” البرنامج الملكي للدعم الإجتماعي ” موضوع اللقاء التواصلي لحزب الإستقلال مع الساكنة بتطوان من تأطير وزيرة التضامن والإدماج الاجتماعي والأسرة

متابعة محمد نجاري

نظمت المفتشية الإقليمية لحزب الاستقلال بتطوان، مساء يوم السبت 30 دجنبر 2023، لقاء تواصليا مفتوحا مع الساكنة للتعريف بالبرنامج الملكي للدعم الاجتماعي المباشر والخدمات الاجتماعية في إطار الدولة الاجتماعية، وذلك بتأطير كل من الأخ نور الدين مضيان عضو اللجنة التنفيذية للحزب ورئيس الفريق الاستقلالي للوحدة والتعادلية بمجلس النواب، والأخت عواطف حيار وزيرة التضامن والإدماج الاجتماعي والأسرة، وفي ظل حضور كل من الإخوة رفيق بلقرشي عضو اللجنة المركزية ونائب منسق الحزب بجهة طنجة تطوان الحسيمة، ومنصف الطوب النائب البرلماني للحزب عن دائرة تطوان، ومحمد الصالحي المفتش الاقليمي للحزب بتطوان، وعدد من برلمانيي وأطر الحزب، ومنتخبي ومناضلات ومناضلي الحزب بتراب الإقليم.

و يأتي هذا اللقاء في إطار الحركية والدينامية التي برمجها حزب الاستقلال على المستوى الوطني، للتعريف بالبرنامج الملكي للدعم الاجتماعي المباشر، من أجل ترسيخ أسس الدولة الاجتماعية التي يريدها جلالة الملك محمد السادس، وباعتبار حزب الاستقلال مشارك في الحكومة،و يبدي استعداده بكل مكوناته الحزبية والمنظمات الموازية للمساهمة في إنزال هذا الورش الملكي على أرض الواقع.

وقدم نور الدين مضيان عرضا توضيحيا، تناول فيه الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية والسياسية للبلاد بالتحليل، موضحا الأسباب والحلول الكفيلة بتجاوز هذه الوضعية، مشيدا بالوجود الميداني لمناضلات ومناضلي الحزب وتواصلهم مع المواطنين والمواطنات، مذكرا بأهمية انخراط كل القوى الحية في المجتمع المغربي في عملية إنجاح هذا الورش التاريخي الذي يعتبر قفزة نوعية في أفق بناء الدولة الاجتماعية كمفهوم موضوعي في السياسات العمومية ببلادنا. وأكد أن هذا البرنامج الملكي ينطلق من السيرورة التاريخية لإحداث صندوق المقاصة ووصولا إلى النموذج التنموي الجديد وانتقالا إلى ورش الحماية الاجتماعية الذي يتوخى دعم ومساعدة الفئات الأكثر هشاشة على الاستفادة من تغطية صحية شاملة ودعم مادي مباشر، وأن الهدف من الدعم الاجتماعي المباشر، ليس هو خلق منطق الاتكالية داخل المجتمع بل إخراج المواطنات والمواطنين من الفقر و تقليص عدد الفقراء ببلادنا، مبرزا في عرضه أهداف ومضامين هذا البرنامج الملكي للدعم الاجتماعي المباشر، و الفئات المستهدفة من هذا الدعم وأنواعه وكيفية الاستفادة منه، بالإضافة إلى حجم الميزانية المرصودة لتنزيل هذا البرنامج ومصادر تمويله، وكذلك البرامج التي تم تنزيلها أو سيتم تطبيقها حماية للطبقة المتوسطة التي تعتبر صمام الأمان الاجتماعي ببلادنا، إلى جانب ما يتعلق بالإبقاء على صندوق المقاصة، معتبرا أن هذا الدعم سيحد من التوريث الجيلي للفقر وسيكون عاملا حاسما في الحد من الهشاشة والفقر وتوفير دخل قار للأسر المحتاجة ببلادنا، وشدد مضيان على أن البرنامج الملكي للدعم الاجتماعي المباشر، هو برنامج لجلالة الملك محمد السادس، مشيرا إلى أنه لا مجال للمزايدات السياسية في هذا الموضوع.

و أكدت الأخت عواطف حيار في مداخلتها على أهمية تنظيم هذه اللقاءات على الصعيد الوطني تفاعلا مع توجيهات الأخ الأمين العام للحزب سعيا من فروع الحزب وتنظيماته إلى تقريب المواطنين من فلسفة البرنامج الملكي وشرح مضامينه الاجتماعية الهامة، حيث أخذ حزب الاستقلال على عاتقه مسؤولية تأطير وتنظيم المواطنين وإرشادهم إلى الإمكانيات التي وضعتها الحكومة من أجل ضمان تغطية اجتماعية منصفة شاملة للمواطنين في مختلف مناطق المملكة. و أوضحت الوزيرة المحاور الأساسية التي يرتكز عليها هذا البرنامج الملكي معززة بالأرقام، داعية إلى تكثيف الجهود وتعبئة المواطنين من أجل تحقيق مشروع اجتماعي متكامل هدفه الأساس هو بناء الإنسان المغربي الذي يعد ثروة اجتماعية حقيقية تساهم في تحقيق التنمية المستدامة والعدالة الاجتماعية،و معتبرة أن الهدف الأسمى لهذا المشروع الملكي يتمثل في الحد من الفقر وضمان كرامة المواطنين وتحسين المؤشرات الاجتماعية والاقتصادية للوطن. وأشارت السيدة الوزيرة إلى أن إرساء هذا النظام الذي يقوم على تقديم دعم مباشر للأسر، ستستفيد منه الفئات الاجتماعية التي تحتاج إلى المساعدة، خاصة منهم الأطفال في سن التمدرس، والأطفال في وضعية إعاقة، والأطفال حديثي الولادة، فضلا عن الاستفادة المباشر للأسر التي ليس لها أطفال، أو يتجاوز سن هؤلاء واحد وعشرون، خاصة منهم تلك التي تتواجد في وضعية فقر أو هشاشة، للرفع من مستواها المعيشي من خلال دعم قدرتهم الشرائية وتحصينهم أمام التقلبات الظرفية، مضيفة أن برنامج الدعم الاجتماعي المباشر هو تنزيل فعلي للنموذج التنموي الجديد وتكريس للدولة الاجتماعية، ويندرج في إطار الرؤية الملكية لتعميم مشروع الحماية الاجتماعية، الذي يعد إحدى ركائز تنزيل النموذج التنموي الجديد، وتعزيز أسس الدولة الاجتماعية.

وأضافت حيار، أن المغرب يشهد ثورة ملك وشعب جديدة، وهي ثورة اجتماعية بامتياز يقودها صاحب الجلالة الملك محمد السادس، والتي سيكون لها الوقع الإيجابي لتحصين الفئات الاجتماعية الأكثر هشاشة والأسر الفقيرة والمعوزة المعنية بالدعم وتحسين ظروف عيشها وضمان وصيانة كرامتها، وإنصاف شرائح واسعة من المواطنين الذين لم يستفيدوا من أي دعم في السابق، أو لم يستفيدوا بالشكل الكافي.

وأكد رفيق بلقرشي في تدخله على أهمية هذا الورش الملكي الكبير للحماية الاجتماعية، والتي تتجلى في الميزانية المخصصة لتنزيله على أرض الواقع، حيث سيتم تخصيص 24 مليار درهم في 2024 لتصل إلى 29 مليار درهم في سنة 2026 مرصودة لبرنامج الدعم الاجتماعي المباشر و10 ملايير درهم للتغطية الصحية وبالتالي تعبئة ميزانية هامة تقارب 40 مليار درهم تبرز قيمة وأهمية وأثر هذا الورش على المجتمع.

وشهدت فعاليات هذا اللقاء حضورا متميزا ونوعيا، وتفاعلا إيجابيا من خلال أجواء النقاش التي طبعت تدخلات كافة المتدخلين والحاضرين في سبيل الدفاع عن المصلحة الفضلى للمواطن والوطن، مما يعبر عن اهتمام المواطنين المغاربة بقيمة البرنامج الملكي للدعم الاجتماعي المباشر وأهميته بالنسبة للبلاد ككل.