بنسليمان.. عامل الإقليم يترأس لقاء تشاوريا لتجويد المدرسة المغربية
روبورتاج بوشعيب العمراني.
تحت شعار “تعليم ذو جودة للجميع”، ترأس السيد “سمير اليزيدي” عامل إقليم بنسليمان، صباح يوم الخميس 09 يونيو 2022 بقاعة الاجتماعات بمقر العمالة ، أشغال اللقاء الترابي المتعلق ببرنامج المشاورات الوطنية لتجويد المدرسة المغربية، تنزيلا للمشاورات الوطنية لتجويد المدرسة العمومية، الذي أطلقتها وزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة في محطتها االإقليمية، وذلك بهدف إرساء خارطة تتضمن تدابير محددة وملموسة من أجل بلوغ مدرسة الجودة والانفتاح وتكافؤ الفرص.وذلك بحضور السيد “عبد الرزاق الزيداني” رئيس قسم الشؤون الداخلية بعمالة بنسليمان، والسيد “طارق الخياري” نائب رئيس المجلس الإقليمي لبنسليمان، والسيد “مصطفى الجرموني” المدير الاقليمي لوزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة ببنسليمان، وممثلوا الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين بجهة الدار البيضاء سطات ، ورؤساء وممثلي الجماعات الترابية بالاقليم، فضلا عن السادة رؤساء المصالح الأمنية، والسادة رجال السلطة المحلية، والسيدات والسادة رؤساء المصالح الخارجية، وثلة من تلميذات وتلاميذ المؤسسات التعليمية بالاقليم، بالاضافة إلى فعاليات المجتمع المدني المحلي، وممثلوا أمهات وآباء وأولياء التلاميذ، والسادة ممثلي وسائل الإعلام.
وقد أكد السيد “سمير اليزيدي” عامل إقليم بنسليمان، في كلمة له بالمناسبة، على أن “هذا اللقاء التشاوري الترابي الهام الذي يندرج في إطار المشاورات الوطنية التي أطلقتها الوزارة الوصية على القطاع باعتبار قضية التعليم تشكل صلب الرهانات التنموية ببلادنا وباعتبارها شأناً يهم كل مكونات المجتمع وتقتضي انخراط كل قواه من أجل كسب رهانها، كما أن هذا اللقاء يندرج في إطار الرؤية الاستراتيجية لوزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة لتجويد المدرسة العمومية التي تكرس ارتباطها الوثيق بالمستوى الترابي للتفاعل أكثر مع الخصوصيات ومع الواقع التربوي المحلي، وتحرص على ضرورة إشراك كل الفاعلين تماشيا مع فلسفة الديموقراطية التشاركية المنصوص عليها في دستور المملكة الشريفة ، وانسجاما مع توصيات النموذج التنموي الجديد بشأن ضرورة إشراك المواطنين في صياغة السياسات العمومية وتنفيذها وتقييمها. وأضاف أن السيد العامل على أن هذه المشاورات التي يندرج في إطارها لقاء اليوم تهدف إلى جعل الفاعلين المحليين يتفاعلون بطريقة نسقية مع مختلف تدابير خارطة الطريق وإثارة واستقاء مختلف الأفكار التي من شأنها مواكبة ودعم مدرسة الجودة وبناء التوافقات المحلية المطلوبة لتحقيق ذلك . كما تعتبر فعاليات هذه المشاورات الترابية ، من حيث طريقة تنظيمها وتركيبة المشاركين فيها ، مشكلة يذلك فضاءات للنقاش البناء والمندمج على المستوى المحلي ، حول المدرسة بوصفها نقطة ارتكاز المنظومة التعليمية ، وشأنا مجتمعيا ، ورافعة أساسية للتنمية المستدامة ضمن مجالها الترابي عبر استثمار أمثل وسليم للرأسمال البشـري. كما ركز السيد “سمير اليزيدي” في معرض مداخلته على أن هذه المشاورات الوطنية تعقد حول تنزيل مشروع خارطة الطريق الذي أعدته وزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة برسم الفترة 2022-2026، وذلك من خلال استثمار خلاصات مختلف عملیات تشخيص واقع المنظومة التعليمية ومن خلال الدراسات التقويمية المنجزة في هذا الصدد ، حيث يبقى الهدف من لقاء اليوم هو المساهمة في إغناء هذا النقاش المؤسساتـي الوطني حول أولويات الإصلاح خلال السنوات الخمس المقبلة باقتراحات بناءة نابعة من الميدان ومن المتدخلين الأساسيين في القطاع من جهة ، ومن جهة أخرى ، حفز الفاعلين الأساسين والشركاء على كافة مستويات المنظومة التعليمية على الانخراط الفعال وعلى الالتزام ، كل حسب مسؤولياته وموقعه ، في تفعيل هذا المشروع الإصلاحـي حضرات السيدات والسادة ، للإحاطة أكثر بهذا الموضوع ، سيتم تقديم عرض في هذا الشأن من طرف السيد المدير الإقليمي للتربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة ، كما سيتم بعد ذلك تنظيم ثلاث ورشات موضوعاتية من أجل التفاعل أكثر مع مضمون هذا المشروع. واختتم السيد العامل كلمته بتثمين المجهودات التي يبذلها كافة المتدخلين في هذا القطاع الحيوي على الصعيد الترابي قصد النهوض به وتجويده ، كما طالب كل المتدخلين الانخراط التام في هذا المشروع المجتمعي بدء بإعمال الذكاء الجماعـي من أجل إغناء هذا النقاش المفتوح اليوم، وانتهاءا بالاقتراحات البناءة والملموسة التي ستنتج عن الورشات التفاعلية التي سيشارك فيها كل من موقعه، وذلك من أجل ضمان مشاركة الجميع في هذه المحطة ذات الأهمية القصوى في تحقيق توافق كل المعنيين والمتدخلين حول سبل الارتقاء بالأدوار التربوية والتنموية للمدرسة العمومية ، وبجودة خدماتها لفائدة ناشئتنا ومستقبل بلادنا ، تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله وأيده. من جهته، وألقى السيد “مصطفى الجرموني” المدير الاقليمي لوزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة ببنسليمان، خلال هذا اللقاء، عرضا حول خارطة طريق إصلاح منظومة التربية الوطنية برسم الفترة 2022- 2026، الرامية إلى توفير الظروف الملائمة للطفل، الكفيلة بتمكينه من اتمام تمدرسه الإجباري، بعد أن يطور ويكتسب المهارات والقدرات الضرورية لتحقيق إمكاناته الكاملة، مع الاستفادة من الدعم الاجتماعي للدولة والشركاء المنخرطين في نهج شامل. وفي هذا الصدد، أكد السيد “مصطفى الجرموني” على راهنية وأهمية الموضوع باعتبار إصلاح المدرسة العمومية مشروعا مجتمعيا ومسؤولية مشتركة تهم مختلف الفعاليات المنتجة داخل السياق المجتمعي المغربي، بالنظر إلى ما تحققه من توافق جماعي وخلق ديناميكية فكرية مشتركة تعطي نفسا متجددا ومنفتحا على أولويات الإصلاح خلال السنوات الخمس المقبلة. واختتم السيد المدير عرضه على أن “رفع إعلان وشعار: المدرسة المغربية العمومية والتعليم ذو الجودة، هو رهان ندرك جميعا مدى سياقاته وآماله وطموحاته المستقبلية، وذلك وعينا منا بأهمية الإنصات المتمعن، والمشاورات الكبرى المنفتحة على الجميع، وإغناء النقاش وتبادل الأفكار وتحفيز الذكاء الجماعي، من خلال فسح المجال لمختلف المتدخلين والشركاء والفاعلين بالمجتمع المغربي للتعبير عن آرائهم وتصوراتهم واقتراحاتهم بهدف إرساء الآمال المنشودة للمدرسة العمومية”.
وأوضح المسؤول الإقليمي ذاته أن “من شأن هذه اللقاءات إثراء خارطة طريق تجويد المدرسة العمومية 2002-2026 وأهدافها الاستراتيجية المتمثلة في تنزيل وتفعيل الأوراش ذات الأولوية، وتعزيز وتعديل التدابير التي تم وضعها لبناء مدرسة المستقبل، مدرسة عمومية بمواصفات الجودة وللجميع”. وتضمن برنامج هذا اللقاء الترابي، أيضا، ورشات حول عدة مواضيع، من بينها “موقع مدرسة الجودة في تنمية الجماعة الترابية”، و”دعم الجماعة الترابية للمدرسة”، و”التوافق بين الطموح المحلي وطموح المدرسة”. وبعد انتهاء أشغال هذه الورشات التي مرت في جو يسوده الإنخراط والتفاعل الإيجابيين، التأم الحضور في جلسة عامة ختامية قدمت فيها من طرف السادة مسيري هذه الورشات أهم الأفكار والمقترحات والتوصيات التي خلصت إليها هذه المشاورات، فيما اختتم اللقاء بكأس شاي على شرف كل الحاضرين.
يذكر أن وزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة كانت قد أطلقت استشارة وطنية من أجل تعليم ذي جودة للجميع. حيث تم منذ شهر ماي إلى يونيو 2022، فتح العديد من فضاءات التفكير والنقاش والبناء المشترك أمام جميع الأطراف الفاعلة في هذا القطاع، سواء على الصعيد الوطني أو بمشاركة مغاربة العالم. مع اقتراح سلسلة من التدابير للنقاش العام، والتي شكلت ثمار العمليات السابقة الهادفة إلى تحسين النظام التعليمي الوطني، وذلك بغية خلق بيئة تعليمية ملائمة، سواء بالنسبة للمتمدرسين أو بالنسبة لأطر هيئة التدريس الذين يطورون أداءهم في مؤسسات حديثة. يشار إلى أن هذه المشاورات الوطنية ستعرف عقد ما يقرب من 6200 مجموعة تركيز على المستوى الوطني، و82 لقاء ترابيا على مستوى العمالات والأقاليم، وحضور أكثر من 150 ألف مشارك في مختلف ورشات العمل المنظمة، بالإضافة إلى فتح منصة إلكترونية أمام مساهمة جميع المواطنين، بما فيهم مغاربة العالم www.madrastna.ma.
ويهدف هذا التنظيم العام للمشاورات إلى ضمان الجودة في القرارات التي ستتخذ، والوقوف على الممارسات المبتكرة، وكذا مختلف الفاعلين حول ضرورة وجدوى التغييرات التي سيتم إعمالها مستقبلا، حيث يظل الهدف هو أن نرسم معا مسارا لتنفيذ إصلاح مبتكر لمدرسة الجودة.
لمزيد من الاحاطة بأهم لحظات هذا اللقاء..تابعوا ألبوم الصور أسفله…
شارك هذا المحتوى:
إرسال التعليق