السياسة كما يراها مشاغب الفصل… مهارة في الكلام وفن المراوغة - m3aalhadet مع الحدث
قالب مع الحدث |الواجهة

السياسة كما يراها مشاغب الفصل… مهارة في الكلام وفن المراوغة

Screenshot_20251028_213919_com_facebook_katana_ImmersivePortraitActivity_edit_3018784380807548

 

كنا في حصة للعلوم السياسية، نتحدث عن الأحزاب والانتخابات القادمة، فقررت الخروج قليلاً عن الموضوع وسألت الطلاب عن تطلعاتهم السياسية. لاحظت أن معظمهم غير مبالين، بينما طالب مشاغب، عادة مولوع بالكرة والفن، كان الأكثر اهتماماً
لم تلقى الفكرة أي تفاعل سوى من ذالك المشاغب، فسالته مباشرة : هل فكرتت يوماً في دخول عالم السياسة،؟
فأجاب بكل ثقة : نعم استاذ 😏
إنفجر المدرج بالضحك، بعد محاولاي إسكات الطلاب و طلب منهم إحترام زميلهم ، ثم توجهت إلبه بسؤال، هل أنت قادر عليها؟
أجاب بثقة: بالطبع…
فابتسمت مع اصوات ضحت و بعض الكلام الساخر من الخلف لاكن لم يطل كثيرا ثم قلت : هل تملك برنامجاً قوياً أو رؤية عميقة؟

ابتسم بتهكم ثم قال: السياسة لا تحتاج فقط إلى برنامج أو رؤية، بل إلى موهبة في التمثيل، ومهارة في المراوغة، وقدرة على جعل الكذب يبدو صادقاً.

أصيب المدرج بالذهول، فطلبت منه التقدم و شرح لنا ما الذي يعنيه.
وقف أمام اصدقائه حمل قلم و بدأ كتابة في السبورة :

أولا :
فن الكلام.

مذا تقصد بذالك؟

فأجاب :

السياسة أولاً هي فن الكلام. مثل لاعب كرة يعرف كيف يراوغ خصومه دون أن يفقد الكرة، أو ممثل يبدل نبرته في اللحظة المناسبة ليكسب تصفيق الجمهور. الكلمة في السياسة ليست مجرد وسيلة للتواصل، بل درع يحميك من السقوط في فخ الحقيقة.
بدأ الطلاب بالتصفيق و تشجيع بعدما كانو يسخرون منه اصبحو يشجعونه، إبتسم و أكمل،

ثانيا :
أن تتقن فن الهروب وتغيير الموضوع

ماذا تقصد؟ محاولا أن أخرج منه المزيد من الكلام

أضاف:

حين يداهمك سؤال محرج مثل ما فعل الاستاذ الآن (بدأ الجميع يضحك) ، تبدأ اللعبة الثانية.
صمت الجميع و كلنا مركزين معه؛

أنت في مشهد مسرحي، تُغيّر الإضاءة فجأة وتُبدّل الحوار لتأخذ الجمهور في اتجاه آخر. في كرة القدم، هذه لحظة تمريرة خلفية، تُبعد الخطر وتعيد ترتيب الصفوف، بينما المتفرجون يظنون أنك ما زلت تهاجم.

اندهش الطلاب بزميلهم وسط الذهول اضاف قائلا
ثالثا :
أن تكون بارعا في فن الكذب وصناعة الوعود:
فبدأ الطلاب يتفاعلون معه: كاينة،. عندك صح، فطلبت منهم الهدوء و ترك زميلهم يكمل كلامه، إشرح لنا ماذا تعني؟

هذا الدور يمكنه وصفه بدور الأكبر في السياسة، فن الكذب الجميل. أن تعد الناس بما تحلم أنت أن تصدقه، أن تصنع من الكلمات جسراً نحو “الغد الأفضل”. تماماً كفيلم سينمائي بميزانية ضخمة، مؤثراته مبهرة، لكن نهايته معلّقة في الهواء. وعندما يُسألك أحدهم عن الوعود المؤجلة، تتقن أداء الدور: ترفع حاجبيك بثقة، وتقول إن الطريق طويل… ولكن النهاية قريبة.

فقاطعته بأن هناك مطالبة بالمحاسبة فاكمل،
استاذي تمهل هنا رابعا ضحك الجميع، فقال :
فن المراوغة وتحويل اللوم
سالته بمعنى؟
قال:
حين تتجه الأصابع نحوك، فهنا تبدأ المباراة الحقيقية. كل سياسي محترف يعرف أن الدفاع يبدأ بتحويل الاتجاه. تمرر الكرة بسرعة إلى جهة أضعف منك، تتركها تتحمل الصدمة بينما تظل أنت واقفاً في منتصف الميدان، أنيقاً، هادئاً، وكأن شيئاً لم يكن. في السينما، يسمونها “لقطة الخروج الذكي”، حين ينجو البطل دون أن تتسخ بدلته.

اندهش الجميع و بدؤ التصفيق و الهتاف بمصطلحات كثيرة حاولت تهدئة المدرج فاكملت الكلام

إذن السياسة بالنسبة لك ليست مهنة،
فقاطعني و قال :
بل هي عرض طويل لا ينتهي — مزيج من مباراة حامية، ومسرحية متقنة الإخراج، وفيلم مليء بالمفاجآت. من يتقن المراوغة والبقاء واقفاً بعد كل سقوط… هو من يستحق التصفيق في النهاية.

نظرت إلى زملائه، وكان رد فعلهم تصفيقاً حاراً وتشجيعاً، مع إدراكهم أن هذا الطالب صريح معهم ويفهم طبيعة السياسة بشكل واقعي، حتى وإن لم يكن سيترشح فعلياً.

ولا نستغرب إن وجدناه يوماً أميناً عاماً لحزب ما😂

أضف تعليقك

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية)

‫من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم.

تعليقات

0
الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي m3aalhadet مع الحدث