جامعة الحسن الاول بسطات بالمدرسة الوطنية للتجارة والتسيير محاضرة تحت عنوان:من الاحتراق النفسي إلى شغف الإنتاجية: نهج روحي لتحقيق التوازن

عماد وحيدال

في ظل تسارع الحياة اليومية وتزايد الضغوط المهنية والاجتماعية، أصبح الاحتراق النفسي ظاهرة متنامية تؤثر على جودة الحياة والإنتاجية. يواجه العديد من الأفراد تحديات كبيرة في الموازنة بين التزاماتهم العملية واحتياجاتهم الشخصية، مما يؤدي إلى فقدان الحافز والشغف. في هذا السياق، تبرز الحاجة إلى تبني نهج روحي يساعد على تحقيق التوازن واستعادة الطاقة الداخلية.

قدم الأستاذ زكرياء شيبوش، الأخصائي النفسي الإكلينيكي والكاتب والمحاضر، مداخلة غنية تناول فيها مفهوم الاحتراق النفسي، أسبابه، وآثاره السلبية على الصحة النفسية والجسدية. كما استعرض كيف يمكن تحويل هذه الحالة السلبية إلى شغف إنتاجي من خلال تبني نهج روحي يقوم على التأمل، إعادة ترتيب الأولويات، والبحث عن معنى أعمق للعمل والحياة.

أكد المحاضر على أن الحل لا يكمن فقط في تقنيات إدارة الوقت أو تحسين بيئة العمل، بل في الغوص في الذات وإيجاد التوازن بين الاحتياجات الروحية، العقلية، والجسدية. وقد أشار إلى أهمية العادات اليومية التي تساهم في بناء هذا التوازن، مثل تخصيص وقت للتأمل، ممارسة الامتنان، وتعزيز الروابط الاجتماعية الإيجابية.

في كلمته الافتتاحية، أشاد الأستاذ عبداللطيف مكرم، رئيس جامعة الحسن الأول بسطات، بأهمية هذا الموضوع في ظل التحديات الراهنة التي تواجه الطلبة والمهنيين على حد سواء. كما أكد على أن الجامعة، باعتبارها فضاءً للعلم والمعرفة، تلتزم بتوفير بيئة تعليمية داعمة تسهم في تحقيق التوازن النفسي والأكاديمي للطلبة، مشيراً إلى أن مثل هذه اللقاءات الفكرية تشكل فرصة لتعزيز الوعي بأهمية الصحة النفسية في النجاح الشخصي والمهني.

من جانبه، أكد الأستاذ رشيد أومليل، مدير المدرسة الوطنية للتجارة والتسيير (ENCG)، على أهمية دمج الجوانب النفسية والروحية في مناهج التكوين الأكاديمي، مشدداً على أن النجاح في عالم الأعمال لا يعتمد فقط على المهارات التقنية، بل أيضاً على القدرة على إدارة الضغوط النفسية والحفاظ على الشغف والدافعية. كما أشاد بالمبادرة التي تسلط الضوء على قضايا الصحة النفسية والإنتاجية، ودعا إلى تعزيز مثل هذه اللقاءات في المستقبل

في ختام المداخلة، خلص زكرياء شيبوش إلى أن الاحتراق النفسي ليس نهاية المطاف، بل يمكن أن يكون نقطة انطلاق نحو حياة أكثر توازناً وإشباعاً. من خلال إعادة الاتصال بالذات، وتعزيز القيم الروحية، وتطوير رؤية واضحة للحياة، يمكن تحويل الضغط إلى دافع للإبداع والنجاح. تظل مسألة الصحة النفسية جوهرية في أي مجتمع يسعى إلى التقدم، ويتطلب ذلك وعياً مستمراً بأهمية التوازن بين العمل والحياة.

شارك المقال
  • تم النسخ
تعليقات ( 0 )

اترك تعليقاً

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية)