متابعة ايوب هداجي
أبرز الدكتور منير القادري رئيس مؤسسة الملتقى المكانة الدينية والتاريخية للمملكة المغربية باعتبارها حصنا للعقيدة الاسلامية ومصدرا لشجرة الولاية والصلاح بفضل حركية صوفية كبيرة وإشعاع روحي بلغ أصقاع إفريقيا، مشيرا إلى الارتباط الوجودي الذي يجمع المغرب مع افريقيا، نتيجة تعلق الشعوب الافريقية غرب الصحراء بمؤسسة إمارة المؤمنين بالمغرب إلى جانب انتشار الطرق والزوايا الصوفية المغربية كالشاذلية والتيجانية والقادرية.
جاء ذلك خلال مشاركة القادري السبت 17 شتنبر الجاري، في الليلة الرقمية 121، التي نظمتها مشيخة الطريقة القادرية البودشيشية ومؤسسة الملتقى بتعاون مع مؤسسة الجمال، ضمن فعاليات ليالي الوصال ذكر وفكر.
وبين رئيس المركز الاورومتوسطي لدراسة الإسلام اليوم أن السياق الإقتصادي العالمي يفرض على شعوب القارة السمراء البحث عن آفاق المستقبل المشترك، والانخراط في تجمعات ثقافية متآلفة تمهد لإقلاع اقتصادي واجتماعي متوازن وعابر للحدود مما يضمن لها النمو والرخاء.
وأشار الى أن شيوخ الطرق الصوفية المغربية كانت لهم أدوارا بارزة في افريقيا، تتمثل في ترسيخ القيم الروحية والأخلاقية للدين الإسلامي السمح المتمثلة في التصوف -مقام الإحسان- بهذه الربوع من العالم الإسلامي والدعوة إلى الله وتهذيب النفوس، وتدريس العلوم الشرعية، وتعليم اللغة العربية، فكانت زواياهم مراكز للذكر والتربية، ورباطات للجهاد، مقدما نماذج كشيوخ الزاوية الناصرية، والوزانية، والتجانية، والقادرية.
وتحدث عن مركزية إمارة المؤمنين التي تحفظ كليات الشرع وتحمي حمى الملة والدين ، مستدلا باستطلاع أجراه الباحث السنغالي “بكاري سامبي”، المختص في العلاقات المغربية الافريقية بشكل عام والمغربية السنغالية على وجه الخصوص، ونشره في كتابه “الإسلام والدبلوماسية السياسة الافريقية للمغرب “، أكد فيه أن الناس في السنغال يعتبرون ملوك المغرب حماة العقيدة الإسلامية مضيفا أن الناس بهذه البلاد -يقصد السنغال- تربطهم علاقات قوية بملوك المغرب، واستدل بالاستقبال الكبير الذي حظي به جلالة الملك محمد السادس نصره الله أثناء قيامه بجولة افريقية حيث خصص له أعيان وعلماء وشيوخ الطرق الصوفية استقبالا عظيما يليق بمقام أمير المؤمنين.
وأكد أن الطرق الصوفية بنيجيريا لها علاقة متميزة بإمارة المؤمنين بالمغرب، مشددا على أن أمير المؤمنين جلالة الملك محمد السادس نصره الله يحظى باحترام وتقدير كبيرين لدى النيجيريين ، وتابع أن زيارة الوفد النيجيري برئاسة الشيخ قريب الله ناصر كبارى، شيخ الطريقة القادرية بنيجيريا وغرب إفريقيا للمغرب ولمقر الطريقة القادرية البودشيشية بمداغ تأتي “استجابة للدعوة المولوية السامية لأمير المؤمنين جلالة الملك محمد السادس نصره الله الذي ما فتئ يرعى بعنايته السامية العلماء والصلحاء الطرق الصوفية بافريقيا”.
وأوضح أن المبادرات الملكية تهدف إلى خدمة الإنسان الافريقي وتفعيـل المقاربة التشاركية في إطار التعامل بمبدأ رابح راب، مذكرا بما جاء في خطاب الملك محمد السادس في قمة أديس أبابا سنة 2017 حيث قال “إفريقيا قارتي وهي أيضا بيتي ” وقال أيضا في ذات الخطاب “إن منظورنا للتعاون جنوب جنوب واضح وثابت، بلدي يتقاسم ما لديه دون مباهاة أو تفاخر” وقال أيضا “لقد اختار المغرب سبيل التضامن والسلم والوحدة واننا نؤكد التزامنا من أجل تحقيق التنمية والرخاء لمواطني إفريقيا”.
ولفت القادري إلى أن الطريقة القادرية البودشيشية تربطها علاقات متميزة مع باقي الطرق الصوفية إفريقيا كالتجانية أو المريدية وخاصة القادرية منها، موضحا ان الطريقة حريصة اليوم أكثر من أي وقت مضى على تعزيز هذه الروابط وتطويرها، وأشار أن الملتقى العالمي للتصوف الذي تنظمه الطريقة تحت رعاية صاحب الجلالة أمير المؤمنين الملك محمد السادس نصره الله، يستقطب أبرز علماء القارات الخمس وذلك بفعل منهج الطريقة الدعوي والتربوي الأصيل الذي يتأسس على القيم الإسلامية السمحة الداعية الى الرفق واللين والمحبة والتسامح والعيش المشترك والرحمة.
ومن جانبه أشار الشيخ قريب الله ناصر كبارى شيخ الطريقة القادرية بنيجيريا وغرب إفريقيا، إلى أن زيارته الى المغرب جاءت بدعوة كريمة من الملك محمد السادس حفظه الله ، مشددا على أن الشعبين النيجيري والمغربي تجمعهم نفس الثوابت الدينية ، العقيدة الاشعرية والمذهب المالكي والتصوف الجنيدي، وأعرب عن شكره لشيخ الطريقة القادرية البودشيشية على حسن الاستقبال وكرم الضيافة، مضيفا أن هذه الزيارة تعد فرصة لتعزيز التعاون بين الطريقة القادرية في نيجيريا والطريقة القادرية البودشيشية في المغرب.
ويُذكر أن هذه الليلة الروحية عرفت مشاركة علماء من داخل المغرب وخارجه بمداخلات علمية تربوية، إضافة الى برمجة وصلات من المديح والسماع، كما تم تقديم العزاء في وفاة الطالبية حسام بودهان وحمزة كمبري.
Tag: Business
مداغ: ياسين لحويدق
أهمية الدعاء ومناجاة الله عز وجل، وكيف نظر الإسلام إليه؟ وما مدى الحاجة إليه؟ وما هي ثماره وفوائده ؟ وماهي شروط قبوله ؟، أسئلة نجد أجوبتها ضمن مداخلة رئيس مؤسسة الملتقى الدكتور مولاي منير القادري التي كانت مدرجة السبت السابع من الشهر الجاري، ضمن فقرات ومواد الليلة الرقمية 116 ، المنظمة من طرف مشيخة الطريقة القادرية البودشيشية ومؤسسة الملتقى بتعاون مع مؤسسة الجمال في إطار فعاليات ليالي الوصال ” ذكر وفكر “.
استهلها القادري بالتأكيد على أن الدعاء وسيلة العبد الضعيف الملهوف، يتوجه بها إلى الله تعالى طلبا لإصلاح دينه ودنياه ، وأضاف أنه من أفضل العبادات الجليلة التي يتقرب بها الإنسان من الله عز وجل طلبا للعون منه وأن يشمله برحمته ولطفه في سائر أحواله وفي عاجله وآجله، وزاد أنه مخ العبادة بل هو العبادة نفسها، وأنه طريق معرفة الله تعالى بالتذلل والخضوع، مذكرا بقوله تعالى: {ادْعُواْ رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ وَلاَ تُفْسِدُواْ فِي الأَرْضِ بَعْدَ إِصْلاَحِهَا وَادْعُوهُ خَوْفًا وَطَمَعًا إِنَّ رَحْمَتَ اللّهِ قَرِيبٌ مِّنَ الْمُحْسِنِينَ} (سورة الأعراف، الآية:64) وبالحديث النبوي الشريف الذي رواه رواه النعمان بن بشير أنه صلى الله عليه وسلم قال: «الدُّعاءُ هوَ العِبَادَةُ ».
وأبرز مقاصد الدعاء في الإسلام بأنه وسيلة لربط الإنسان بالله سبحانه وتعالى والتوجه إليه والاعتراف بين يديه بالذنوب، والتذلل إليه، وإظهار فقره ورغبته في إصلاح نفسه، وتعريفه بحقيقة ذاته وإشعاره بضعفه وحاجته إلى خالقة، مستشهدا بمجموعة من الأحاديث النبوية الشريفة منها قوله صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي رواه أبو هريرة رضي الله عنه: «ليسَ شيءٌ أَكْرَمَ على اللَّهِ تعالى منَ الدُّعاءِ ».
وتابع في نفس السياق مبرزا ثمار الدعاء وفوائده ، منها : أنه يدفع البلاء لقوله صلى الله عليه وسلم:. «لا يغني حذر من قدر، والدعاء ينفع مما نزل ومما لم ينزل، وإن البلاء لينزل فيتلقاه الدعاء فيعتلجان إلى يوم القيامة » ، وقول ابن القيم: “الدعاء من أنفع الأدوية وهو عدو البلاء يدافعه ويعالجه ويمنع نزوله ويرفع أو يخففه إذا نزل، وهو سلاح الؤمن”.
وذكر في نفس المضمار بعض شروط قبوله ومنها: أن لا يكون القلب خاليا أجوف، مذكرا بمجموعة من الآيات القرآنية والأحاديث النبوية الشريفة منها بقوله الله سبحانه وتعالى في هذا المعنى: { فَادْعُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ} (سورة غافر، الآية:14)، مفسرا الآية بقول الإمام المناوي: « أي لا يعبأ سبحانه بسؤال سائل غافل عن الحضور مع مولاه مشغوف بما أهمه من دنياه، والتيقظ والجد في الدعاء من أعظم آدابه ».
وحضَّ المتدخل على ضرورة الدعاء بقلب متيقظ خال من النزوات والشهوات والعلائق، موردا قول الفخر الرازي: « أجْمَعَتِ الأمَّةُ عَلَى أنَّ الدُّعَاءَ اللسَانِيَّ الخَالي عن الطلب النفساني قليل النفع عديم الأثر».
وبين أركان الدعاء وأجنحته وأسبابه وأوقاته انطلاقا مما جاء في تفسير القرطبي: « إن للدعاء أركان وأجنحة وأسبابا وأوقاتا فإن وافق أركانه قوي، وإن وافق أجنحته طار في السماء، وإن وافق مواقيته فاز، وإن وافق أسبابه نجح» ، موضحا أن أركانه حضور القلب والرأفة والاستكانة والخشوع، وأجنحته الصدق ومواقيته الأسحار وأسبابه الصلاة على المصطفى المختار صلى الله عليه وسلم.
كما فصَّل في بيان أسباب قبول الدعاء، ذاكرا منها: تحري المأكل الحلال وترك الذنوب وسيء الأفعال، وفعل الصالحات من الأعمال موردا مجموعة من أقوال السادة العلماء منها قول شيخ الإسلام ابن تيمية: “التوَسُّلُ والتوَجُّهُ إلَى اللهِ وسؤَالُهُ بالأعمال الصالحة التي أمر بهَا هُوَ كدُعَاءِ الثلَّاَثَةِ الذين آووا إلى الغار بأعمالهم الصالحة، وبدعاء الأنبياء والصالحين وشفاعتهم، فهذا مما لا نزاع فيه، بل هذا من الوسيلة التي أمر الله بها في قوله تعالى:{ يَا أيُّهَا الذْينَ آمنوا اتَّقُوا اللهَ وابْتَغُواْ إليْهِ الوَسِيلَةَ}. (سورة المائدة، الآية:35.) ، وقوله سبحانه وتعالى: {أولَٰئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَىٰ رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ} (سورة الإسراء، الآية:57) “.
ورغب رئيس مؤسسة الملتقى في لزوم باب الدعاء وعدم تركه بقوله: “وجه وجهك مضطرا وأخلص بقلبك في الدعاء لمولاك، فهو المنعم المتفضل لِهُدَاك، ادعوا الله في ثلث الليل الأخير، ادعوه بين الآذان والإقامة، ادعوه قبل غروب الجمعة، ادعوه في وقت نزول المطر، ادعوه في الرخاء، ادعوه في وقت الشدة، ادعوه في السفر والحضر، عود لسانك الدعاء ولا تفتر ولا تنقطع”، موردا قول الحافظ الذهبي:« منْ أدْمَنَ الدُّعَاءَ وَلاَزَمَ قَرْعَ البَابِ فُتِحَ لَهُ ».
وأوضح أن دعاء الله تعالى هو شفاء للقلوب به تتحقق سعادة الدارين ، وأن فيه راحة للنفس وشفاء لما في الصدور، يجده فيه العبد أنسا وسعادة ، ويبث فيه كل ما يختلج في صدره طالبا من خالقه الرحمة والمغفرة والحفظ وتفريج الهموم والحياة الكريمة السعيدة، مما يثمر الطمأنينة والسكينة ويمنح الأمل والثقة واليقين في موعود الله ويدفع اليأس القاتل والحزن الثقيل والحيرة المدمرة ، وأردف أن الداعي يستحضر في قلبه وفكره عظمة الله عزوجل ، وأنه على كل شيء قدير، وأن بابه مفتوح حين تغلق الأبواب، وأنه لا يعجزه شيء في الأرض ولا في السماء، مستشهدا بمجموعة من الآيات القرآنية منها قوله عزوجل : ( إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَن يَقُولَ لَهُ كُن فَيَكُونُ ( ( سورة يس الآية 82).
واختتم مداخلته بالإشارة الى أن المتأمل في غايات ومقاصد النبوة يجد أن التربية الروحية المتوازنة والمثمرة واللجوء إلى الله تعالى في السراء والضراء هي من المقاصد الجليلة والغايات الكبيرة التي يتوخاه ديننا الحنيف، وزاد موضحا أنها تربية تعنى بمعالجة القضايا الأخلاقية والتنمية الروحية للإنسان بتوازي مع معالجة مشكلات الحياة الأخرى لأن التنمية الروحية هي جوهر بناء الإنسان وأساس نهضة المجتمع بل هي مرجع العمران البشري في الأرض.
● الرياض – مع الحدث :
أعلن الأمير خالد الفيصل، مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكة المكرمة رئيس لجنة الحج المركزية، اليوم الاثنين، نجاح حج هذا العام، على جميع الأصعدة الأمنية والخدمية والصحية دون تسجيل حوادث أو أمراض وبائية بين ضيوف الرحمن.
وقال الأمير خالد الفيصل، إن “نجاح هذا التجمّع الإسلامي الكبير جاء بفضل ما وفرته حكومة المملكة من إمكانات مادية ومشاريع تطويرية، وكوادر بشرية لخدمة الحجيج وتهيئة كل السُبل ليؤدوا مناسكهم في طمأنينة ويُسر”.
وأضاف أن الخطط الأمنية كان لها الأثر الكبير في تحقيق هذا النجاح، مشيراً أيضاً إلى الأعمال الجليلة التي قدمتها جميع الجهات العاملة في خدمة ضيوف الرحمن، حيث جاءت من منطلق الرسالة السامية التي يتشرف كل مواطن سعودي بحملها، ومثمناً الدور البارز لرجال الأمن والكوادر الطبية في خدمة الحجاج والعمل على تأمينهم وتوفير الخدمات الطبية اللازمة لهم.
وأوضح أمير مكة المكرمة أن “ما نشهده من نجاحات في كل حج لم يأتِ وليد الصدفة، بل كان بفضل ما توليه قيادة هذه البلاد منذ عهد الملك المؤسس عبد العزيز بن عبد الرحمن وأبنائه البررة من بعده حتى العهد الزاهر لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز”.
وأضاف “ولعل اختيار مسمى خادم الحرمين الشريفين لملوك هذه البلاد خير دليل على العناية والاهتمام الذي توليه بالمقدسات وقاصديها، ولقد خصّ الله السعوديين بميزة خدمة هذه البقاع”.
من جهته، أكد وزير الصحة السعودي، فهد الجلاجل، اليوم، أن نجاح خطط الحج انعكاس للتكامل بين جميع الجهات الحكومية والاستعداد المبكّر، مشيراً إلى خلوّ موسم هذا العام من أي تفشّيات أو مؤثرات على الصحة العامة.
وقال الجلاجل إن 130 ألف حاج تلقوا الخدمات الصحية، كما أجريت 10 عمليات قلب مفتوح، وأكثر من 187 قسطرة قلبية، و447 جلسة غسيل كلوي، مع تقديم خدمات لأكثر من 2000 حاج عبر مستشفى الصحة الافتراضي، وذلك من خلال أكثر من 25 ألف ممارس صحي، و2000 متطوع.
د. عمر القادري
توجه العشرات من مسلمي ألمانبا نحو بولندا المجاورة، وذلك بسبب القيود التي فرضتها السلطات الألمانية التي قررت منع ذبح الحيوانات دون صعق، وهذا أمر بتنافى كليا مع أحكام وشروط صحة نحر الأضحية.
في حديثه لوكالة الأناضول، قال الجزار بطال تركمان إنه نحر 100 أضحية في إحدى مزارع بولندا، تعود لمسلمين من ألمانيا.
وأضاف أن المسلمين اختاروا بولندا لنحر أضاحيهم بسبب القيود المذكورة بألمانيا.
وأوضح أن عمليات نقل اللحوم من بولندا إلى ألمانيا تواجهها بعض الصعوبات، لكن فرحة تسليم اللحوم لأصحابها تنسيهم المصاعب.
بقلم .محمد ونتيف
وسط اجواء روحانية هادئة، أدى عدد غفير من المواطنين والمواطنات، صباح اليوم الأحد، صلاة عيد الأضحى المبارك، بمصلى المنتزه، في أجواء آمنة مطمئنة مفعمة بالخشوع والخضوع لله سبحانه وتعالى.
وحضر إلى المصلى وعدد من المساجد، آلاف المواطنين لأداء صلاة العيد التي حظيت بمشاركة واسعة من الأطفال والنساء.
وأم المصلين رئيس المجلس العلمي المحلي لوادي الذهب، الأستاذ “محمد سالم الجيلاني”، وبعد ذلك قام المواطنين والمقيمين بتبادل التهاني بمناسبة عيد الأضحى المبارك داخل المصلى وخارجه.
● الرباط – مع الحدث :
أدى مولانا أمير المؤمنين صاحب الجلالة الملك محمد السادس، نصره الله، مرفوقا بولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير مولاي الحسن، وبصاحب السمو الملكي الأمير مولاي رشيد، يومه الأحد 10 ذي الحجة 1443 هـ، الموافق 10 يوليوز 2022، صلاة عيد الأضحى المبارك.
وأخذا بعين الاعتبار استمرار العمل بالتدابير الوقائية المعتمدة لمواجهة وباء كوفيد 19، فقد حرص جلالة الملك، حفظه الله، على أن يؤدي هذه الصلاة، في إطار خاص، وبحضور جد محدود، وذلك في احترام لهذه التدابير.
إثر ذلك، قام صاحب الجلالة بنحر أضحية العيد، اقتداء بسنة جده المصطفى صلى الله عليه وسلم، فيما قام الإمام بنحر الأضحية الثانية.
حفظ الله مولانا الإمام بما حفظ به الذكر الحكيم، وأدام على جلالته نعمة الصحة والسلامة وطول العمر، وأقر عينه بولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير مولاي الحسن، وشد أزره بصاحب السمو الملكي الأمير مولاي رشيد، وبسائر أفراد الأسرة الملكية الشريفة، إنه سميع مجيب.
حجاج بيت الله الحرام يؤدون طواف الإفاضة
أدى أول وفود حجاج هذا العام طواف الإفاضة، وسط منظومة من الخدمات داخل المسجد الحرام، التي فعلتها الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي ضمن خطتها الميدانية والإرشادية والفنية والهندسية لضمان سلاسة تفويج الحجاج لأداء نسكهم بيسر وسهولة.
وقد شاركت الرئاسة العامة مع الجهات المعنية بتنظيم دخول الحجيج إلى الحرم المكي وفق تنظيم وترتيب دقيق، أثناء تأدية الطواف حول الكعبة المشرفة في انسيابية وتسهيل حركة الحشود.
تأتي هذه الجهود المباركة لتحقيق التوجيهات السديدة في العناية الفائقة بضيوف الرحمن ليؤدوا عباداتهم ومناسكهم بما يحقق إقامة شعيرة الركن الخامس والتأكيد على ضمان سلامتهم.
● المزدلفة – مع الحدث :
بدأ نفور حجاج بيت الله الحرام من عرفات إلى مشعر مزدلفة مع غروب شمس اليوم الجمعة ٩ ذي الحجة 1443 هـ.
فمع غروب شمس هذا اليوم بدأت جموع الحجيج نفرتها إلى مزدلفة وسط منظومة من الإجراءات الصحية والتدابير الوقائية والخدمات المتكاملة التي هيأتها حكومة خادم الحرمين الشريفين ليؤدي ضيوف الرحمن مناسكهم بسلام آمنين بعد أن منّ الله عليهم بالوقوف على صعيد عرفات، وقضاء ركن الحج الأعظم .
ويؤدي ضيوف الرحمن عقب وصولهم إلى مزدلفة صلاتي المغرب والعشاء جمع تأخير اقتداءً بسنة المصطفى – صلى الله عليه وسلم – ويبيتون هذه الليلة في مزدلفة، ثم يتوجهون إلى منى بعد صلاة فجر يوم غدٍ عيد الأضحى لرمي جمرة العقبة ونحر الهدي.
وتعد النفرة من عرفات إلى مزدلفة المرحلة الثالثة من مراحل تنقلات حجاج بيت الله الحرام في المشاعر المقدسة لأداء مناسك حجهم.
واتسمت حركة حجاج بيت الله الحرام بالانسيابية وسط جهود تبذلها مختلف الجهات المعنية بشؤون الحج خدمة لضيوف الرحمن ليؤدوا مناسكهم بسلام آمنين .
وكان حجاج بيت الله الحرام قد توافدوا مع إشراقة صباح اليوم إلى صعيد عرفات، بما يعرف بوقفة عرفة أو يوم عرفة. وأدى الحجاج اليوم صلاتي الظهر والعصر جمعا وقصرا بأذان واحد وإقامتين في مسجد نمرة، اقتداء بسنة النبي المصطفى عليه الصلاة والسلام.
تعالت أصوات تلبية الحجاج بلباسهم الإحرام الأبيض، حين وقوفهم منذ ساعات صباح اليوم بمشعر عرفات، وبالقرب من “جبل الرحمة”، مرددين “لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك، إن الحمد والنعمة لك والملك، لا شريك لك” وسط أجواء إيمانية يغمرها الخشوع والسكينة، متضرعين بالدعاء وترقب لساعة الإجابة، وأن يمن الله عليهم بالعفو والمغفرة والرحمة، في خيُر يوم طلعت فيه الشمس.
توافد الحجاج للوقوف على صعيد عرفات
فجبل “الرحمة” ويسمى جبل “عرفات”، من أشهر جبال مكة المكرمة الدينية والتاريخية، ويتدفق إليه صباح الوقفة حجاج بيت الله الحرام، ليشهدوا الوقفة الكبرى، ويحرصون على الدعاء من فوقه، فهو أكمة صغيرة، يصعد إليها الحجاج يوم عرفة للوقوف بها، وقد وقف الرسول صلى الله عليه وسلم على الصخرات الكبار المفترشة في طرف الجبل، واستناداً إلى قوله صلى الله عليه وسلم “وقفت هاهنا وعرفه كلها موقف”.

تسمي العامة الجبل باسم “القرين” ربما لذلك الشاخص الذي أُحدث في أعلاه كالقرن، وتعرفه كتب الجغرافيا الإسلامية بجبل إلال، ويسمى أيضاً بـ”النابت”، وربما أطلق هذا الاسم الأخير على الصخرات التي وقف عليها الرسول.
وجبل الرحمة جبل صغير بالنسبة لما حوله من الجبال، لا يزيد ارتفاعه عن 30 متراً، وفي أعلاه شاخص محدث ليكون علماً يستدل به، بارتفاع أربعة أمتار، وهذا الجبل يقع إلى الشمال من عرفات وخارج حدود أعلام الحرم، وهو صعب الصعود لقمته، لذلك عملت فيه درجات توصلك إلى أعلاه.
وفي حديث حجة الوداع، أنه صلى الله عليه وسلم بعد أن صلى العصر ركب راحلته القصواء حتى أتى الموقف، فجعل بطن ناقته إلى الصخرات، واستقبل القبلة، فلم يزل صلى الله عليه وسلم واقفاً بالهضبات حتى غاب قرص الشمس، وهو يقول: “وقفت هاهنا وعرفة كلها موقف” ونزل عليه قوله تعالى “اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا”.
https://www.youtube.com/watch?v=WjB1zdts0xM
مشعر مِنى.. أكبر مدينة خيام في العالم
يستقبل مشعر “منى” حجاج بيت الله الحرام، الخميس، في يوم التروية الذي يُعد أول محطات مناسك الحج في منى.
ويتميز مشعر منى بالخيام البيضاء، وحصل مؤخرا على جائزة موسوعة غينيس للأرقام القياسية كأكبر مدينة خيام بالعالم، وتتوافر فيها العديد من الخدمات منها قطار المشاعر، ومخيمات سكن الحجاج، ومنظومة نقل، وتموين، ومنظومة كهرباء متكاملة، وشبكة طرق مترابطة، وفق وزارة الحج والعمرة السعودية.
وعادةً يقضي الحجاج في منى يوم التروية الثامن من ذي الحجة ثم يعودون إليها لقضاء يوم النحر العاشر من ذي الحجة وأيام التشريق الحادي عشر، والثاني عشر، والثالث عشر.
يوم التروية
ويتوجه الحجاج في الثامن من ذي الحجة إلى منى لقضاء يوم التروية اقتداءً بسنة المصطفى – صلى الله عليه وسلم – محرمين على اختلاف نسكهم – متمتعين وقارنين ومفردين – .
ويستحب التوجه قبل الزوال – أي قبل الظهر – فيصلي بها الحجاج الظهر والعصر والمغرب والعشاء والفجر قصرا للصلاة الرباعية وبدون جمع، ولا فرق في ذلك بين أهل مكة المكرمة وغيرهم.
والسنة أن يبيت الحاج في منى يوم التروية، ومن الأعمال في هذا اليوم أن الحاجّ المُتمتع يستحب أن يُحرم من مسكنه في ضُحى يوم التروية، وكذلك الأمر لِمن أراد أداء فريضة الحجّ من أهل مكّة المكرّمة.
ويقوم الحاج في يوم التروية بالاغتسال، والتطيّب، وبما قام به من أعمال عند إحرامه من الميقات، وعقد النيّة بالقلب، وترديد التلبية بقول: (لبَّيْكَ حجّا)، وإن كان الحاجّ خائفا من عائقٍ يمنعه من إتمام مناسك الحجّ، فإنّه يقول: (فإن حبَسَني حابس، فمحِلّي حيث حبَسْتني)، وإذا كان الحاجّ يحجّ عن غيره ينوي بقلبه، ثمّ يقول: (لبَّيْكَ حجّا عن فلانٍ، أو عن فلانة)، ثمّ يستمرّ في التلبية قائلاً: (لبَّيْكَ اللَّهم لبَّيْكَ، لبَّيْكَ لا شريك لك لبَّيْكَ، إنّ الحمد والنعمة لك والملك، لا شريك لك).
موقع منى
ويعدّ مشعر “منى” أول محطات مناسك الحج في المشاعر المقدسة، ذا مكانة تاريخية ودينية، ويشتهر بمعالم أثرية وأحداث تاريخية.
ويقع داخل حدود الحرم بين مكة ومشعر مزدلفة على بعد 7 كلم شمال شرق المسجد الحرام. كما يتضمن مشعر منى امتداد “عين زبيدة” بالإضافة إلى مجموعة من الآبار القديمة ومنها بئر كدانة.
ويشتهر “منى” بالأسواق التاريخية الموسمية، ومنها “سوق العرب” الذي سمّي بهذا الاسم لأن أغلب حجاج العرب كانوا يقومون بعرض بضائعهم في هذا السوق، بدءا من اليوم العاشر من شهر ذي الحجة وحتى اليوم الثالث عشر، كذلك يوجد في المشعر شارع الجوهرة ووادي محسر.
الجمرات
من أبرز معالم مشعر منى، الجمرات أو الشواخص الثلاثة التي تُرمى، والموجودة في جسر الجمرات، تتواجد الجمرات الثلاث في بطن وادي منى وهي الآن ضمن منشأة جسر الجمرات.
وترمى بداية يوم النحر الجمرة الكبرى فقط بسبع حصيات، وفي أيام التشريق تُرمى كل جمرة بسبع جمرات بدايةً من الصغرى ثم الوسطى، ثم الكبرى.
ويستطيع الحاج أن يرميها في أي طابق من طوابق جسر الجمرات.
وتتكون منشأة الجمرات من أربعة طوابق متكررة، إضافةً إلى الدور الأرضي، ويصل عرضها إلى 80 مترا مع وجود 12 مدخلا للجمرات و12 مخرجا في الاتجاهات الأربعة، مما يقلل من نقاط الازدحام ويرتبط جسرها بمخيمات الحجاج.
مسجد الخيف
هو أحد المساجد في مشعر منى، ويسمى “الخيف” بفتح الخاء وسكون الياء، نسبةً إلى ما انحدر من غلظ الجبل وارتفع عن مسيل الماء، حيث حظي بعدة ترميمات على مرّ القرون الإسلامية، وظلت عمارته قائمة وتوسعت، لتصل مساحته إلى 13 ألف متر مربع؛ ليصبح بذلك ثالث أكبر مسجد بمنطقة مكة المكرمة بعد المسجد الحرام ومسجد نمرة.
وزُود المسجد بجميع المستلزمات من إضاءات وتكييف، ويضم أكثر من ألف دورة مياه، و3 آلاف صنبور للوضوء، كما تنظم فيه مجموعة من البرامج، والأنشطة الدعوية خلال أيام الحج.
يطلق عليه البعض اسم “مسجد الأنبياء”، وذلك لأن الرسول – صلى الله عليه وسلم – والأنبياء -عليهم السلام – صلوا فيه، ورُوي عن ابن عباس – رضي الله عنه – أنّه قال: قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم: “صلّى في مسجد الخيف سبعون نبيا”، واكتسب المسجد أهميته عندما خطب فيه الرسول الكريم في حجة الوداع عندما كان في منى في اليوم الثامن من ذي الحجة، ويعدّ من المساجد الأثرية، ويقع على سفح جبل منى الجنوبي قريبا من الجمرة الصغرى، وفيه أربع منارات.
مسجد البيعة
يطلق عليه أيضا مسجد العقبة، وذلك لأنّ أرضه تمت عليها أول بيعة في الإسلام، حيث اجتمع فيها 12 رجلا من الأنصار (الأوس والخزرج) لمبايعة النبي محمد – صلى الله عليه وسلم، وهم وفد من يثرب قدموا من أجل مبايعة النبي الكريم ومعاهدته على نصرته، وفي عام 144هـ بنى أبو جعفر المنصور هذا المسجد، ويبعد عن الجمرة الكبرى حاليا بمقدار كيلو متر تقريبا.
جبل ثبير
جبل موجود على سفحه الآن أبراج منى وخيام الحجاج، وهو أحد المواقع التاريخية