هاذي فهامتي و هذا جهدي ” شد لي نقطع لك ” العدد(77) 30/112023

IMG 20231201 WA0000

فريد حفيض الدين

شد الحبل أو كما يقول المثل:

“شد لي نقطع ليك” هو ما ينطبق بالفعل على ما يدور ويجري بين نساء ورجال التعليم ممثلين ” بنقاباتهم” ومؤطرين بتنسيقياتهم التي تفوق العشرين تنسيقية. والحكومة ممثلة بعميدها رئيس الحكومة عزيز أخنوش.” شد الحبل ” هذا يتمثل في الإضراب الدي يخوضه نساء ورجال التعليم رفضا للقانون الأساسي الجديد لموظفي وزارة التربية والتعليم الأولي والرياضة ، والذي يرى فيه المدرسين انتهاكا صريحا ، وحيفا في حقوقهم المكتسبة على غرار باقي الموظفين.
لا أريد التطرق إلى إشكالية منظومة التربية والتعليم في المغرب ، لأنها بالفعل كارثة وطنية بامتياز ، وحلها يتطلب ثورة ينخرط فيها جميع المغاربة ، وجميع مؤسسات الدولة.
الخاسر الوحيد هنا ، هم التلاميذ من أبناء هذا الوطن ، والبالغ عددهم ما يناهز ثمانية مليون متمدرس. لا أحد من الفرقاء المتصارعين فكر فيهم وفي مستقبلهم. عناد ، وانعدام الثقة ، وكبرياء أعمى عيون هذا الفريق وذاك. والحصيلة عنف موجه لتلاميذ ، وشبان لا ذنب لهم سوى كونهم أجبروا على ولوج المدرسة العمومية.
عنف يتحمل مسؤوليته المجتمع بكل أطيافه. انا هنا لا أدافع عن فريق بعينه ، ما يهمني أولا وأخيرا هو مستقبل جيل معرض لظلم ذوي القربى ، والباقي تفاصيل ستجد حلها اليوم او غدا…
هنا ساطرح بعض التساؤلات التي ترواضني وانا أخوض في هذه المعظلة.
* ألم يكن بإمكان الحكومة إسقاط هذا النظام عوض” تجميده ” ما يعني فرضية العودة إليه عند الحاجة ، وهذا ما ترجحه أسرة هيئة التعليم ؟
* لماذا لم تشرك الحكومة ولو بطريقة غير مباشرة التنسيقيات في اجتماعاتها وهي تعلم أنها الممثل الفعلي لمعظم المضربين.
* لماذا عمدت وتعمدت الحكومة الاقتطاع من أجرة المضربين ، وهي تعي أن هذا الإجراء ستكون له ردة فعل تصعيدية من طرف المضربين؟
* لماذا لم تتراجع الحكومة بعد اجتماعها الأخير مع النقابات ، عن الاقتطاع من أجرة المضربين ، كعربون وحسن نية تبديها هذه الحكومة تجاه هيئة التعليم؟
* ثم لماذا لم تقبل التنسيقيات ولو بتحفظ مخرجات الاجتماع الذي شاركت فيه النقابات ، والرجوع إلى العمل مع تحذير للحكومة بعودتها إلى الاضراب وتصعيد احتجاجاتها
في حالة عدم ارضاء وتلبية مطالبها وخاصة حذف القانون الأساسي بعد 15 يناير 2024 ؟
* لماذا لم تعمل النقابات على اخد مطالب التنسيقيات وطرحها على طاولة التفاوض على اساس انها مطالب التنسيقيات ، وليس غيرها.
* من حقنا أن نتسائل هنا عن من يمثل من ؟ إذا كانت النقابات هي المخول لها قانونيا تمثيل أسرة التعليم في الاجتماعات مع الحكومة. على الواقع ، نجد ان التنسيقيات هي
من يؤطرها ، ويؤثر في قراراتها…
على الحكومة أن تجد مخرجا لهذه الإشكالية في المستقبل…
كل هذه الأسئلة ساتركها جانبا ، لأن ما يهمني الآن هو مستقبل جيل نعرضه لعنف فكري ونفسي ، ونهيئه لضياع ونولد لديه كل أنواع الإحباط
والحقد ، وسنجني قريبا ما زرعناه في فلدات اكبادنا.
المضحك المبكي أننا جميعا نعترف أن التربية والتعليم هما اساس رقي كل مجتمع ، ومع ذلك لم نقدم شيئا في هذا المجال.
هاذي فهامتي و هذا جهدي

اقرأ المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *