالملموس غياب الجدية و غياب روح المسؤولية ، بل أكثر من ذلك عدم احترام الاخر عندما صرح بأن التدريب مر في مستوى عال . الاختفاء عن الأنظار برره البعض بتفاديه الاصطدام مع حكام عصبة الدارالبيضاء بشكل خاص الممتلئة قلوبهم غيظا على ما اصابهم في عهده .
السيد المدير لم يعش لحظة اصطدام الحكم زين العلوي بالحكم جيد ، هذا الأخير تدخل في أمر لا يعنيه عندما كان زين العلوي يناقش محمد الكزاز على انفراد في غرفته مسألة التعيينات . الحادثة كما يعلم الجميع تحولت إلى نقاشات و اصطدامات بين الحكام ، حيث استمر هذا الجو المشحون إلى ساعة متأخرة من الليل . الواقعة عاشها السيد الكزاز الذي عليه أن يحرر تقريرا في الموضوع بأمانة لأنها تعطي صورة سلبية عن سير عمل المديرية و اللجنة المركزية و تضرب في العمق المجهودات التي تبذل من طرف الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم التي تصرف أموالا طائلة على مثل هذه التربصات ( مصاريف إقامة للحكام ـ مصاريف أعضاء المديرية ـ مصاريف المؤطر ).
الأكيد أن ما وقع لا يبشر بأفق مشرق و لا ينسجم مع ما يتطلع إليه الجميع . ذلك أن الاستمرار في ستر العيوب و درء الرماد في العيون و محاولة إظهار الأشياء بمظهر إيجابي لن يزيد الوضع إلا سوءا . فهل يتحرك السيد لقجع ـ و قد وصلته الأصداء ـ لوضع حد لمثل هذه التصدعات ؟
و هل يبادر بالمحاسبة و اتخاذ القرارات الصائبة لإصلاح وضع التحكيم الذي بات يعيش أسوأ حالاته ؟
ثم هل يفي بوعده المتعلق بتنظيم اجتماع وطني لتدارس ما يعانيه التحكيم المغربي ؟

زين العلوي :رضوان جيد لا يمثل الحكام و ليس مسؤولا مباشرا عنهم

توصلت جريدة مع الحدث بتوضيح من الحكم الوطني زين العلوي، حول ما جاء في رد الحكم الدولي رضوان جيد، بخصوص واقعة الشجار، الذي حدث في فترة تدريب الحكام الأخيرة.
و نفى العلوي نفيا قاطعا، واقعة إحتجاجه على تعيينه لقيادة مباراة الجيش و رجاء بني ملال، برسم الجولة 28 من دوري المحترفين المغاربة، مشيرا إلى أنه رهن إشارة المديرية و اللجنة المركزية، و إحترامه للفريقين العريقين لا يناقش.
و أوضح زين العلوي بأن الحكم جيد إقتحم مكتب الإجتماع دون سابق إذن، و أزبد و أرغد و وجه لشخصه كلمات إحتقار، متوعدا حكام عصبة الدار البيضاء بإعادة التربية، كما كذب ما جاء في رد جيد حول إجتماع بين الحكام و تحديد موعد للتوقيع على ميثاق شرف، مشيرا إلى أنه لا يمثل الحكام و ليس مسؤولا مباشرا عنهم.