التنوع في صلب حداثة المجتمع المغربي (أندري أزولاي)
متابعة مع الحدث
أكد مستشار جلالة الملك، السيد أندري أزولاي، مساء أمس الخميس بالرباط، أن ” المجتمع المغربي يجسد اليوم في منطقة البحر الأبيض المتوسط، المثال الأكثر اكتمالا لبلد وضع ثراء كل تنوعه في صميم حداثته”.
وقال السيد أزولاي، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، بمناسبة ندوة نظمتها الجمعية المغربية لجوقة الشرف حول “التسامح المتبادل” بمقر المكتبة الوطنية للمملكة المغربية، إن ” الوقت قد حان للقيام بوقفة من أجل القياس العادل للقفزة النوعية والتوافقية التي حققها المغرب في فن وإرادة الاستماع إلى الآخر واحترامه “.
وأبرز مستشار جلالة الملك أنه “لم يعد من الممكن الحديث عن العيش المشترك في المغرب في أكتوبر 2021 بمعجم الأمس”، مسجلا “السرعة المذهلة التي أصبحت تتملك بها الأجيال الصاعدة هذا المغرب المنفتح على جميع الحساسيات، والروحانيات، في وقت يتواصل حولنا الانغلاق الهوياتي الذي أصبح أمرا بائدا”.
من جانبه، قال الخازن العام للمملكة، السيد نور الدين بنسودة، إن هذه الندوة تعد ثمرة عمل جماعي ودليلا على القدرة على العمل معا لتحقيق الأهداف المشتركة.
وأوضح في مداخلته، أن الموضوع الذي تم اختياره لهذه الندوة يجسد إحدى القيم التي تؤمن بها الجمعية المغربية لجوقة الشرف ، مشيرا إلى أن العالم الحالي، الذي يتميز بآثار العولمة والتكنولوجيا الرقمية، أصبح “مترابطا بشكل فائق” و”منفتحا بشكل جوهري”.
وأضاف أن هذا التطور الرقمي يتيح بالتأكيد فرصا هائلة، ولكنه يطرح أيضا إكراهات تؤثر على القيم التي تؤطر المجتمعات، وبشكل أكثر تحديدا القدرة على العيش معا.
من جهتها، أشادت سفيرة فرنسا بالرباط، السيدة هيلين لوغال، بتنظيم هذا اللقاء الذي تميز بمشاركة محاضرين رفيعي المستوى، بهدف إطلاق تفكير عميق ونقاش بناء حول موضوع “التسامح المتبادل”.
كما ذكّرت بهذه المناسبة بحصول العديد من المغاربة على وسام “جوقة الشرف” الفرنسي، مشيرة إلى أنه إذا كانت التوشيحات الأولى من نصيب شخصيات عسكرية، فإن التوشيحات التي تلتها كانت من نصيب شخصيات مدنية كانت لها مساهمة متميزة في العلاقة بين المغرب وفرنسا.
وبدوره، أبرز البروفيسور بجامعة “باريس- شرق كريتيل”، السيد علي بنمخلوف، أن كلمة “تسامح” تعني بالأساس قبول طريقة تصرف وتفكير تختلف عن تلك التي يتبناها المرء.
واعتبر أن التسامح يقوم على مبدأ القدرة الإنسانية على ربط الأفكار بحرية، متوقفا عند الدور الذي يضطلع به التعليم في هذا السياق.
أما الصحفي عبد الله الترابي، فأبرز في مداخلته تفرد المجتمع المغربي الذي يكمن في تسامحه وطبيعته السلمية، مؤكدا أن نفسا من التغيير الإيجابي شمل جميع المجالات في ما يتعلق بالتسامح المتبادل، بدءا من المقررات الدراسية.
وأضاف أن هناك تطورا حقيقيا يشهده المغرب، الذي يميل نحو مزيد من القبول بالآخر والتنوع.
وتندرج هذه الندوة حول “التسامح المتبادل” في إطار الجهود التي تبذلها الجمعية المغربية لجوقة الشرف للنهوض بالقيم المواطنة، من قبيل التعايش وقبول الآخر ، التي يجب أن تقوم عليها المجتمعات من أجل عالم ومستقبل أفضل.
وتميز هذا اللقاء بمشاركة شخصيات بارزة من مختلف الآفاق ونخبة من المثقفين المغاربة والأجانب.
شارك هذا المحتوى:
إرسال التعليق