الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين لجهة طنجة-تطوان-الحسيمة: مساهمات طلبة ماستر سيكولوجيا الإعاقة في تطوير استراتيجيات التعليم للجميع

مع الحدث متابعة سعيد موزك

في إطار الحملة الجهوية للتوعية حول “التعليم للجميع”، التي أطلقتها الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين بجهة طنجة-تطوان-الحسيمة، تحت شعار “التدريس المبدع والمبتكر أساس التعليم للجميع”، نظمت المديرية الإقليمية بشفشاون دورتين تكوينيتين.

تأتي هذه المبادرة بالتعاون مع جمعية “أولياء التوحد” بشفشاون، بهدف تعزيز مهارات الكوادر التعليمية العاملة في مجال التعليم. شارك في الفعالية عدد كبير من الأطر التربوية والمشرفين على قاعات الموارد لتاهيل والدعم، إضافة إلى أخصائيون نفسيون وطلبة ماستر “سيكولوجيا الإعاقة” من جامعة ابن طفيل، الذي تنسقه الأستاذة الدكتورة عتيقة بونو. قدم هؤلاء الطلبة تجاربهم الأكاديمية والميدانية، مما أثرى المناقشات وأضفى عمقا على البرنامج.

تميزت الفعاليات بتنظيم ورشات تطبيقية وجلسات تفاعلية، حيث تم عرض أحدث الممارسات التربوية وتبادل التجارب الناجحة. وقدّم طلبة ماستر سيكولوجيا الإعاقة أفكارهم المبتكرة، مما ساهم في تعزيز ثقافة التعليم وتحقيق مبادئ الإنصاف وتكافؤ الفرص. تفاعل المشاركون بشكل إيجابي مع المحتوى، مما خلق بيئة من الإبداع والتفاؤل حول إمكانية تحقيق تعليم شامل للجميع.

 

من أبرز الفعاليات ندوة تناولت “دور الذكاء الاصطناعي في تحسين التعليم الدامج”، حيث بحثت في إسهامات التكنولوجيا الحديثة في دعم العملية التعليمية للأطفال في وضعية إعاقة. افتتحت الندوة بكلمة للأستاذة لبنى بقل، المشرفة على قاعة الموارد والباخثة بسلك الماستر سيكولوجيا الإعاقة بكلية العلوم الإنسانية والاجتماعية بجامعة ابن طفيل بالقنيطرة، التي أكدت على أهمية هذه القاعات في تقديم الدعم للأطفال ذوي الإعاقة. تم عرض دراسات تبرز كيفية استخدام الذكاء الاصطناعي لتخصيص التعليم وتقديم حلول مبتكرة لمشكلات التعلم، مثل تطبيقات التعلم الذكي القابلة للتكيف مع احتياجات كل تلميذ (ة).

كما أُقيمت ثلاث ورشات حول التربية الدامجة، حيث تناولت الورشة الأولى استراتيجيات تنفيذ البرامج الإبداعية، قدمها أساتذة أكاديميون. وفي إطار الورشة الثانية، تمحورت المناقشات حول العلوم العصبية ودورها الحيوي في تعزيز التربية الدامجة، حيث قدمها طلبة ماستر سيكولوجيا الإعاقة بجامعة ابن طفيل برؤى عميقة حول كيفية مساهمة هذه العلوم في فهم عمليات التعلم والتفاعل الاجتماعي لدى الأطفال ذوي الإعاقة.
اقترح الطلبة تطوير برامج تدريبية مبتكرة تدمج المعرفة العلمية مع الممارسات العملية، بهدف رفع جودة التعليم وفهم آليات التعلم والاكتساب، مما يساهم في تعزيز ممارسات الدمج التربوي.
كما تناولت النقاشات البعد الاجتماعي لعلم النفس، حيث أشار الطلبة الباحثين إلى التمثلات الاجتماعية والصور النمطية التي تحاصر الأفراد في وضعيات الإعاقة، وما يترتب على ذلك من قيود تؤثر عليهم وعلى أسرهم وتقيد فرص انفتاحهم ومشاركتهم.
كما توقفوا سويا في كيف يمكن لسيكولوجيا، حين تمارس بصدق، على الكشف عن إنسانية الإنسان، والاستماع إلى صوته حتى في صمته. إذ تؤمن هذه العلوم بأن الاختلاف ليس عبئا، بل هو طاقة تنتظر من يوقظها ويستثمر فيها.
ولم تخل الفعالية من لمحات إنسانية، حيث تم تنظيم مسرحية قدمها طفل ذو متلازمة داون، بهدف تعزيز الوعي حول الأطفال ذوي الإعاقة، وكانت تعبيرا قويا عن أهمية الشمولية والتفاهم والتقبل في المجتمع.

تخلل الفعالية مداخلات من آباء وأمهات المستفيدين من خدمات قاعات الموارد، بالإضافة إلى أساتذة التربية الدامجة، الذين شاركوا تجاربهم وآرائهم. كما قدم طلبة ماستر سيكولوجيا الإعاقة أبحاثهم، مؤكدين على ضرورة تكامل الجهود بين مختلف الأطراف لدعم الأطفال ذوي الإعاقة. وشددوا على أهمية التوعية باضطرابات النمو العصبية وطرق دعم الأطفال، مع التأكيد على التطبيق الفعلي للمعرفة والمهارات المكتسبة من الورشات.

في ختام الفعاليات، اقترح الطلبة إنشاء منصات رقمية لتبادل الخبرات والممارسات الجيدة بين المعلمين والباحثين، وتطوير برامج تدريب مستدامة للمعلمين في مجال التعليم. كما دعوا إلى تعزيز البحث العلمي في ميدان التربية الدامجة، مع التركيز على تطوير أدوات لقياس فعالية الاستراتيجيات التعليمية.

شارك المقال
  • تم النسخ
تعليقات ( 0 )

اترك تعليقاً

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية)