مع الحدث
اختتمت ليلة الاحتفاء بنجوم السينما والتلفزيون بتسليم جائزة النجمة الفضية للفنانة فرح الفاسي عن دورها في شخصية “نادية” في مسلسل “رحمة”، وجائزة النجمة الفضية للرجال نالها يسري مراكشي عن دوره في شخصية “رشيد” في مسلسل “جرح قديم”، وهو المسلسل الذي توّج كأفضل مسلسل في رمضان 2025. وقد أعلنت الإدارة المنظمة عن فوز المسلسل بالنجمة الذهبية في سابقة من نوعها في تاريخ الحفل.
وفي هذا السياق، قال الناقد الفني عبد الرحيم الشافعي بصحيفة العرب اللندنية، كعضو لجنة تحكيم ليلة نجوم السينما والتلفزيون في دورتها السابعة، في حواره مع “الحدث”: إن مسلسل “جرح قديم” يرتكز على حبكة أساسية مستوحاة من الثقافة المغربية الشعبية، وهي ظاهرة السحر والشعوذة، سواء بين الجيران أو داخل الأسرة. كما عالج المسلسل قضية حساسة تتعلق باختطاف الأطفال “الزهريين” الذين يُعتقد أنهم يملكون مفاتيح فتح الكنوز في نظر السحرة والدجالين. وناقش المسلسل أيضًا قضايا الأسرة والحسد داخل الأسر المغربية، خاصة بين الأعمام والأخوال، بسبب الخلافات حول الميراث والوظيفة وتوزيع الأرزاق. ناهيك عن تطرقه إلى ظاهرة تمرد الأطفال على آبائهم، سواء بسبب انحراف الأم أو الأب، أو بسبب ثقافة الهاتف الذكي التي جعلت الأطفال يمتلكون عقولًا أكبر من أعمارهم.
وأضاف الناقد الفني عبدالرحيم الشافعي أن المخرج مراد الخودي احترم استخدام اللقطات القريبة والقريبة جدًا والمتوسطة لتقريب الجمهور من تعابير الشخصيات الدرامية، كما حافظ المسلسل على إيقاع تشويقي متوازن بين البداية والذروة والنهاية. وأشاد الناقد بنجاح اختيار الممثلين والتوزيع المحكم للأدوار، حيث أدى فريق العمل الفني بأكمله أدوارهم بإتقان دون استثناء.
وأوضح “نحن في المغرب بحاجة إلى مسلسلات مغربية الثقافة والأفكار والأحداث، نابعة من عمق المجتمع المغربي، ولسنا بحاجة إلى مسلسلات ذات أفكار غربية أو أوروبية مسقطة على مجتمعنا أو دخيلة، إن صح التعبير. والتتويج لا يأتي لأن العمل الفني مكتمل، بل لأن النقاط الإيجابية تطغى على السلبية. فلا يوجد فيلم سينمائي أو مسلسل درامي أو شريط تلفزيوني أو مسرحية أو قطعة موسيقية أو لوحة تشكيلية خالية من العيوب، وإنما الفارق يكمن في حجم النقاط الإيجابية مقارنة بالسلبية”.
وأضاف حول أداء الممثلين: “الفارق بين الممثلين يكمن في التشخيص المحكم، لأنه يترك أثرًا في نفوس الجمهور، بينما الأداء العادي يمر مرور الكرام.” وعن الفرق بين تلقي الجمهور وتلقي الناقد، قال: “الجمهور يشاهد بالمشاعر والعواطف، أي أنه يستخدم العاطفة التي لا تعطي فرصة ثانية. فإما أن يكسب الممثل عاطفة الجمهور من المشاهدة الأولى، وإما أن يخسرها. لأن الجمهور لا يملك برنامجًا للمشاهدة، فالسرعة التي يحب بها هي نفسها التي يكره بها. أما الناقد فيشاهد بالعقل، ويقارن بين أعمال المخرج ليرى الفروق، كما يقارن بين التشخيص والأداء عبر زوايا مختلفة، ثم يفرز بين نقاط القوة والضعف، ويحدد الفرق بين الأداء والتشخيص، وهذا هو جوهر النقد.”
وعبد الرحيم الشافعي هو ناقد فني تخرج من قسم فلسفة الفن والجماليات مسلك نقد وتحليل وسائل الإعلام والاتصال، تخصص نظرية السينما من جامعة الحسن الثاني بالدار البيضاء
تعليقات ( 0 )