في إطار الحركية الدبلوماسية المتواصلة التي يقودها مجلس المستشارين المغربي داخل فضاءات التعاون البرلماني الإقليمي والدولي، عقد المستشار أحمد لخريف، الممثل الدائم للمجلس لدى برلمان أمريكا الوسطى (البرلاسين)، لقاء رفيع المستوى مع رئيس البرلمان، السيد كارلوس ريني هيرنانديز، بالعاصمة الغواتيمالية، يوم الأربعاء 22 أكتوبر الجاري.
اللقاء شكل محطة جديدة لتعزيز التعاون البرلماني بين المؤسستين، وتأكيد الدعم المتبادل للقضايا ذات الاهتمام المشترك.
في مستهل اللقاء، عبر السيد أحمد لخريف عن تقديره العميق للمواقف الأخوية النبيلة التي يتبناها برلمان أمريكا الوسطى بخصوص قضية الصحراء المغربية، والتي تترجم انسجاما كاملا مع الدينامية الدولية المتنامية الداعمة للمبادرة المغربية للحكم الذاتي، باعتبارها المقترح الواقعي والجاد لإيجاد حل دائم للنزاع الإقليمي المفتعل.
وأكد الممثل الدائم لمجلس المستشارين أن هذا الدعم الصادق يجسد عمق العلاقات البرلمانية القائمة على الاحترام المتبادل والتضامن الفعلي بين المملكة المغربية ودول أمريكا اللاتينية والكراييب.
وشدد لخريف على أن مجلس المستشارين، برئاسة السيد محمد ولد الرشيد، يولي أهمية خاصة لتقوية حضوره داخل الفضاء البرلماني اللاتيني، انسجاما مع التوجه الاستراتيجي للمملكة المغربية في دعم التعاون جنوب–جنوب، وهو الخيار الذي يرعاه ويقوده صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله.
وأشار إلى أن الشراكة المتميزة التي تجمع المجلس بـالبرلاسين شهدت تطورا نوعيا بعد ترقية وضع مجلس المستشارين من ملاحظ دائم إلى شريك متقدم، ما يعكس الثقة والمكانة المرموقة التي بات يحتلها المغرب في المشهد البرلماني الإقليمي.
من جانبه، أكد رئيس برلمان أمريكا الوسطى، السيد كارلوس ريني هيرنانديز، أن دعم الوحدة الترابية للمملكة المغربية أصبح قرارا رسميا ومؤسساتيا داخل البرلمان، بعد المصادقة عليه بأغلبية الأعضاء في اجتماع الجمعية العامة المنعقد بالسلفادور في يونيو الماضي، بحضور رئيس مجلس المستشارين المغربي.
وأوضح أن هذا القرار يجسد القناعة الراسخة بعدالة القضية الوطنية، وبصوابية المقترح المغربي للحكم الذاتي، مشيرا إلى أن زيارة وفد البرلاسين إلى المملكة، وخاصة إلى مدينة العيون، أتاحت الوقوف ميدانيا على حجم المنجزات التنموية بالأقاليم الجنوبية، وهو ما ترجم في إعلان العيون المشترك بين الجانبين.
وشهدت المباحثات استعراضا لحصيلة التعاون البرلماني المثمر، حيث نوه السيد هيرنانديز بدعم مجلس المستشارين المغربي لمبادرات برلمان أمريكا الوسطى، سواء من خلال تبادل الخبرات أو تنظيم منتديات وملتقيات مشتركة في عدد من دول المنطقة خلال سنة 2025، من بينها المنتدى الجهوي حول الهجرة بجمهورية الدومينيكان، والمنتدى الاقتصادي ببنما، والملتقى الجهوي حول المرأة بالهندوراس، إضافة إلى المنتدى التنموي بالسلفادور.
يذكر أن السيد أحمد لخريف اضطلع بدور محوري في تعزيز الحضور المغربي داخل الفضاء البرلماني اللاتيني–الكاريبي، عبر مشاركته الفاعلة في الجمعيات العامة للبرلاسين، ومساهمته في تطوير مبادرات التعاون جنوب–جنوب في مجالات الهجرة، الأمن الغذائي، التغير المناخي، والتنمية المستدامة.
ويمثل هذا الحراك الدبلوماسي البرلماني امتدادا لسياسة المملكة الرامية إلى توطيد علاقاتها المتعددة الأطراف مع دول أمريكا اللاتينية والكراييب، وترسيخ موقعها كشريك موثوق ومؤثر في قضايا التنمية والاستقرار الإقليمي والدولي.





تعليقات
0