مع الحدث فيصل باغا
تعد أحياء الصفيح في مقاطعة عين الشق من بين الأحياء التي تعاني من أوضاع صعبة تجعل حياة سكانها شبه مستحيلة.
بالرغم من التطور العمراني والاقتصادي الذي شهدته بعض المناطق في المدينة، فإن الأحياء الصفيحية ما زالت تفتقر إلى أبسط مقومات العيش الكريم.
النقص في البنية التحتية، تدهور الوضع الصحي، غياب شبكات الصرف الصحي والمياه، علاوة على مشكلات الكهرباء والإضاءة، كل ذلك يساهم في معاناة السكان بشكل يومي.
إن هذه الأوضاع الصعبة تطرح تساؤلات كثيرة حول دور المنتخبين المحليين في تحسين حياة هؤلاء المواطنين الذين يعيشون في ظروف غير لائقة.
فهل فشل المنتخبون في الوفاء بوعودهم الانتخابية أم أن هناك غيابًا حقيقيًا للتخطيط الحضري السليم الذي يمكن أن يحل هذه المشاكل؟ كيف يعقل أن تبقى هذه الأحياء في هذا الوضع المأساوي على الرغم من وجود ميزانيات مخصصة للتنمية والتطوير في معظم المشاريع المحلية؟
تُظهر التقارير اليومية للمواطنين في هذه الأحياء أن هناك تهميشًا ملحوظًا من قبل السلطات المحلية، وهو ما يفاقم معاناتهم.
إذ من المفترض أن يساهم المنتخبون في رصد حاجيات هذه الفئات الهشة والعمل على تقديم الحلول المناسبة لها، ولكن للأسف يلاحظ المواطنون أن غالبية الوعود الانتخابية تبقى حبرًا على ورق.
بينما يتم تخصيص ميزانيات ضخمة للمشاريع الكبرى التي لا تمس حياة المواطن البسيط بشكل مباشر، تتجاهل بعض المسؤولين الاهتمام بالبنية التحتية الأساسية في الأحياء الصفيحية التي تشهد ازديادًا في الكثافة السكانية.
منازل متهالكة، غياب المرافق العامة، وتزايد الأوضاع المعيشية الصعبة، كلها عوامل تثير القلق وتدفع المواطنين للمطالبة بتدخل عاجل من قبل المنتخبين والمسؤولين المحليين.
إن الدور الأساسي للمنتخبين المحليين هو أن يكونوا ممثلين حقيقيين لشعبهم، وأن يعكسوا في سياساتهم الأولوية لتحسين ظروف الحياة في الأحياء الهشة، وأن يوليوا اهتمامًا خاصًا للمشاكل التي يعاني منها المواطنون في الأحياء الصفيحية.
وإذا لم يتمكن المنتخبون من تقديم حلول فعلية لتجاوز هذه المشاكل، فإن ذلك يضع الكثير من علامات الاستفهام حول مدى قدرتهم على تحسين الواقع المعيشي للمواطنين.
فإن أحياء الصفيح في مقاطعة عين الشق بحاجة ماسة إلى تدخل حاسم من قبل السلطات المحلية.
وعلى المنتخبين أن يضعوا مصالح المواطنين فوق كل اعتبار، ويعملوا جاهدين على تلبية احتياجاتهم الحقيقية، من أجل أن يعيشوا في بيئة لائقة تضمن لهم العيش الكريم.
Share this content:
إرسال التعليق